الهند: وقف واردات النفط من روسيا سيلحق ضرراً بمواطنينا
دافعت الهند، يوم الأربعاء، عن استمرار مشترياتها من النفط الروسي، قائلة إنّها جزء من مسعى طويل الأجل لتنويع إمداداتها، ومجادلة بأنّ وقفاً مفاجئاً للواردات سيرفع الأسعار العالمية ويلحق ضرراً بالمستهلكين المحليين.
واشترى ثالث أكبر مستورد للخام في العالم نفطاً من روسيا منذ أن بدأت العملية العسكرية في أوكرانيا، أكثر من ضعفي ما اشتراه في عام 2021 بكامله.
واقترح الاتحاد الأوروبي، أكبر مشتر للطاقة الروسية، إنّهاء تدريجياً لواردات الخام الروسي في غضون ستة أشهر والمنتجات المكررة بحلول نهاية 2022.
وفي دفاع عن استراتيجيتها، أوضحت الهند أن دولاً أوروبية تواصل استيراد كميات أكبر بكثير من النفط من روسيا، وأن الخام الروسي "يشكّل نسبة ضئيلة من استهلاك البلاد".
وقالت وزارة البترول والغاز الطبيعي إنّ الهند "تعاني من دفع أسعار تتزايد بشكل مستمر يتقضاها بعض موًردي النفط، وهو ما يدفع الهند لتنويع مصادرها للشراء".
ولتوسيع سلة إمداداتها، قالت الهند إنّ شركاتها تشتري الطاقة من روسيا منذ بضع سنين بكميات متباينة.
وقالت الوزارة في بيان، إنّ الهند كمشتر ضخم للنفط الخام، إذا تراجعت بشكل مفاجئ الآن عن مصادرها المتنوعة وركّزت على المصادر المتبقية في سوق مكبوحة بالفعل، فإنّها "ستقود إلى مزيد من التقلبات وعدم الاستقرار وإلى زيادة حادة في الأسعار الدولية".
ومنذ يومين، قالت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيترامان إنّ بلادها ستواصل شراء النفط من روسيا بأسعار مخفضة، مؤكدةً أنّ مصلحة الهند وأمن الطاقة الخاص بها "في مقدمة أي اعتبارات".
وأشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بموقف الهند تجاه الأزمة في أوكرانيا، وذلك خلال لقائه نظيره الهندي سوبرامانيام جايشنكار في نيودلهي، قائلاً إنّ "نيودلهي لا ترى الحقائق بطريقة أحادية الجانب كما يريد الغرب".
وتحصل الهند على معظم حاجاتها من الطاقة من غرب آسيا ومن الولايات المتحدة التي عرضت بيع المزيد لدفع نيودلهي للابتعاد عن موسكو، والتي تمارس ضغوطاً عليها لوقف تعاملاتها المالية مع روسيا.
ويستهلك ثالث أكبر اقتصاد في آسيا حوالى خمسة ملايين برميل من النفط الخام يومياً، واشترى ما لا يقل عن 40 مليون برميل من النفط الروسي في الشهرين الماضيين.