سريلانكا.. جزيرة آسيوية ذات تاريخ مضطرب سياسياً واقتصادياً
يحمّل مئات المتظاهرين، الذين هاجموا القصر الرئاسي في العاصمة كولومبو، الرئيسَ الفارّ، غوتابايا راجابكسا، مسؤولية الأزمة الاقتصادية الكارثية التي تشهدها البلاد.
OMG Sri Lanka!! 😍
— Mariam's Madness (@MaddyWithKhan) July 9, 2022
What an amazing nation. 💪#SriLankaProtests pic.twitter.com/SJ9mz2ltKn
وتعاني سريلانكا، منذ أشهر، نقصاً في المواد الغذائية والوقود، وانقطاعاً في الكهرباء، وتضخماً متسارعاً، بعد نفاد العملات الأجنبية الضرورية لاستيراد سلع حيوية.
Oil नहीं है, खाने को Food नहीं है, Paper नहीं है, Forex बचा नहीं, Gas के दाम आसमान पर हैं, Public सड़क पर है, President निकल लिया .
— Nirmal Jain Gothi (@nirmalgothi) July 9, 2022
लेकिन वो Sri Lanka तो भारत से उपर था न Happiness Index में ?
Where is world only economist and advisor to SL prime minister Shri swamy sir pic.twitter.com/Yzs7ICO1LM
سيلان القديمة
الجزيرة، التي كانت مركزاً أساسياً للتجارة في المحيط الهندي، في حقبة روما القديمة، وكانت تُطْلَق عليها تسمية سيلان، احتلها البرتغاليون من عام 1505 حتى عام 1656، لتنتقل بعد ذلك إلى الهيمنة الهولندية حتى عام 1796، حين أصبحت مستعمرة بريطانية. وحكم آخر الملوك السنهاليين الجزيرة من عام 1798 حتى عام 1815.
نالت الجزيرة استقلالها عن بريطانيا في عام 1948، وهي مذّاك عضوٌ في مجموعة دول الكومنولث، وأصبحت جمهورية في عام 1972، كما أصبح اسمها رسمياً سريلانكا.
تقع سريلانكا على بعد نحو 20 كيلومتراً عن أقصى جنوبي شرقي الهند، وتبلغ مساحتها 65 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 21.9 مليون نسمة (وفق أرقام البنك الدولي في عام 2020)، وعاصمتها كولومبو.
السريلانكيون، في أغلبيتهم، بوذيون (70% من أبناء العرقية السنهالية)، بينما يتركّز انتشار الهندوس، وخصوصاً التأميل، في الشمال والشمال الشرقي، ويشكلون 12% من السكان، بينما يُشكّل المسلمون 10%، والمسيحيون 7%.
مقاتلو "النمور" ضد التمييز
في عام 1972، شكّل الطالب السابق، فيلوبيلاي براباكاران، وهو من أبناء عرقية التاميل، ومتحدّر من إقليم جافنا الشمالي، "نمورَ التاميل الجدد"، وهي مجموعة متمردة تناضل ضد التمييز الذي تمارسه الأكثرية السنهالية ضد هذه الأقلية.
وبعد أن انتقل إلى العمل السري، عاود الظهور في عام 1975، معلناً استهداف رئيس بلدية جافنا في أول عملية اغتيال سياسي له.
في عام 1976، تحوّلت مجموعته إلى "نمور تحرير إيلام التاميل"، التي خاضت تمرداً من أجل إقامة دولة مستقلة للتاميل، في شمالي سريلانكا وشرقيها، في أراضٍ تعادل مساحتها ثلث المساحة الإجمالية للجزيرة.
وشعار المنظمة نمر يزأر، بينما شعار سريلانكا أسد ذهبي يحمل سيفاً.
في عام 1991، اغتال "النمور" رئيس الوزراء الهندي الأسبق، راجيف غاندي. واغتالوا، في عام 1993، الرئيس راناسينغي بريماداسا، وأعقبت ذلك هجمات انتحارية متعدّدة.
حصيلة فادحة واتهامات بارتكاب جرائم حرب
في عام 2009، سحق الجيش التمرّد في عملية دامية قُتِل خلالها قادة المجموعة، ولاسيما براباكاران. في تلك الفترة، كان غوتابايا راجابكسا قائداً للقوات المسلّحة، بينما كان شقيقه ماهيندا راجاباكسا، الذي استقال من رئاسة الوزراء في أيار/مايو الماضي، رئيساً للبلاد.
وتتّهم جهات تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان الرجلين بارتكاب جرائم حرب، وُتشير إلى مقتل 40 ألف مدني، من عرقية التاميل، في الأشهر الأخيرة للنزاع، الأمر الذي تنفيه على الدوام السلطات.
ووفق الأمم المتحدة، أوقعت الحرب الأهلية، التي شهدتها سريلانكا طوال 37 عاماً، نحو 100 ألف قتيل.
وفي 21 نيسان/ أبريل 2019، نفّذ 7 من عناصر "جماعة التوحيد الوطني" هجمات انتحارية على فنادق فاخرة و3 كنائس، خلال إحياء مراسم عيد الفصح، الأمر الذي أوقع 279 قتيلاً، بينهم 45 أجنبياً. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجمات.
أسوأ أزمة اقتصادية منذ عام 1948
كان للهجمات، التي وقعت في عيد الفصح في عام 2019، وما تلاها من تفشٍّ لجائحة "كوفيد - 19"، تداعيات كارثية على اقتصاد البلاد، الأمر الذي حرم سريلانكا من رافعتها السياحية، ومن التحويلات المالية من السريلانكيين خارج البلاد، والتي تُعَدّ المصدر الرئيس للعملات الأجنبية. وفاقمت أيضاً قرارات سياسية خاطئة مشاكل البلاد، وفق خبراء اقتصاديين.
وبعد أن تخلّفت سريلانكا، في نيسان/أبريل، عن سداد دينها الخارجي، البالغ 51 مليار دولار، طلبت البلاد الحصول على مساعدة من صندوق النقد الدولي، الذي طالب كولومبو بوضع حد للفساد، وزيادة الضرائب بصورة كبيرة.
وفي الأشهر الأخيرة، تضاعفت الاحتجاجات الشعبية، التي تخلّلتها أحياناً أعمال عنف، على خلفية تقنين التغذية بالتيار الكهربائي، والنقص في المواد الغذائية، وتسارُع التضخم.