صحيفة روسية: الجيش الأوكراني باع مدافع "قيصر" الفرنسية إلى روسيا

مقال في صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، يتحدث عن "اختفاء جزء كبير من الأسلحة بسرعة"، وعن بيع مدافع "قيصر" (CAESAR) الفرنسية إلى روسيا وقوات دونيتسك.
  • مدفعية قيصر الفرنسية ذاتية الدفع

أوردت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مقالاً تحدّث عن بيع الضباط والجنود الأوكرانيين قطعاً من الأسلحة الغربية التي قدّمت لهم لقتال الجيش الروسي، إلى روسيا وقوات دونيتسك.

وجاء في المقال، بحسب ترجمة موقع روسيا اليوم، أنّ "صحافيين أجانب لاحظوا أنّ جزءاً كبيراً من الأسلحة يختفي بسرعة"، كما أثارت اهتمامهم، بشكل خاص، قضية توريد المدفعية الفرنسية ذاتية الدفع "قيصر" (CAESAR) لأوكرانيا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن نقل أوّل دفعة من مدافع "قيصر" إلى كييف في شهر نيسان/أبريل الماضي. وفي شهر أيار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين، أعلنت باريس عن توريد شحنتين أخريين منها.

لكن في 22 حزيران/يونيو الماضي، أعلن السياسي الفرنسي، ريجيس دي كاستيلنو، أنّ "الجيش الروسي استولى على مدفعين من طراز قيصر، ويقوم الخبراء الروس بدراستهما الآن"، بحسب الصحيفة.

وفي إحالة إلى مصادر مطلعة مستقلة، كتبت مجلة الجيش البلغاري "Bulgarian Military"، أنّ "اثنين من مدافع قيصر ذاتية الدفع تمّ بيعهما بسعر 120 ألف دولار مقابل كل مدفع"، علماً بأنّ السعر الحقيقي لهذا المدفع يبلغ حوالي 7 ملايين دولار، ما يشكل حسماً يتجاوز 98%، بحسب ما أوردت الصحيفة.

وتقول المصادر إنّ الصفقة يمكن أن تكون قد تمت عبر وسيط.

وفي شهر نيسان/أبريل 2022، ظهر على قنوات Telegram، تسجيل فيديو لصفقة جرت بالقرب من بلدة سنيغيريفكا، بمنطقة نيكولايف. فقد باع مقاتل من القوات المسلحة الأوكرانية ناقلة جند مدرعة لقوات دونيتسك، مقابل 15 ألف دولار، وقاذفاً بريطانياً مضاداً للدبابات من طراز NLAW، مقابل 100 ألف روبل.

وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، نشر النائب الأول لوزير الإعلام في جمهورية دونيتسك الشعبية، دانييل بيزسونوف، مقطع فيديو لصفقة تجارية أخرى على قناته على Telegram. وقال: "في اتجاه بوباسيانسكي، قايض مقاتلونا، مع محاربين أوكرانيين، قاذف جافلين أميركياً، وبانتسير فاوست ألمانياً، وقاذفي قنابل محليين بعشرة صناديق من الأطعمة المعلبة".

وعلّق بيزسونوف ساخراً: "مقايضة متكافئة تماماً".

وأشار المقال إلى أنّه "في ظروف القتال، يتمّ اعتبار المعدات المفقودة كخسائر حربية، وهو أمر يكاد يكون من المستحيل التحقق منه عملياً، فالجميع يتاجر، من الجنود إلى الجنرالات، والفارق فقط في درجة ومستوى الدخل واتجاه التجارة".

وتابعت الصحيفة مقارنةً: "بينما يقوم الجنود العاديون وذوو الرتب الصغيرة بصفقات مع مقاتلين من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، يمكن للشخصيات الكبرى في القوات المسلحة الأوكرانية الوصول إلى شبكات تجار الأسلحة الدوليين".

وكان يورغن شتوك، المدير العام للإنتربول، قال مطلع حزيران/يونيو الماضي، أمام الجمعيّة البريطانيّة-الأميركيّة للصحافيين في باريس، إنّ "توافر الأسلحة بشكل غير مسبوق خلال الصراع الحاليّ، قد يؤدّي إلى انتشار الأسلحة غير الشرعية في مرحلة ما بعد النزاع"، محذراً من أنّه "حتّى الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها الجيش قد تصل إلى السوق السوداء".

وكانت روسيا حذرت أكثر من مرة من خطر تسرّب الأسلحة الأوكرانية، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، في شهر نيسان/أبريل الماضي، إنّ السلطات الأوكرانية التي "لا تتحكّم في تصرفات المسلحين، ولن تكون قادرة على ضمان التخزين الآمن وعدم انتشار الأسلحة، والتي قد تنتهي لاحقاً في الأسواق السوداء للدول الأخرى".

المصدر: الميادين + وكالات