صعوبة في تتبع مصدر الذهب والألماس بسبب العقوبات على روسيا
يجد صانعو المجوهرات صعوبةً في تتبع مصدر الذهب مع حظر الذهب والألماس الروسيين، بسبب العقوبات على روسيا. ويجد صانعو المجوهرات والساعات الفاخرة صعوبةً أكبر في تأمين المواد الخام ومعالجة "قضايا حقوق الإنسان" في سلاسل الإمداد.
وتُعدّ روسيا أكبر منتج للألماس الطبيعي في العالم، وفقاً لمجلس الألماس العالمي، وتملك ثانيِ أكبر منجم للذهب في العالم، وفقاً لمجلس الذهب العالمي.
وقالت شركة ريشمون، التي تملك علامة كارتييه، في آذار/ مارس الماضي، إنّها لم تشترِ أيّ ألماس مستخرج من روسيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 شباط/ فبراير الماضي.
وأكّدت في تقرير الاستدامة، اليوم الخميس، أنها "لن تشتري أيّ ذهب معاد تدويره من روسيا".
ويخضع الذهب المعاد تدويره للفحص لأنّه قد يحتوي على ذهب مشكوكٍ في أصوله. ويُذكر أنّ احتياطيات روسيا الدولية، التي تضمّ ذهباً وعملات أجنبية، كانت في 20 أيار/مايو 2022 عند مستوى 583.4 مليار دولار و بلغت في 8 نيسان/أبريل 609.4 مليار دولار.
وقالت منظمة "سويس إيد" غير الحكومية، الشهر الماضي، إنّ قفزة في واردات الذهب إلى سويسرا من دبي في آذار/ مارس الماضي، أثارت تساؤلات حول ما إذا كان الذهب الروسي يشقّ طريقه إلى هناك عبر دبي.
ولم تجد وكالة "رويترز"، دليلاً يدعم هذا الادعاء، لكن الرئيس التنفيذي لمصفاة الذهب السويسرية أرجور-إيريوس، روبن كولفنباخ، قال: "يمكن للمرء أن يفترض أن الذهب القادم من روسيا ينتهي به المطاف أيضاً في سلاسل الإمداد الغربية عبر دبي".
وقال كولفنباخ إنّ أرجور-إيريوس لم تقبل الذهب من المالكين الروس منذ 24 شباط/ فبراير الماضي. وأبلغت الرئيسة الجديدة لقسم الاستدامة في ريشمون، بيرانجير روشا أنها "سمعت أنّ هناك تحديات في دبي. لا نشتري الذهب من هناك".
ولم يرد المكتب الإعلامي لحكومة دبي حتى الآن على طلب للتعليق. وقالت روشا إنّ ريشمون لديها الأدوات والخبرة لفصل أصل المواد الخام وتهدف إلى معرفة الأصل الدقيق لكل الذهب الذي تملكه بحلول عام 2025.
وتكرر ريشمون 94% من ذهبها من خلال مصفاة فارينور الداخلية الخاصة بها والتي تركز على الذهب المعاد تدويره من أصل صناعي أو المجوهرات القديمة من أميركا الشمالية وغرب أوروبا واليابان، لكنها لا تكشف عن الموردين.
وقالت مجموعة سواتش في تقريرها عن الاستدامة لعام 2021 إنّها تجنبت استخدام الذهب المعاد تدويره من مصادر خارجية نظراً لعدم إمكانية تتبع أصله إلى المنجم.
وذكرت رولكس أنّها أنشأت نظام التتبع الخاص بها للذهب من المنجم إلى المنتج النهائي والمعتمد من قبل عمليات مراجعة خارجية. كما تعمل رولكس على تطوير نموذج الشهادة الخاص بها للألماس، مما يتطلب من مورديها الإبلاغ عن منشأ كل دفعة.
ومن الأدوات المهمة لشركات المجوهرات والساعات الفاخرة للمصادقة على منشأ الذهب المعاد تدويره ملصقات مجلس المجوهرات. لكن سمعة مجلس المجوهرات اهتزّت في آذار/ مارس الماضي عندما انسحبت منه ريشمون وباندورا وكيرينج بسبب صلاته مع شركة ألروسا لإنتاج الألماس المملوكة للحكومة الروسية.
وانتقد مسؤولون تنفيذيون في ريشمون أسلوب حوكمة مجلس المجوهرات في ذلك الوقت، لكن روشا قالت إنهم "يتحدثون الآن مرّة أخرى لإنقاذ 15 عاماً من العمل على معيار كان من المهم وجوده".
وقال مجلس المجوهرات إنّ "معظم الشركات التي انسحبت منه عادت بعد ذلك. ولم يُعلّق على كيفية تحسين ملصقاته أو أسلوب حوكمته".