من هو المرشّح الأوفر حظاً للفوز برئاسة سريلانكا؟
أفاد محللون، اليوم الثلاثاء، أنّ رانيل ويكريميسينغه، الذي يحظى بدعم حزب الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا، "هو الأوفر حظاً لخلافته بعدما انتهت مهلة تسمية المرشّحين".
وتولّى ويكريميسينغه رئاسة الوزراء ست مرّات في السابق، وبات رئيساً بالإنابة بعد استقالة راجابكسا، لكنّه مرفوض من المتظاهرين الذين أجبروا سلفه على مغادرة السلطة.
ويحظى ويكريميسينغه بدعم رسمي من حزب راجابكسا "SLPP"، أكبر كتلة في البرلمان الذي يضم 225 عضواً، والذي سينتخب الرئيس غداً الأربعاء.
وسيكون خصمه الأبرز وزير التعليم السابق المنشق عن "SLPP"، دولاس ألاهابيروما، الذي يحظى بدعم المعارضة.
وسيتولّى الفائز من بين ثلاثة مرشّحين زمام بلد في حالة إفلاس ويُجري محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ، في وقت يعاني السكان البالغ عددهم 22 مليوناً نقصاً شديداً في الغذاء والوقود والأدوية.
ونفدت العملات الأجنبية في سريلانكا، إذ لم يعد من الممكن تمويل حتى الواردات الأساسية في ظل أزمة تسبب بها فيروس كورونا.
وبلغت شهور من التظاهرات ذروتها مع فرار راجابكسا من قصره، قبل أن يتوجّه إلى المالديف ومن ثمّ سنغافورة، من حيث قدّم استقالته.
وبصفته رئيساً بالإنابة، مدّد ويكريميسينغه حالة الطوارئ، التي تمنح سلطات واسعة للشرطة وقوات الأمن للتعامل مع مثيري الاضطرابات. وأمر الأسبوع الماضي الجنود بإخراج المحتجّين من المباني الحكومية التي احتلوها.
وقال نائب معارض إنّ "موقف ويكريميسينغه، المتشدّد حيال المتظاهرين، يلقى ترحيباً في أوساط النواب الذين يتعرّضون للعنف"، مشيراً إلى أنّ معظم "مشرّعي "SLPP" سيدعمونه".
ووافق المحلّل السياسي، كوسال بيريرا، على أنّ ويكريميسينغه يتمتع بـ"ميّزة بعض الشيء"، رغم أنّ حزبه لم يضمن إلا مقعداً واحداً في انتخابات آب/اغسطس 2020.
وأضاف بيريرا أنّ رانيل "استعاد القبول من الطبقات المتوسطة في المدن، عبر إعادة توفير بعض الموارد مثل الغاز، وأخلى بالفعل المباني الحكومية، ما يعكس صرامته".
ويعتقد مراقبون أنّ ويكريميسينغه سينفّذ حملة أمنية قاسية، في حال فوزه بالرئاسة، وهو ما سيدفع المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته ويتّهمونه بحماية مصالح راجابكسا، للنّزول إلى الشارع.
ويخطّط المتظاهرون، الذين تمكنوا من الإطاحة براجابكسا، للخروج في مسيرة جديدة في العاصمة، في وقت لاحق، للمطالبة أيضاً باستقالة ويكريميسينغه.
وما زال الرئيس السابق ماهيندا راجابكسا، الشقيق الأكبر لغوتابايا، وزعيم العائلة التي هيمنت لسنوات على الحياة السياسية في سريلانكا في البلاد، حيث أفادت مصادر حزبية بأنه يضغط على نواب "SLPP" لدعم ويكريميسينغه.
اتفاق في الكواليس
في المقابل، لا يواجه وزير التعليم السابق ألاهابيروما، الكثير من الرفض من قِبل المتظاهرين، رغم كونه عضواً (منشق) في "SLPP". وتعهّد في تغريدة قبل ثلاثة أيام بتشكيل "حكومة توافق حقيقية لأوّل مرة في تاريخنا".
وقبل لحظات من تسمية المرشحين رسمياً في البرلمان، أعلن زعيم المعارضة، ساجيت بريماداسا، انسحابه من السباق لصالح ألاهابيروما.
وقال بريماداسا، على تويتر، إنّه يعلن انسحابه من الترشح لمنصب الرئيس "من أجل مصلحة البلد الذي أحبه والشعب الذي أعتز به".
وأفاد نائب من حزب بريماداسا "SJB" بأنّهما توصلّا إلى اتفاق، خلال الليل، ينصّ على تولّي بريماداسا رئاسة الوزراء، في حال انتُخب ألاهابيروما رئيساً الأربعاء.
أما المرشح الثالث فهو أنورا ديساناياكي، زعيم حزب "جبهة تحرير الشعب" اليساري، الذي يشغل 3 مقاعد في البرلمان.
وسيضع النواب ترتيباً للمرشحين بحسب الأفضلية في الاقتراع السري، وهي آلية تمنحهم حرية أكبر من الاقتراع المفتوح. وسبق أن شهدت انتخابات سابقة اتهامات بعرض رشى تم قبولها مقابل منح الأصوات.
ويحتاج المرشحون إلى أكثر من نصف الأصوات ليتم انتخابهم. وفي حال لم يتخطَ أيّ منهم العتبة كأوّل خيار، فسيتم استبعاد المرشح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات، ويتم توزيع الأصوات التي حصل عليها وفقاً للأفضلية الثانية.
وسيتولّى الرئيس الجديد السلطة، على مدى الفترة المتبقية من ولاية راجابكسا، التي تستمر حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2024.