إيران: الرد على "إسرائيل" سيأتي في مكانه وليس في دولة ثالثة
علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، اليوم الإثنين، على قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتبني نص مشروع القرار الغربي الذي ينتقد إيران، وسفر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي إلى "إسرائيل".
وخلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، قال خطيب زاده إنّ "قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسي بالكامل ومخطط له"، مشيراً إلى أنّه "تسبب بخلل في الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكّد خطيب زاده أنّ "إجراءات إيران جاءت رداً على قرار مجلس الحكام"، مشيراً إلى أنّها "لا تبعث على القلق لأنّ إيران ملتزمة باتفاقية الضمانات، وعلى الوكالة أن تقلق حيال هؤلاء غير الأعضاء في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية".
وشدد على أنّ "إيران ملتزمة بالضبط بنص اتفاقات الضمانات، وكل إجراءاته وكاميرات الوكالة ضمن اتفاقات الضمانات ما زالت قيد العمل"، مشيراً إلى أنّ "إيران تتحمل أكبر حجم من الرقابة على برنامجها النووي".
وتابع: "خفض التزام إيران بإجراءاتها الطوعية هو ردّ على إجراءات الأطراف الأخرى"، مؤكّداً أنّ "على الأطراف الأخرى أن تتحمل قليلاً لترى نتائج إجراءاتنا الحالية".
وأشار خطيب زاده إلى إمكانية "العودة عن الإجراءات من الناحية التقنية في حال تم التوصل إلى اتفاق في فيينا، ولكن ما لا يمكن العودة عنه هو الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه أميركا".
وفي السياق، أوضح خطيب زاده أنّ "الاتفاق في متناول الأيدي في حال تخلصت الولايات المتحدة من وهمها وأنهت سياسات الضغط الأقصى والتزمت بكل تعهداتها في الاتفاق النووي".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبنّت مشروع قرار غربي نشرت الميادين نصّه (قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة) "يطالب طهران بمزيد من التعاون والشفافية".
وفي إثر ذلك، أكّدت ممثلية إيران في الوكالة أنّها "سىتتخذ الإجراء اللازم رداً على ذلك"، مشيرةً إلى أنّ "من حق إيران إعادة النظر في سياستها ونهجها تجاه الوكالة الذرية"، ومشددةً على أنّ "هذا القرار الذي تبنّاه مجلس الحكام وجّه ضربةً كبيرة للوكالة".
وأعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي: "في ظل تحرك الولايات المتحدة والترويكا الـأوروبية الأخير لاستصدار قرار ضد إيران، اتخذنا قراراً بإيقاف جزء من التعاون غير الملزم لإيران، والذي كان مبنياً على حسن النيّات الإيرانية، مثل تسجيل بعض الأنشطة، وكاميرات المراقبة التابعة للوكالة، وشبكة جهاز قياس مستوى التخصيب، وجهاز فلومتر (قياس التدفق)، وغيره".
خطيب زاده: غروسي التقى بالأشخاص الخطأ
وبشأن زيارة غروسي لـ"إسرائيل"، قال خطيب زاده إنّ "غروسي التقى بالأشخاص الخطأ في المكان والوقت الخطأ"، مشيراً إلى أنّ تلك الزيارة "ألحقت بالوكالة الدولية ضربةً قاسية، وهي استغلال من إسرائيل للوكالة".
ولفت إلى أنّ "تصريحات غروسي حول اقتصاد إيران وشؤونها الداخلية متناقضة، وخارجة عن وظائفه كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعليه أن يعيد النظر في تصريحاته".
واعتبر خطيب زاده أنّ "تضخيم غروسي لإجراءات إيران سياسي"، قائلاً إنّ "تغيير لحن ولغة غروسي في تقريره أمام مجلس الحكام يعكس أنّه يتعرض لضغوط ويتلقى أوامر من أطراف مهيمنة"، مؤكّداً أنّ "إيران لن تلتزم الصمت أمام مثل هذه التغيرات".
وتابع: "من المؤسف أن يضع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيكلية هذه الوكالة واعتبارها الدولي في خدمة الكيان الصهيوني"، داعياً الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن "تكون قلقة حيال استقلالية هذه الوكالة وسياساتها الحيادية".
يشار إلى أنّ تبنّي الوكالة الذرية لذلك القرار يأتي بعد لقاءٍ "مفاجئ" بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، في الـ 3 من حزيران/يونيو الحالي، طلب خلاله بينيت من غروسي نقل "رسالة واضحة" إلى إيران تقول: "إذا لم ينجح المجتمع الدولي عبر المسار الدبلوماسي في وقف سباق إيران نحو القنبلة، فإنّ إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن نفسها والعمل ضدّ إيران من أجل كبح برنامجها النووي".
وانتقدت إيران زيارة المدير العام للوكالة الذرية لـ"إسرائيل"، معتبراً أنّ هذه الزيارة "تناقض مبدأ الحيادية" الذي يجب أن تتمتع به الوكالة الأممية.
خطيب زاده: الرد الإيراني سيكون في "إسرائيل"
وحول الأخبار عن اغتيال عنصرين من الموساد، قال خطيب زاده: "لا تعليق على هذا الأمر"، مشدداً على أنّ "الرد الإيراني على الكيان الصهيوني يكون على أرضه وليس على أرض دولة ثالثة".
وأضاف: "نحن نواجه كيان طاغي مزيف في المنطقة لم يتوان أبداً عن استغلال المقرارات الدولية بضوء أخضر من بعض الجهات".