اتفاق بين ألمانيا واليونان لتزويد أوكرانيا بمدرعات سوفياتية
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الثلاثاء، أنّه توصّل إلى اتفاق مع أثينا يقضي بأن ترسل اليونان إلى أوكرانيا مدرّعات من الحقبة السوفياتية، مقابل حصولها على أعتدة أحدث من برلين.
شولتس، وعقب قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قال: "سنضع في التصرّف آليات مدرّعة قتالية ألمانية".
وبحسب معلومات أوّلية أوردتها وسائل إعلام يونانية، فإنّ الاتفاق ينصّ على أن "ترسل اليونان إلى أوكرانيا مركبات قتالية مدرّعة من طراز بي إم بي-1 كانت أثينا قد حصلت عليها في عام 1994. في المقابل، تعوّض برلين أثينا هذا العتاد القديم بمركبات مشاة قتالية أحدث من طراز ماردر".
وسبق أن أعلن شولتس، مطلع شهر أيار/مايو الماضي، أنّ "برلين ستواصل دعم كييف، بما في ذلك في المجال الدفاعي، لكنها لن تتصرف بتهور لمجرد أنّ هناك من يطلب ذلك بصوت عالٍ"، وذلك بعد أن تلقت برلين انتقادات بأنّها "لا تؤدي دوراً قيادياً" في جهود الغرب لتزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة.
وفي 28 نيسان/أبريل الماضي، وافق البرلمان الألماني بأغلبية ساحقة على اقتراح ينص على إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة.
وجدّد رئيس الوزراء اليوناني، خلال مشاركته في المؤتمر العام لحزب الشعب الأوروبي في روتردام في هولندا، التأكيد على دعم بلاده لأوكرانيا، مذكّراً في الوقت نفسه بـ"العلاقات "الوثيقة" نسبياً التي تربط اليونان مع روسيا، بسبب "جغرافيتنا وتقاليد كنيستنا الأرثوذكسية".
وقال رئيس الوزراء اليوناني: "بالنسبة إليّ، كان واضحاً منذ اللحظة الأولى أنّ علينا اتّخاذ القرار الصحيح، وهو دعم أوكرانيا بأيّ طريقة ممكنة".
وسارعت المعارضة اليسارية في اليونان إلى التنديد بالاتفاق بين ميتسوتاكيس وشولتس، مذكّرةً بمعارضتها للمساعدة العسكرية التي سبق لأثينا أن أرسلتها إلى كييف.
ووصف الحزب الشيوعي اليوناني، أمس الثلاثاء، قرار الحكومة إرسال مركبات مدرعة سوفياتية الصنع إلى أوكرانيا بأنّه "توريط خطر للبلاد في الصراع".
وكان الممثل الرسمي للحكومة اليونانية إيوانيس إيكونومو قال، في نيسان/أبريل الماضي، إنّ "اليونان ليس لديها خطط لإرسال دفعات جديدة من الأسلحة إلى أوكرانيا"، مضيفاً: "لا يوجد شيءٌ جديدٌ في هذا الاتجاه أكثر ممّا تمَّ إنجازه".
وأرسلت اليونان، العضو في كلّ من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، في نهاية شباط/فبراير، معدّات عسكرية إلى أوكرانيا، بينها رشاشات كلاشينكوف وذخيرة وأسلحة مضادّة للدبابات.
وقال حزب "سيريزا" اليساري؛ أكبر أحزاب المعارضة: "من غير المعقول أن يعلم الشعب اليوناني بهذا النبأ من المستشار الألماني، في وقت لم يقل رئيس الوزراء اليوناني شيئاً خلال مؤتمره الصحافي"، في نهاية قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وسبق لألمانيا أن أبرمت اتفاقاً مماثلاً مع جمهورية التشيك لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وهي حالياً تتفاوض مع بولندا للتوصّل إلى اتفاق مماثل، والهدف تزويد أوكرانيا بأسلحة "هي بأمسّ الحاجة إليها من مخزونات قديمة تعود للحقبة السوفياتية، كي تتمكّن من نشرها فوراً في ميدان المعارك، سعياً لوقف التقدّم الروسي".
وتريد ألمانيا تسليم 14 دبابة "ليوبارد" وعربة مدرعة طراز "ليوبارد" إلى براغ، مقابل إرسال جمهورية التشيك دبابات "تي-72" إلى أوكرانيا، لكن لم يُحدد موعد التسليم.
كذلك، لم ينفّذ بعد اتفاق تبادل أسلحة مقرّر مع بولندا تتلقّى بموجبه وارسو معدات حديثة بدلاً من عتاد ترسله إلى أوكرانيا، فيما اتهم الرئيس البولندي أندريه دودا برلين بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالعتاد العسكري.