حكومة دراغي في إيطاليا أمام اختبار "ثقة" حاسم
تواجه حكومة رئيس الوزراء الايطالي، ماريو دراغي، اختباراً حاسماً، اليوم الخميس، بعدما قرر حزب "الخمس نجوم الشعبوي" العضو في الائتلاف الحاكم، الامتناع عن التصويت بالثقة على نصّ مشروعٍ في مجلس الشيوخ.
وأعلن رئيس الوزراء السابق والزعيم الحالي للحركة، جوزيبي كونتي، مساء الأربعاء، أن حزبه "مستعد للحوار، وتقديم مساهمات بنّاءة للحكومة"، مضيفاً أنّ أعضاء حزبه "سيغادرون أثناء التصويت على الثّقة الذي طلبته السلطة التنفيذية في البداية".
وتصاعدت المخاوف بشأن إمكانية استقالة الحركة من الأغلبية الحكومية بسبب هذه المسألة. وقد أكد دراغي مؤخراً أنّ حزب "الخمس نجوم الشعبوي" يمثّل "جزءاً مهمّاً من ائتلافه".
وكتبت صحيفة "إيل كورييري ديلا سيرا" اليومية، اليوم الخميس، أنّ "الحكومة على بُعد خطوة واحدة من الأزمة".
وخلال التصويت في مجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، أعطى حزب "الخمس نجوم الشعبوي" الثقة للحكومة، فيما امتنع عن التصويت على المشروع، الذي يتضمن تدابير تقدّر قيمتها بنحو 23 مليار يورو لمساعدة العائلات والشركات في مواجهة التضخم، ويحتوي أيضاً على إجراء لتسهيل بناء محرقة للنفايات في روما.
ويتزامن التصويت على الثقة للحكومة مع التصويت على المشروع المقدّم، ممّا لا يسمح للحركة باللجوء إلى هذه الثغرة التي استخدمتها في مجلس النواب.
من جانبه، أكّد دراغي، في مناسبات عدّة أنّه "لن تكون هناك حكومة بدون حزب "الخمس نجوم الشعبوي"، ولا حكومة برئاسة دراغي بدون الحركة، حتى لو كان عدد أعضاء هذا الحزب المنتخبين غير كافٍ في حد ذاته لإسقاط الحكومة".
بالمقابل، نفى برلماني في "الخمس نجوم الشعبوي" رغبة الحزب إحداث أزمة داخل الأغلبية البرلمانية، لإجبار رئيس الوزراء، ماريو دراغي، على الاستقالة، بالرغم من تأكيده على قرار "عدم المشاركة في التصويت في مجلس الشيوخ على الثقة، للمصادقة على مرسوم حكومي لتقديم مساعدات مالية للشركات والأسر".
وذكرت تقارير إعلامية، أنّه من المتوقع أن يطّلع دراغي على الوضع الحالي مع الرئيس، سيرجيو ماتاريلا.
"لن يكون لدى دراغي حل آخر سوى الاستقالة"
وعلى خلفية التوترات في الحكومة، سجّلت بورصة ميلانو تراجعاً بأكثر من 3%، بعد ظهر اليوم، في مؤشر على اضطراب الأسواق الإيطالية.
وصرّح كبير اقتصاديّي الخزانة الإيطالية السابق، والأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، لورنزو كودونيو، لوكالة "فرانس برس" أنّ الحركة "تنهار في استطلاعات الرأي وتحتاج إلى استعادة رؤيتها".
وأضاف: "لا أعتقد أنّها تريد إسقاط الحكومة ولكنها تريد أن تكون مركز الاهتمام، وأن تبدأ في التقدم في استطلاعات الرأي عبر جعل المعارضة تبدو وكأنها ليست في الحكومة".
وكان حزب "الخمس نجوم الشعبوي" قد فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة، في 2018، عقب حصوله على 32% من الأصوات.
وقال كودونيو: "إذا غادر أعضاء حزب "الخمس نجوم الشعبوي" مجلس الشيوخ، اليوم، فستبدأ مرحلة سياسية جديدة"، حتى لو كان لدى الحكومة الأصوات اللّازمة "للحصول على الثقة". معقّبا: "لن يكون لدى دراغي حل آخر سوى الاستقالة".
ويضيف: "الحل يمكن أن يكون من خلال حكومة مكرّرة برئاسة دراغي أو مع رئيس وزراء آخر لإدارة الشؤون الجارية، وقيادة البلاد إلى الانتخابات التشريعية في أوائل العام 2023، لأنّ رئيس الجمهورية، سيرجيو ماتاريلا، لا يريد انتخابات في شهر أيلول/سبتمبر المقبل".
وفي السياق نفسه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جون كابوت" الأميركية في روما، فرانكو بافونتشيلو: "على دراغي الذهاب إلى الرئيس والاستقالة، ويبدو في الوقت الحالي أنّه لا ينوي العودة إلى مجلس الشيوخ لمعرفة ما إذا كان لديه أغلبية أخرى".