الفلبين تنتخب نجل الديكتاتور السابق ماركوس رئيساً
حقق فرديناند ماركوس جونيور، نجل الديكتاتور الفلبيني السابق فرديناند ماركوس، فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية اليوم الثلاثاء بحصوله على نحو 30 مليون صوت، أي نحو ضعف ما حصلت عليه منافسته الرئيسية نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو.
وبهذه النتيجة التي توقعتها استطلاعات الرأي، تعود عائلة ماركوس إلى السلطة بعد 36 عاماً من الثورة الشعبية التي أطاحت بها.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن فوز ماركوس قد أثار أسئلة عميقة حول مستقبل أقدم ديمقراطية في جنوب شرق آسيا.
وأضافت الصحيفة أن ماركوس كان قد استقطب الجمهور الذي أصيب بخيبة أمل من فشل الدولة في تلبية الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، إذ انتشر الفقر، واتسعت اللامساواة، ولا يزال الفساد مستشرياً، والبلد عرضة لتغير المناخ ويكافح من أجل التعافي من الوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المرجح أن يؤدي ماركوس إلى مزيد من التراجع في الديمقراطية. وقد انتشرت الأكاذيب السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الحملة الانتخابية وظهرت على السطح روايات عن مخالفات انتخابية مقلقة في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الصحيفة إن الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي قد قام بتدمير أو إضعاف المؤسسات الرئيسية خلال فترة ولايته التي استمرت ست سنوات، وابنته سارة هي مرشحة لمنصب نائبة ماركوس في الانتخابات. وأشار ماركوس إلى أنه سيحمي دوتيرتي من التحقيق في حربه العنيفة على المخدرات من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وفي خطاب ألقاه فجر اليوم من مقر حملته في مانيلا امتنع ماركوس الملقب بـ"بونغ بونغ" (64 عاماً) عن إعلان فوزه واكتفى بشكر أنصاره على شهور من "التضحيات والعمل"، واعداً بإعادة "الوحدة" إلى البلاد خلال فترة ولايته التي ستستمر ست سنوات.
من جانبها، أعربت ليني روبريدو المحامية والخبيرة الاقتصادية (57 عاماً) التي تعهدت بتخليص البلاد من الفساد وإنهاء نفوذ العائلات السياسية، عن "خيبة أملها الواضحة" من النتيجة.
ويأتي انتصار ماركوس الإبن بعد حملة انتخابية اتسمت بانتشار واسع للأخبار المضللة. فقد غزت حسابات داعمة له مواقع التواصل الاجتماعي، وصورت الحقبة التي حكم فيها والده البلاد لمدة 20 عاماً للشباب الفلبيني على أنها ذهبية عمها السلام والازدهار، متجاهلة توقيف آلاف المعارضين الذين تعرضوا للقتل والتعذيب وحتى مليارات الدولارات التي جمعتها أسرة ماركوس من خزائن الدولة لإثرائها الشخصي.
وكان نحو 67 مليون فلبيني قد دعيوا للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي اختاروا خلالها أيضا نائب الرئيس وجميع النواب ونصف أعضاء مجلس الشيوخ وحكام المقاطعات الـ81 وغيرهم من أعضاء مجالس بلدية.
وكانت حملة ماركوس الانتخابية باهتة ولقي صعوبة في تعبئة مناصريه وجذب حشوداً أقل من منافسته ليني روبريدو. لكنه استفاد من غضب كثير من الفلبيين من الحكومات الديمقراطية التي تعاقبت على حكم البلاد منذ نهاية الدكتاتورية، والتي عجزت في رأيهم على تحسين مستوى عيشهم.
كما استفاد ماركوس خصوصاً من سلسلة مناورات في الكواليس مع عائلات سياسية أخرى، وعلى وجه الخصوص تحالفه مع سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي التي يتوقع أن تفوز بانتخابات نائبة الرئيس التي جرت بشكل منفصل أمس الاثنين.