خطة طوارئ أوروبية: تخفيض استهلاك الغاز 15% حتى الربيع المقبل
وضع الاتحاد الأوروبي خطط طوارئ، اليوم الأربعاء، تخفض الدول بموجبها استهلاك الغاز 15% حتى آذار/مارس، محذراً من أنه من دون خفض كبير، الآن، قد تواجه الدول صعوبات في الحصول على الوقود، خلال الشتاء، إذا قطعت روسيا الإمدادات.
وتواجه نحو 12 دولة في الاتحاد الأوروبي انخفاضاً في الشحنات الروسية، ويقول مسؤولون من الاتحاد إن "من المرجح أن يحدث وقف كامل لإمدادات الغاز الروسي".
واقترحت المفوضية الأوروبية هدفاً طوعياً لجميع دول الاتحاد لخفض استهلاك الغاز 15% من آب/أغسطس إلى آذار/مارس، مقارنة بمتوسط استهلاكها، في الفترة نفسها، خلال السنوات الممتدة من 2016 إلى 2021.
ومن شأن الاقتراح أن يمكن بروكسل من جعل الهدف إلزامياً في حالة الطوارئ، إذا أعلن الاتحاد الأوروبي "وجود خطر كبير من نقص حاد في الغاز".
ويحتاج الإجراء إلى موافقة أغلبية قوية من دول الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يناقشها دبلوماسيون من دول الاتحاد، يوم الجمعة، بهدف إقرارها في اجتماع طارئ لوزراء الطاقة في الدول الأعضاء في 26 تموز/يوليو.
وواجهت الخطة، بالفعل، مقاومة من بعض الدول التي تشعر أن خططها للطوارئ لا تحتاج إلى دعم من الاتحاد الأوروبي. ويتعين على الدول تحديث خطط الطوارئ للغاز بحلول نهاية أيلول/سبتمبر؛ لإظهار كيفية قدرتها على تلبية هدف الاتحاد الأوروبي.
وبولندا من بين المعارضين لأهداف الاتحاد الأوروبي الإلزامية، إذ ملأت خزاناتها للغاز حتى 98% من سعتها، بعد أن قطعت روسيا إمدادات الغاز في نيسان/أبريل، ونسب التخزين لدى الآخرين أقل.
فالمجر، على سبيل المثال، ملأت خزاناتها بنسبة 47% فقط من سعتها، لكن مسؤولين من الاتحاد يقولون إن "من الضروري ضمان تحرك كل الدول الآن وليس الانتظار حتى تقطع روسيا الإمدادات".
وكانت روسيا تقدم 40% من الغاز الذي يحتاجه الاتحاد الأوروبي قبل الأزمة في أوكرانيا، لكن التدفقات القادمة من روسيا إلى أوروبا منذ ذلك الحين انخفضت إلى أقل من 30% من المتوسط في الفترة من 2016 إلى 2021.
وحذّر المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، الإثنين، من أنّ الجهود التي تبذلها أوروبا لتنويع مصادر إمداداتها "لن تكون كافية لتخطي فصل الشتاء، من دون الغاز الروسي"، وحضّ على السعي فوراً لـ"تقليص الطلب".
كما حذر صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، من أن قطع الغاز الروسي قد يزج بالاقتصادات الأوروبية في الركود، ويفاقم أزمة الغاز التي رفعت بشدة فواتير الغاز للمستهلكين.
ومن المقرر استئناف ضخ الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم1" الروسي إلى ألمانيا، يوم الخميس، بعد الصيانة السنوية، وقالت مصادر لـ"رويترز" إن من المرجح استئناف التدفقات، لكن "بأقل من طاقتها الكاملة، رغم مخاوف بعض الحكومات من عدم استئنافها".