بوتين بشأن أزمة الغذاء: عقوبات الغرب ضد روسيا زادت في تعقيد الوضع
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن "الغرب فاقم مشاكل البلدان النامية عبر حلّ مشاكله، في الوقت الذي يُوجِّه اللومَ إلى روسيا".
وقال بوتين، خلال حديثه إلى الفائزين في مسابقة "قادة روسيا"، إن "هناك، الآن، كثيراً من الحديث بشأن ما يحدث، ويتم إلقاء اللوم على روسيا في أزمة الغذاء الوشيكة".
ولفت إلى أنّ "العقوبات ضد روسيا فاقمت كل شيء، وتحديداً تلك المتعلقة بالطاقة"، مضيفاً: "لقد ارتكبوا أخطاءً في قطاع الطاقة، فارتفعت أسعار الغاز، والغاز هو أساس كثير من الأسمدة. ارتفعت أسعار الأسمدة. وهذا يؤدي إلى ما يلي: بدأت الشركات الإغلاق، بما في ذلك في أوروبا، وتراجعت توقعات الحصاد على الفور، بينما قفزت أسعار المواد الغذائية مرة أخرى".
وتابع بوتين: "ثم بدأوا فرض هذه العقوبات غير الشرعية. غير شرعية، لأنها غير مدعومة من جانب مجلس الأمن الدولي. كل ما لا يدعمه قرار من مجلس الأمن الدولي هو، من وجهة نظر القانون الدولي، غير شرعي وغير قانوني".
وأشار الرئيس الروسي إلى أنّ "الغرب بدأ إساءة استخدام احتكار العملات الاحتياطية وطباعة النقود"، مضيفاً أنّ "كل هذا أدى إلى حقيقة أنهم بدأوا شراء الطعام من السوق العالمية".
وتابع: "إذا كانت الولايات المتحدة، نفسها، على سبيل المثال، في الأعوام السابقة مُصدِّرة للأغذية، فإنها أصبحت مستوردة. وفي مقابل 17 مليار دولار، اشترت غذاءً من السوق العالمية أكثر مما باعت. وهذا يوحي بأنها قامت بحل مشاكلها، وتفاقمت مشاكل الدول النامية والفقيرة. وهذا نتيجة احتكار العملات الاحتياطية من الدولار واليورو".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت، في وقتٍ سابق، إنّ تصريحات الاتحاد الأوروبي بأنّ العقوبات المفروضة على روسيا لا تهدد الأمن الغذائي العالمي، لا قيمة لها.
وأوضحت المتحدثة أنّ قيادة المفوضية الأوروبية "تتفنن في تفسير نظام العقوبات المناهض لروسيا، وقررت عدم التوقف حتى تدمر البنية الكاملة للتجارة والعلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، من دون أن تأخذ في الاعتبار العواقب على اقتصاد الاتحاد الأوروبي نفسه، ولا البلدان الثالثة، بما في ذلك البلدان الأكثر فقراً، والتي يمكن أن تعاني أكثر من غيرها جرّاء أزمة الغذاء، والتي يهتم الاتحاد الأوروبي شفهياً بمصالحها".
يُشار إلى أنّ العقوبات على روسيا، والتي فرضتها الدول الغربية على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، تسببت بإعاقة سلاسل الإمداد العالمية وغلاء الأسعار. وظهر تأثير ذلك، بصورة كبيرة، في الدول النامية، التي أصبحت تعاني نقصاً في المواد الغذائية الأساسية ومنتوجات الوقود.