سفير أميركي سابق: التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية سيجري تدريجياً

أشار السفير الأميركي السابق لدى السعودية إلى التعاون التكنولوجي والسيبراني والاقتصادي والأمني ​​مع "إسرائيل"، باعتباره من الحوافز الرئيسية للرياض للتطبيع معها.
  • السفير الأميركي السابق جوزيف ويستفال يصافح الملك سلمان.

قال السفير الأميركي السابق لدى السعودية، جوزيف ويستفال، إن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل" أمر "لا مفر منه"، وأن على الرئيس الأميركي جو بايدن السعي لإعادة ضبط العلاقات مع الرياض خلال رحلته هذا الأسبوع.

وقال ويستفال في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية إنه يعتقد أن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" قادم، "وهو أمر لا مفر منه".

ويستفال يعمل حالياً أستاذاً جامعياً في معهد لودر في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، وكان سفيراً في الرياض خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بين عامي 2014 و2017.

لم تقِم السعودية علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي بعد تأسيسه عام 1948، لكن الجهود الأخيرة فتحت الباب أمام التحسين التدريجي للعلاقات بين السعودية و"إسرائيل"، بحسب الصحيفة.

وقال ويستفال إن كون التطبيع أمراً لا يمكن تجنبه يعود "إلى تحول الأجيال في المملكة، وتلاقي المصالح الأمنية والاقتصادية".

وأضاف: "العاهل السعودي الملك سلمان الذي تعرفت إليه جيداً عندما كنت سفيراً، والذي أحترمه كثيراً، هو من الجيل الذي يؤمن فعلاً بأن علينا بذل المزيد لمساعدة الشعب الفلسطيني، لكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ينتمي إلى جيل مختلف يرى العالم بمجموعة مختلفة من العدسات".

وقال ويستفال: "في النهاية، سيتغير الأمر ما دمنا (الولايات المتحدة) نواصل العمل لفعل شيء ما ودعم الشعب الفلسطيني".

وقال الدبلوماسي والنائب السابق لوزير الجيش الأميركي إن التطبيع سيكون تدريجياً، وأضاف: "سنرى المزيد والمزيد من [الأشخاص في] السعودية وإسرائيل يجتمعون و[يقيمون] علاقات دبلوماسية"، مشيراً  إلى التعاون التكنولوجي والسيبراني والاقتصادي والأمني ​​مع "إسرائيل" باعتباره من الحوافز الرئيسية للرياض.

وقالت الصحيفة إن بايدن سيكون أول رئيس أميركي يطير من "إسرائيل" إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة المقبل، فيما كان سلفه دونالد ترامب أول من قام بالرحلة من الرياض إلى "تل أبيب" عام 2017.

ووصف السفير السابق زيارة بايدن بأنها مهمة للغاية في سياق السياسات الثنائية والإقليمية والعالمية، بسبب حقيقة أن العلاقات الأميركية السعودية الحالية "متصدعة"؛ فخلال العام ونصف العام الماضيين، تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وموقف الرياض من زيادة إنتاج النفط، لا سيما بعد التدخل الروسي في أوكرانيا.

وقال ويستفال إن العلاقة بين الدولتين "متصدعة لأسباب عديدة، بعضها مواقف سياسية من جانب كل طرف معني. وقد حان الوقت لإعادة ضبطها".

وأشار إلى أن الوضع أصبح ملحاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى كيفية تقدم الصين في الشرق الأوسط على الصعيدين المالي والاقتصادي. وقال "هذا ليس في مصلحتنا. نحن نخسر فرصة تجارية ضخمة".

وأعرب ويستفال - الذي عمل مباشرة مع بايدن بين عامي 2009 و2016 عندما كان نائباً للرئيس أوباما - عن تفاؤله بقدرة الرئيس على إقامة علاقة عمل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على الرغم من الملاحظات السابقة والانتقادات لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان.

وقال: "أنا أعرف الرئيس بايدن. لقد عرفته لفترة طويلة.. واحدة من أقوى سماته أنه مفاوض. إنه باني الجسور. لقد فعل ذلك لسنوات وسنوات في مجلس الشيوخ مع خصومه الجمهوريين، وأحيانًا مع الديمقراطيين الذين عارضوه... سيأتي ويجد طريقة للعمل مع الأمير محمد واستعادة هذه العلاقة [بطريقة] إيجابية".

وأضاف السفير السابق أن الأمير محمد أجرى إصلاحات اجتماعية واقتصادية كاسحة. وأوضح: "علينا أن ندرك أن هذا القائد حقق تقدماً كبيراً... لقد ارتكب أخطاء، وأدرك هذه الأخطاء، والآن حان الوقت لك لوضع كل شيء على الطاولة. حان الوقت لإعادة الالتزام بعلاقتنا والمضي قدماً".

وقال ويستفال إن قضايا الأمن والدفاع الإقليمي ستكون على رأس جدول الأعمال خلال زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط، وخصوصاً خلال الاجتماعات في قمة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر، والتي ستعقد يوم السبت.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تؤدي دوراً فريداً في أمن المنطقة. وقال: "لا يمكننا أن نقول إننا سنحمي سيادة بلد ما، وبعد ذلك عندما يتعرضون للهجوم، لا نفعل أي شيء، وهو ما حدث عندما قصف الإيرانيون أرامكو [عام 2019]"، على حد زعمه.

وأيد ويستفال فكرة تحالف دفاعي إقليمي ضمن إطار دول مجلس التعاون الخليجي + 3 (مصر والأردن والعراق)، "فالتحالف يركز على أشياء مثل الأمن والأمن السيبراني والاستخبارات، فضلاً عن التجارة الاقتصادية والتنمية. بعبارة أخرى، إنشاء اتحاد أفضل لهذه البلدان لحماية طرق التجارة".

وقال إن ذلك "سيتطلب من الولايات المتحدة تزويد تلك الدول "بالآليات وبمعدات الدفاع الصحيحة التي تحتاجها، سواء كانت بطاريات باتريوت أو أنظمة صواريخ لمواجهة الصواريخ البالستية". 

ورداً على سؤال عما يمكن أن يشكل زيارة ناجحة، قال السفير السابق إن الدليل سيكون في اجتماعات المتابعة. وأوضح: "ستكون هذه مجرد البداية والخطوة الأولى، ثم سنرسل وزير الدفاع، ووزير الخارجية، ووزير التجارة، ونشرك القطاع الخاص وآخرين داخل المنطقة للحديث عن كيفية عملنا في كل هذه القضايا".

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

المصدر: ذا ناشونال