السيد نصر الله: على "إسرائيل" وقف استخراج الغاز من كاريش.. وكل الخيارات مفتوحة
أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اليوم الخميس، أنّ "لبنان أمام مرحلة جديدة، خلاصتها أنّ ما جرى خلال الأيام الماضية، وتنصيبَ الشركة البريطانية اليونانية منصةً في حقل كاريش لاستخراج الغاز خلال 3 أشهر، مثّلا اعتداءً على لبنان، ووضعاه أمام موقفٍ صعب".
وفي خطابٍ متلفز تناول آخر التطورات السياسية، أضاف السيد نصر الله أنّه "فيما يتعلق بالحدود البحرية والثروة الموجودة في المياه، فإن لبنان أصبح أمام قضية يجب أن تتحول إلى قضية وطنية كبرى".
الأمين العام لـ #حزب_الله السيد حسن #نصرالله:
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 9, 2022
أقول للبنانيين أننا أصبحنا أمام موضوع يجب أن يتحول إلى قضية لبنانية كبرى، وأمامنا ثروة هائلة تقدّر بمئات الملايين وهي ملك للشعب اللبناني.#الميادين #لبنان #كاريش #الخط_29 pic.twitter.com/wslUeUwzYK
وأشار إلى أنّ الثروة الموجودة في المياه اللبنانية هي ثروة هائلة، وهي ما سُميَ الكنزَ الموجود في الجوار"، مؤكّداً أنّ هذه الثروة هي "مُلك لكل الشعب اللبناني، وهي الأمل المتبقي لإنقاذ لبنان من الانهيار".
وشدّد السيد نصر الله على ضرورة "تحديد هدف يتمثل بحماية الثروة النفطية واستخراجها والاستفادة القصوى منها بعد استخراجها"، لافتاً إلى أنّه "في المنطقة، وحدهما سوريا ولبنان ممنوعان من التنقيب عن نفطهما وغازهما تحت طائلة العقوبات".
وتابع أنّ "الخطر الأول من الاعتداء على الحدود البحرية هو سلخ مساحة كبيرة جداً من لبنان، بما تحويه من حقول وثروات"، بينما يتمثّل الخطر الثاني بأنّ "لبنان ممنوعٌ من استخراج نفطه، وهذه مشكلة يجب على اللبنانيين التفكير في حل لها".
وأكد السيد نصر الله أنّ "الخطر الثالث هو إفراغ الحقول التي تمتد إلى بلادنا"، مشيراً إلى أنّ "عامل الوقت، في هذه الحالة، يصبح مهماً جداً؛ أي عندما يأتي الوقت ويُسمح لنا بالاستخراج، قد لا نجد شيئاً".
وأكّد أنّ "قضية المياه والنفط واستخراج الغاز لا تقل أهمية عن قضية تحرير الشريط الحدودي المحتل، بل إن لدى هذه القضية مميزات، يجب أن تشكل دافعاً وحافزاً ليتحمل الجميع المسؤولية".
وأعلن السيد نصر الله "أننا ذاهبون إلى مواجهة المخاطر المتعلقة بالثروة النفطية"، مشيراً إلى "ضرورة معرفة أنّ عامل الوقت ليس في مصلحة لبنان".
وتابع السيد نصر الله أن "الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من كاريش، ووقف النشاط الذي سيبدأه، أو قد يكون بدأه"، مؤكّداً أنّ "كل يوم تأخير سيُسجَّل فيه ضياع ثروة الشعب اللبناني وماله".
كل إجراءات العدو لا تستطيع حماية المنصة العائمة في "كاريش"
وبيّن السيد نصر الله أنّ "حقل كاريش خط واحد، وبالتالي ما سيُستخرج منه متنازع عليه"، موضحاً أنّه" ليس مهماً أين توقفت السفينة، وأين الحفر والاستخراج، بل الخطر في الموضوع أنّ العدو سيبدأ الاستخراج في الحقل المشترك والواحد والمتنازع عليه، في حين أنّ لبنان ممنوع عليه ذلك حتى في مناطقه، وفي البلوكات التي هي خارج النزاع".
وشدد على أنّ "لبنان يملك، في هذه المواجهة، الحق والدافع والحاجة القصوى والقوة، تحت عنوان الجيش والمقاومة"، مشيراً إلى أنّ "المقاومة تملك قطعاً القدرة، مادياً وعسكرياً وأمنياً، على منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش".
وأردف بأنّ "كل إجراءات العدو لا تستطيع أن تحمي المنصة العائمة، ولا عمليةَ الاستخراج من حقل كاريش"، مؤكّداً أنّ "أي حماقة يُقْدِم عليها العدو ستكون تداعياتها، ليس فقط استراتيجية، بل وجودية. وما ستخسره إسرائيل في أي حرب تهدد بها، أكبر كثيراً مما يمكن أن يخسره لبنان".
الأمين العام لحزب الله السيد حسن #نصرالله:
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 9, 2022
كل إجراءات العدو لا تستطيع أن تحمي المنصة العائمة ولا عملية الاستخراج من حقل كاريش👌#الميادين #لبنان #كاريش #الخط_29 pic.twitter.com/9FiVQfiw0e
وقال السيد نصر الله إنّ "توحيد الموقف الرسمي بين الرؤساء الثلاثة، ومن خلفهم الدولة بمؤسساتها، يعطي قوة للمفاوض اللبناني"، معتبراً أنّه "في المعركة الوطنية الكبرى، يجب الارتقاء إلى مستواها، والخروج من الزواريب السياسية الضيّقة".
