أُسر ضحايا "11 أيلول/سبتمبر" تطالب بايدن بمحاسبة السعودية قبيل زيارته المحتملة لها

أُسر ضحايا "11 أيلول/سبتمبر" في الولايات المتحدة تطالب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بمحاسبة السعودية على تورطها في الهجمات، في وقتٍ يستعد لزيارة محتملة للرياض.
  • مطالبة بمحاسبة السعودية على تورطها في أحداث 11 أيلول/سبتمبر

أرسلت أُسر ضحايا هجمات 11 أيلول/سبتمبر خطاباً إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، تطالبه بعدم تجاهل محاسبة السعودية على ما وصفته بـ"دورها في صعود تنظيم القاعدة وهجمات 11 أيلول/سبتمبر"، وسط انخراط إدارته مع المسؤولين السعوديين، بما في ذلك زيارته المحتملة للمملكة.

وذكرت أُسر ضحايا الهجمات أنه "منذ توقيع بايدن أمراً تنفيذياً في الخريف الماضي، يقضي برفع السرية عن وثائق مرتبطة بالهجمات، تم نشر آلاف الصفحات من الأدلة ضد السعودية بعد أن ظلت محجوبة من جانب الحكومة الأميركية على مدى سنوات، وأغلبيتها لم تكن متاحة للجنة الوطنية للتحقيق في الهجمات الإرهابية".

وتابعت الأُسر، في خطابها، أن "التقارير الإخبارية تشير إلى أنه يجري البحث في زيارة للمملكة الشهر المقبل، والتي قد تشمل لقاء ولي العهد  محمد بن سلمان. ومن الضروري أن تعطي الأولوية للمحاسبة عن أحداث 11 أيلول/سبتمبر في أي محادثات بين أعضاء إدارتك (بايدن) والمسؤولين السعوديين".

وبشأن تورط السعودية، قال الخطاب إن "وثائق الاستخبارات، التي رُفعت عنها السرية، أكدت أن الحكومة السعودية أنشأت منصة واسعة وسرية لوزارة الشؤون الإسلامية، من أجل العمل تحت غطاء رسمي وغير رسمي داخل الولايات المتحدة".

وكمثال ورد في الخطاب، فإن "رجال دين أرسلتهم الحكومة السعودية إلى الولايات المتحدة، كجزء من هذه المبادرة غير القانونية، كانت لديهم روابط واسعة ومباشرة بإرهابيين، الأمر الذي يدل على تورطهم، أيديولوجياً وعملياً، في حملة تنظيم "القاعدة" على مهاجمة الولايات المتحدة".

وأكدت أُسر ضحايا "11 أيلول/سبتمبر" أن "الأدلة الجديدة تؤكد، من جديد، التورط العميق للسعودية في جرائم قتل أحبائنا، وتؤكد ضرورة عدم مكافأة المملكة وولي العهد بزيارة رئاسية تسمح لها (السعودية) بمواصلة الهروب من المسؤولية عن دورها في أفظع هجوم على بلادنا في التاريخ، ويجب أن تكون المحاسبة هي حجر الزاوية في أي انخراط" سياسي معها.

وقالت أُسر ضحايا "11 أيلول/سبتمبر" لبايدن: "إذا حذفت ملف أحداث 11 أيلول/سبتمبر من مناقشاتك مع القادة السعوديين، فإن ذلك سيكون بمنزلة إشارة إلى العالم، مُفادها أنك مستعد للانغماس في أعوام أخرى من التشويش والعرقلة السعوديَّين".

وتابعت أن "حذف ملف الهجمات من العلاقات الأميركية السعودية يؤكد أن واشنطن تعطي الأولوية لمصالح القوى الأجنبية والاقتصاد، أكثر من حياة مواطنيها".

وأضافت أن "الإخفاق التاريخي في محاسبة المملكة على مساعدة تنظيم "القاعدة" وخاطفي الطائرات في 11 أيلول/سبتمبر وتحريضهم، هو الخطيئة الأصلية في العلاقة الأميركية السعودية، ومصدر عداء الشعب الأميركي للسعودية".

وحمّلت أُسر الضحايا السعوديةَ المسؤوليةَ، أخلاقياً وقانونياً، عن أحداث "11 أيلول/سبتمبر"، مشيرةً إلى أنّ "المذنبين السعوديين لم تتم محاسبتهم أبداً، ونظرة الأميركيين إلى الحكومة السعودية، على أنها بغيضة ورجعية، ازدادت عبر أفعال المملكة الأكثر حداثة، القاسية والمتهورة".

وأكد الخطاب أنّه "لا يمكن، ولا يجب إعادة ضبط العلاقات بالسعودية من دون تسوية ملائمة لملف هجمات 11 أيلول/سبتمبر".

ولطالما وجّهت دوائر رسمية ووسائل إعلامية أميركية أصابعَ الاتهام إلى السعودية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر. وفي السياق، أكد تقرير لموقع "ذا إنترسبت" (The Intercept)، أنّ "السعودية موّلت وساعدت على تنفيذ أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ الأميركي".

وعام 2003، تصاعدت الضغوط على إدارة الرئيس بوش من أجل الكشف عن الصفحات الـ 28 من أصل 900، والتي حجبها الكونغرس، بحيث إنّ هذا التقرير أعدّته لجنة من الحزبين الديموقراطيي والجمهوري، في حين أشارت مصادر إعلامية إلى أنّ "مضمون هذه الصفحات يتعلّق بدور للسعودية في مساعدة منفذي الهجمات".

وبحسب معهد "واشنطن للدراسات"، فإنّ الصفحات الـ28، التي تتحدث عن التدخل السعودي في الهجوم الإرهابي، مرقَّمة من 415 إلى 443. فالصفحة الـ415 جاء فيها: "في أثناء وجودهم في الولايات المتحدة، كان بعض مختطفي الطائرات في 11 أيلول/سبتمبر، على اتصال بأفراد قد يكونون مرتبطين بالحكومة السعودية، وتلقَّوا الدعم والمساعدة منهم.

واستهدفت هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 برجي التجارة الرئيسين في مركز التجارة العالمي، ومبنى وزارة الدفاع الأميركية، وأسفرت عن مقتل نحو 3 آلاف شخص.

المصدر: وكالات