بين السود والبيض.. فجوة الثروة العرقية تتوسع في الولايات المتحدة

الدراسة الجديدة تُظهر أنه، على الرغم من التقدم الظاهري الذي تم إحرازه منذ حركة الحقوق المدنية، فإنه عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية الأكثر أهمية، مثل الدخل والثروة والتنقل، فإن التقدم في إنهاء العنصرية وعدم المساواة يتوقف.
  • الفجوة الاقتصادية بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأميركية تتّسع حالياً

قالت دراسة جديدة، نشرها موقع NPR، إنّ "الفجوة الاقتصادية بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأميركية تتسع حالياً، على عكس ما يعتقده كثيرون".

وأشارت الدراسة إلى أنه حتّى "إن بدا الأمر خلال القرن الفائت كأن الأميركيين السود يسيرون في المسار السريع لسد فجوة الثروة مع الأميركيين البيض، فلقد تباطأ التقدم منذ ذلك الحين. وبدءاً من الثمانينيات، بدأت الفجوة تتَّسع".

تُضاف هذه الدراسة الجديدة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة، التي تُظهر أنه "على الرغم من التقدم الظاهري، والذي تم إحرازه منذ حركة الحقوق المدنية، فإنه عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية الأكثر أهمية، مثل الدخل والثروة والتنقل، فإن التقدم في إنهاء العنصرية وعدم المساواة يتوقف، أو حتى ينعكس".

على الرغم من التقدم الظاهري الذي تم إحرازه منذ حركة الحقوق المدنية للأميركيين السود، لم يتمّ إحراز تقدّم متناسب على المستوى الاقتصادي

ولفتت الدراسة إلى أنه "عام 1860، قبل "تحرير العبيد"، تم استعباد نحو 4 ملايين من أصل 4.4 ملايين أسود في الولايات المتحدة، وكانت الثروة بين البيض والسود، نسبتها 56 إلى 1".

وتابعت أن "الأميركيين السود حقّقوا تقدماً هائلاً في تقليص فجوة الثروة في الأعوام الأولى بعد التحرر. وبحلول عام 1870، بعد خمسة أعوام فقط من إقرار التعديل الثالث عشر لإلغاء العبودية، انخفضت فجوة الثروة بين البيض والسود إلى: 23 في مقابل 1، أي أقل من نصف ما كانت عليه".

وأردفت: "ثمّ انخفضت الفجوة إلى: 10 في مقابل 1، بحلول عام 1920؛ أي بحلول عام 1920، في مقابل كل دولار يمتلكه الأميركيون البيض، كان لدى الأميركيين السود نحو عشرة سنتات".

وتشير الدراسة إلى أنه "على الرغم من كل التقدم الظاهري، الذي أحرزه الأميركيون السود في السياسة والأعمال والثقافة، في منتصف القرن العشرين وأواخره، وأوائل القرن الحادي والعشرين، فإن الاقتصاديين وجدوا أنه لم يكن هناك سوى تقدم ضئيل للغاية في سد فجوة متوسط ​​الثروة العرقية منذ عام 1950".

وتوضح أنه "بحلول عام 1950، انخفضت نسبة ثروة الأبيض في مقابل الأسود إلى 7 في مقابل 1. أمّا اليوم، فهي 6 في مقابل 1؛ أي في مقابل كل دولار يمتلكه الأميركيون البيض، كمتوسط، يمتلك الأميركي الأسود ن​​حو 17 سنتاً فقط. وبالنسبة إلى أولئك الذين يتساءلون عن المتوسط الأُسَري، يكون الأمر أسوأ: ففي مقابل كل دولار تمتلكه ​​الأسرة البيضاء، كمتوسط، تمتلك ​​الأسرة السوداء 10 سنتات فقط".

مقابل كل دولار يمتلكه الأميركيون البيض كمتوسط، يمتلك الأميركي الأسود ​​حوالي 17 سنتاً فقط، ومقابل كل دولار تمتلكه ​​الأسرة البيضاء كمتوسط، تمتلك ​​الأسرة السوداء 10 سنتات فقط.

وتقول إن "الاقتصاديين يجدون، اليوم، أن نسبة الثروة بين البيض والسود ستكون في أفضل الأحوال مستقبلاً 3 إلى 1، في مقابل 6 إلى 1، التي هي عليه اليوم. ومع أنّ هذا يُعَدّ فارقاً كبيراً جداً، ونصف عدم المساواة في الثروة، على أساس أنّ أفضل وضع سيكون امتلاك الأميركي الأسود ثلث ما يمتلكه الأبيض".

سبب آخر، وفقاً لهؤلاء الاقتصاديين، هو أن "المواطن الأميركي الأسود العادي يستثمر مدخراته بصورة مغايرة لمتوسط ​​الاستثمار الأميركي الأبيض. فلقد لاحظ فريق الباحثين أنّ الأُسَر السوداء تمتلك نحو ثلثي ثروتها في الإسكان، وهم أقل عرضة للتعامل بالمال والأسواق المالية. ومنذ عام 1950، ارتفعت قيمة الأسهم نحو خمسة أضعاف ما ارتفعته قيمة المنازل في الولايات المتحدة".

وفي نيسان/أبريل الفائت، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقالٍ لها، عن "العنصرية المتجذرة في الولايات المتحدة، والتي تُمارَس ضد ذوي البشرة السمراء"، وتناولت الفوارق الاقتصادية بينهم وبين نظرائهم من أصحاب البشرة البيضاء.

وأوضحت أنه "في كل مرة يقوم ذوو البشرة السمراء بإحراز تقدّم في مجالٍ ما، فإنه يؤخذ منهم إمّا عبر القانون، كما حدث عندما استخدم مجلس مدينة مانهاتن بيتش في كاليفورنيا الحجة القانونية في عام 1920 لأخذ شاطئ "بروس" من زوجين من ذوي البشرة السمراء كانا يديران منتجعاً خاصاً هناك، وإمّا عبر أساليب غير قانونية وباستخدام العنف، مثلما حين دُمِّرت الطبقة الوسطى في تولسا وغيرها من الطبقات الوسطى في مجتمعات السّمر، من جانب العصابات التابعة للأميركيين البيض".

وأضافت الصحيفة أنّ "ما يمكن استنتاجه هو أنّ الأميركيين، ذوي البشرة السمراء، يتخلّفون كثيراً عن نظرائهم البيض في كل إحصاء اقتصادي"، مشيرةً إلى أنّ "الأسرة من العِرق الأبيض تمتلك 10 أضعاف ثروة أي عائلة من العِرق الأسود، وذلك وفقاً لتقرير من إعداد شركة ماكينزي".

ولفتت إلى أنه "يمكن للأميركيين، من ذوي البشرة السمراء، أن يتوقعوا كسب مليون دولار أقل من الأميركيين البيض في حياتهم". 

وتابعت "واشنطن بوست" أنّ منظمة "Prosperity Now"، وهي مجموعة غير ربحية، كشفت، في تقريرٍ لها، أن "متوسط صافي ثروة العائلات ذوات البشرة السمراء سيكون صفراً في عام 2053، إذا لم يتم فعل أي شيء".

المصدر: موقع NPR