مجلس تشاد العسكري يطلق حواراً وطنياً في غياب مجموعتين متمردتين كبريين
وقّع زعيم المجلس العسكري الحاكم في تشاد، محمد إدريس ديبي إيتنو، اليوم الاثنين، في قطر اتفاقاً مع نحو 40 مجموعة متمردة يهدف إلى بدء حوار وطني في 20 آب/أغسطس في إنجامينا.
ورفضت جبهة التغيير والوفاق في تشاد (فاكت)، إحدى المجموعات المتمردة الرئيسة، توقيع الاتفاق على الرغم من الجهود التي بذلها الوسطاء في الدوحة حتى اللحظة الأخيرة لإقناعها بالانضمام إليه.
وأعلنت في بيان أنّ هذا "الرفض يترافق وعدم الأخذ بمطالبنا" ومنها تحرير المعتقلين، مؤكدةً في المقابل أنّها "تبقى مستعدة للحوار في أي مكان وزمان".
كذلك أعلنت مجموعة متمردة كبيرة ثانية هي "مجلس القيادة العسكرية لخلاص الجمهورية" رفضها توقيع الاتفاق، مؤكدةً أنّ "المبادئ التي نقاتل على أساسها لا تسمح لنا بالانضمام إلى حوار لا نعرف أهدافه".
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاتفاق الذي يفترض أن يفتح الطريق أمام عودة سلطة مدنية، بأنّه "لحظة أساسية للشعب التشادي"، متحدثاً في فيديو جرى بثّه في مراسم التوقيع في الدوحة. لكنه شدّد على ضرورة أن يكون الحوار "جامعاً" لكل الأطراف ليكون ناجحاً.
وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعلن من جهته أنّ الاتفاق يهدف إلى إحلال "سلام يكون بديلاً من حرب استمرّت سنوات طويلة".
قطر ترعى توقيع الأطراف التشادية على اتفاقية الدوحة للسلام ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 8, 2022
🔗 للقراءة المزيد: https://t.co/hFvRaAL7He#الخارجية_القطرية#اتفاقية_الدوحة_للسلام_في_تشاد pic.twitter.com/yAv2ZjOu10
ووقّعت 42 من أصل 47 مجموعة ممثّلة في الدوحة الاتفاق، اليوم الاثنين، مع المجلس العسكري.
وبعد مفاوضات وصفها بأنها "شاقة"، أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التشادي موسى فقي محمد بالمحادثات، معتبراً أنّها سمحت بـ"تخطي الانقسامات".
وبدأت المحادثات بين الحكومة التشاديّة والجماعات المسلّحة في 13 آذار/مارس 2022 برعاية قطر، سعياً لوضع حدّ لاضطرابات تُعانيها منذ عقود.
ونُصّب ديبي رئيساً للمجلس العسكري في نيسان/أبريل 2021 غداة مقتل والده على الجبهة التي كانت تشهد مواجهات مع متمرّدين، بعدما حكم تشاد أكثر من 30 عاماً.
ووعد على الفور بتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية في مهلة 18 شهراً بعد "حوار وطني جامع" مع المعارضة السياسية والحركات المتمردة.
لكنّ محادثات الدوحة كانت تتعرقل كل مرة، فيما لم تعقد المعارضة محادثات مباشرة بعد مع ممثّلين للحكومة.
وتُعد تشاد من بين أفقر دول العالم، وتفيد الحكومة بأنّ المحادثات تهدف إلى طي صفحة عقود من الاضطرابات وعدم الاستقرار في البلد الذي يضم 16 مليون نسمة.