من هو أيمن الظواهري؟

زعيم تنظيم القاعدة، وخليفة الزعيم السابق أسامة بن لادن، أيمن الظواهري. كيف كانت حياته منذ النشأة وحتى إعلان مقتله؟
  • زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري

خلف أيمن الظواهري، القيادي السابق أسامة بن لادن، في زعامة تنظيم القاعدة لسنوات، كان فيها عقل التنظيم المدبر وواضع خططه.

تبنّي الظواهري للفكر المتشدد يرجع إلى عقود سابقة. فقد كانت المرة الأولى التي سمع فيها العالم اسم أيمن الظواهري، عندما وقف في قفص في قاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في العام 1981.

حينها أعلن الظواهري، الذي كما المتهمين الآخرين الذين أغضبهم "اتفاق السلام" الذي أبرمه الرئيس السادات مع "إسرائيل"، أنه ومن معه قدموا التضحيات وأنهم مستعدون لتقديم المزيد حتى "انتصار الاسلام" بحسب تعبيره.

وقضى الظواهري حكماً بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح من دون رخصة، لكنه بُرئ من التهم الرئيسة.

  • المرة الأولى التي سمع فيها العالم اسم أيمن الظواهري، عندما وقف في قفص في قاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في العام 1981.

الطبيب المصري، الذي درس الجراحة، توجّه إلى باكستان بعد إطلاق سراحه، حيث عمل مع جمعية الهلال الأحمر في علاج الجرحى من "المجاهدين الإسلاميين" في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية حينها.

وتعرف خلال تلك الفترة على بن لادن، وهو سعودي ثري، انضم إلى "المقاومة الأفغانية".

وشارك أيمن الظواهري في العام 1993، في حملة للإطاحة بالحكومة المصرية الموجودة حينها وإقامة "دولة إسلامية خالصة"، والتي قُتل فيها أكثر من 1200 مصري.

وشنت السلطات المصرية حملة اعتقالات واسعة بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق، حسني مبارك، في شهر حزيران/يونيو من العام 1995 في أديس أبابا، ما دفع الظواهري إلى الرد عبر إصدار أمر بشن هجوم، في نفس العام، على السفارة المصرية في إسلام أباد، حيث دخلت سيارتان مليئتان بالمتفجرات المجمع وانفجرتا، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً.

وفي العام 1999 حكمت محكمة عسكرية مصرية غيابياً على الظواهري بالإعدام، في حين كان يساعد بن لادن في تشكيل تنظيم القاعدة.

وفي تسجيل مصور عام 2003، ظهر الرجلان وهما يمشيان على سفح جبل صخري- وهي صورة كانت المخابرات الغربية تأمل أن توفر أدلة على مكان وجودهما.

وتولى أيمن الظواهري قيادة القاعدة عام 2011، بعدما اكتشفت القوات الأميركية مكان أسامة بن لادن في باكستان وقتلته.

وفي تأبين لابن لادن، وعد الظواهري بمواصلة الهجمات على الغرب، مذكراً بتهديد بن لادن بأنه "لن تهنأ أميركا ولا من يعيش في أميركا بالأمن! قبل أن نعيشه واقعاً في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم".

لكن ظهور تنظيم داعش الأكثر تشدداً في العام 2014 في العراق وسوريا، أثار نفس القدر من اهتمام سلطات مكافحة الإرهاب الغربية بالقاعدة إن لم يكن أكثر.

ويُعتقد بأن أيمن الظواهري متورط في عدد من أكبر عمليات القاعدة، إذ ساعد في تنظيم هجمات العام 2001، عندما استُخدمت طائرات خطفتها القاعدة لقتل ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة.

كذلك واجه اتهامات بالضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في العام 1998.

ورصد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) مبلغ 25 مليون دولار كمكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى أيمن الظواهري.

وقد ولد الظواهري في العام 1951 لعائلة بارزة في العاصمة المصرية، وكان حفيداً لشيخ الأزهر.

نشأ أيمن الظواهري في ضاحية المعادي الراقية في القاهرة، وهو مكان يفضله الرعايا من الدول الغربية التي ينتقدها.

اعتنق الظواهري، وهو نجل أستاذ لعلم العقاقير، الفكر الأصولي الإسلامي لأول مرة في سن الـ15.

كما استوحى أفكاره من "الأفكار الثورية للكاتب المصري سيد قطب"، الإسلامي الذي أُعدم عام 1966 بتهمة محاولة قلب نظام الحكم. 

ووصفه الأشخاص الذين درسوا معه في كلية الطب في جامعة القاهرة، في السبعينات، بأنه كان شاباً مفعماً بالحيوية يذهب إلى السينما ويستمع إلى الموسيقى ويمزح مع الأصدقاء.

وقال طبيب درس مع أيمن الظواهري ورفض الكشف عن اسمه "عندما خرج من السجن كان شخصاً مختلفاً تماماً".

وفي قفص بقاعة المحكمة بعد اغتيال السادات في عرض عسكري، خاطب الظواهري الصحافة الدولية قائلاً إن "المسلحين تعرضوا لصنوف من التعذيب الشديد منها الجلد وهجمات الكلاب المتوحشة في السجن".

وأضاف أن السلطات اعتقلت الزوجات والأمهات والآباء والأخوات والأبناء في محاولة للضغط النفسي على "السجناء الأبرياء".

وقال زملاؤه السجناء إن هذه الظروف زادت من تطرف الظواهري ووضعته على طريق "الجهاد العالمي".

يشار إلى أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قتل في غارة بطائرة أميركية مسيرة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن.

اقرأ أيضاً: كيف جرت عملية قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري؟

المصدر: وكالات