عودة العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وكولومبيا بعد سنوات من الصراع
أفاد مسؤولون بأنّ دولاً عدة ستعيّن سفراء جدداً لها، عندما يتولى الرئيس الكولومبي المنتخب غوستافو بيترو، منصبه في شهر آب/أغسطس المقبل.
وقالت السلطات إنّ كولومبيا وفنزويلا ستتبادلان السفراء عندما يتولى الرئيس الكولومبي المنتخب غوستافو بيترو منصبه الشهر المقبل، في محاولة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من التوتر.
وأعلن القرار في بيان مشترك، أمس الخميس، وزير الخارجية الفنزويلي كارلوس فاريا ووزير الخارجية الكولومبي القادم ألفارو ليفا بعد اجتماع في مدينة سان كريستوبال الحدودية.
وقرأ ليفا البيان، وقال فيه إنّ الرجلين "أعربا عن رغبتهما في المضي قدماً في أجندة العمل نحو التطبيع التدريجي للعلاقات الثنائية اعتباراً من 7 آب/أغسطس من خلال تسمية السفراء والمسؤولين الدبلوماسيين والقنصليين".
وأكدت الوزارتان في البيان أنّهما على "استعداد لبذل جهود مشتركة لضمان الأمن والسلام على حدود البلدين".
وكانت العلاقات بين كولومبيا وفنزويلا متوترة منذ سنوات بسبب جملة قضايا، أبرزها زيادة عدد المهاجرين الفنزويليين الذين يعبرون الحدود المشتركة بين البلدين وسط أزمة اجتماعية واقتصادية في البلاد.
والحدود بين كولومبيا وفنزويلا البالغ طولها 2219 كيلومتراً كانت موقعاً للاشتباكات بين الجماعات المسلحة، بما في ذلك جيش التحرير الوطني (ELN) والقوات المسلحة الثورية لكولومبيا (فارك).
وأدى ذلك إلى تأجيج التوترات بين الجارتين، حيث اتهم الرئيس الكولومبي المنتهية ولايته إيفان دوكا نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بإيواء الجماعات المسلحة، وزعم مادورو أنّ دوكا قد شارك في جهود لإطاحة حكومته.
وأغلقت الحدود بين عامي 2019 و2021، وأغلقت سفارتا البلدين، وعلّقت الرحلات الجوية بين الجارتين. ولا تزال كولومبيا تصارع سنوات من العنف المسلح الدامي بين قوات الأمن في البلاد والجيوش اليمينية والجماعات اليسارية المتمردة مثل فارك.
وكان وزير الدفاع الكولومبي دييغو مولانو قد زعم أن "تعبئة القوات الفنزويلية في المنطقة الحدودية، تجري بدعم من إيران وروسيا"، ووصفها بــ"التدخل الأجنبي". فيما وصف وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز تصريح نظيره بـ"غير اللائق".
وتتهم الحكومة الكولومبية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإيواء منشقين كولومبيين، وهو ما نفاه مادورو مراراً وتكراراً.
وقال مادورو العام الماضي إن حكومته ستكافح كل أنواع الجماعات المسلحة غير الشرعية القادمة من كولومبيا في الأراضي الفنزويلية في عام 2022. ونشرت السلطات الفنزويلية قوات مكافحة خاصة للهدف نفسه.
وسبق أن وصف مادورو الجماعات التي يحاربها الجيش الفنزويلي على الحدود الكولومبية بأنها "إرهابية". كما اتهم الرئيس الفنزويلي السلطات الكولومبية بالتخطيط لهجمات جديدة ضد عسكريين في فنزويلا.
اقرأ أيضاً: من هو غوستافو بيترو أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا؟
اقرأ أيضاً: هل يُنهي غوستافو بيترو حقبة الحكم الطويلة لليمين الكولومبي؟