وبحسب السيد نصر الله، فإنّ "المهتمين والحريصين، ممّن يدعون إلى توقيع المرسوم الذي يقضي بتثبيت الخط الـ 29، يبنون عليه توقعات غير صحيحة، بناءً على التجربة".
وأضاف: "نحن أمام عدوّ لا يعترف بقرارات دولية. والمنطق الوحيد الذي يسير عليه هو منطق القوة والاستعلاء. ووفق التجربة، فهو لا يستجيب لأي قرار دولي، ويستجيب فقط تحت الضغط والمقاومة. وانسحب بالقوة عام 2000، وأيضاً من قطاع غزة".
الأمين العام لـ #حزب_الله السيد حسن #نصرالله:
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 9, 2022
نحن أمام عدو لا يعترف بقرارات دولية والمنطق الوحيد الذي يسير عليه هو منطق القوة والاستعلاء، وبالتجربة لا يستجيب لأي قرار دولي ويستجيب فقط بالضغط والمقاومة وقد انسحب بالقوة عام 2000 ومن قطاع #غزة.#الميادين #لبنان #كاريش #الخط_29 pic.twitter.com/OyfY3OpZJQ
الشركات المالكة لسفينة التنقيب تتحمل مسؤولية ما سيلحق بها
وكرّر السيد نصر الله أنّ "المقاومة اليوم هي من الخيارات الموجودة لدى الدولة والشعب اللبنانيين في هذه المواجهة بشأن الثروة النفطية"، مشدداً على "أنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام نهب ثروات لبنان وكنزه والأمل الوحيد المنقذ لشعبه".
وأشار إلى أنّ "كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة"، مؤكّداّ "أنّنا لا نريد الحرب، لكننا لا نخشاها ولا نخافها. وعلى إسرائيل أن تتوقف عن نشاطها في حقل كاريش، وسحب السفينة سريعاً وفوراً".
الأمين العام لـ #حزب_الله السيد حسن #نصرالله:
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 9, 2022
المقاومة المقتدرة لا تستطيع ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام نهب ثروات #لبنان وكنزه والأمل الوحيد المنقذ لشعبه✌️#الميادين #كاريش #الخط_29 pic.twitter.com/BfBy0hmx2N
وتابع السيد نصر الله أنّ "على الشركات المالكة لسفينة التنقيب أن تسحبها سريعاً، وعليها تحمل مسؤولية ما سيلحق بها من أضرار مادية وبشرية"، وشدد على أنّ "من حقنا القيام بما يلزم لجمع المعلومات المطلوبة لأي خيار يمكن أن نلجأ إليه".
وذكر أنّ المقاومة "ستتابع الوضع، ساعةً بساعة، ويوماً بيوم، ومن حقنا جمع المعلومات المطلوبة من أجل اتخاذ أي قرار"، معلناً تشكيل الحزب "ملفاً بشأن كل ما يرتبط بالغاز والنفط والثروة الموجودة في البحر واليابسة، وترسيم الحدود ومزارع شبعا".
وأوضح السيد نصر الله أنّ "هذا الملف يُعنى بموضوع ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، وأضفنا إليه كل ما يرتبط بالحدود، ويترأسّه ويتابعه النائب السابق نواف الموسوي".
وبيّن أنّ "استراتيجية الولايات المتحدة وإسرائيل تدفع لبنان إلى الجوع، الأمر الذي يشكّل خطراً كبيراً على الأمن الاجتماعي، وهو أسوأ من الحرب الأهلية"، مضيفاً أنّ "المسألة ليست مسألة حدود، بل مصير البلد، فهل نحن بمستوى هذا المصير وهذه المسؤولية؟".
ووفق السيد نصر الله، فإنّ "المطلوب هو الموقف الرسمي والموقف الشعبي الموحَّدان مع عناصر القوة الموجودة في لبنان"، مؤكّداً أنّه عند ذلك "سننتصر في هذه المعركة بالتأكيد".
وكان حزب الله أكّد استعداده لاتخاذ إجراءات، "بما في ذلك القوة"، ضد عمليات التنقيب الإسرائيلية عن الغاز في المناطق البحرية المتنازَع عليها، بمجرد أن "تعلن الحكومة اللبنانية انتهاك إسرائيل حدودَ لبنان البحرية".
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس الوفد اللبناني التقني العسكري المفاوض، العميد بسام ياسين، في وقتٍ سابق، أنّ "الاعتداء الإسرائيلي على السيادة اللبنانية، ليس في وجود الباخرة في حقل "كاريش"، بل في سحب هذه الباخرة الغازَ من هذا الحقل وتصديره".
ولفت العميد ياسين، في حديث له عبر الميادين "تويتر سبيس"، إلى أنّ الخطوط ليست حدوداً بحريّة، بل هي نقاط للتفاوض، تُبنى على نتائجها لاحقاً الحدودُ البحريّة الفعليّة"، مضيفاً أنّ "إسرائيل" تريد وضع لبنان تحت الأمر الواقع، وبدء التنقيب عن الغاز.
ويأتي ذلك بعد أن نصبت الشركة البريطانية - اليونانية المنصة في حقل "كاريش"، وأعلنت أنها ستبدأ استخراج الغاز خلال 3 أشهر، بحسب ما أورد موقع "هآرتس"، بينما أشارت هيئة البث والإذاعة الإسرائيلية العامة إلى أنّ "سلاح البحرية الإسرائيلية يقوم بحراسة المنصة"، وأنّه "قام بتأمين انتقالها منذ خروجها من قناة السويس آتية من سنغافورة".
ويشار إلى أنّ لبنان أودع الأمم المتحدة، قبل أسابيع، رسالة يؤكد فيها تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، وتشير إلى أنّ حقل "كاريش" يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها.