الفنلنديون يرغبون في الانضمام إلى "الناتو".. والسلطات تبحث المسألة
أصدرت السلطات الفنلندية، يوم الأربعاء، تقريراً محورياً حول وضعها الاستراتيجي بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما يمهّد الطريق لنقاش برلماني حول احتمال انضمام البلد إلى "الناتو" بحلول الصيف. ومن المرتقب أن يبدأ البرلمان بمناقشة هذه المسألة رسمياً الأربعاء المقبل.
ومن المقرر أن تزور رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين، ستوكهولم للاجتماع بنظيرتها السويدية، ماغدالينا أندرسون، لبحث هذه المسألة وبتّها قبل اجتماع "الناتو" في مدريد في 29 و30 حزيران/يونيو.
وكانت أندرسون تحدثت في 30 آذار/مارس عن احتمال انضمام بلادها إلى الحلف، قائلةً: "أريد أن نجري تحليلاً معمّقاً للإمكانيات المتاحة أمامنا في هذا الوضع".
وأعلن الاشتراكيون-الديمقراطيون في السويد، الإثنين الماضي، إطلاق مشاورات داخلية، في الوقت الذي قرر حزب "ديمقراطيو السويد" اليميني المتطرّف للمرّة الأولى دعم ترشيح البلد لعضوية "الناتو"، في حال خاضت فنلندا هذا المسار.
وازدادت هذه الفكرة زخماً لدى فنلندا، مستحصلة على دعم بنسبة 60%، مقابل معدّل راوح ما بين 20 و30% لعقود.
وباتت أغلبية مؤيّدة لهذا الطرح تتجلّى بوضوح في البرلمان أيضاً، حيث عدَلت عدّة أحزاب عن معارضتها للفكرة، إذ يؤيّد نحو 100 نائب من النوّاب الذين كشفوا عن موقفهم في هذا الصدد هذه المسألة، في حال طرحت للتصويت، فيما يعارضها 12 نائباً من أصل 200، وفق إحصاءات وسائل إعلام فنلندية.
وبحسب هلسنكي، يتطلّب الأمر ما بين 4 أشهر و12 شهراً لإتمام المسار، بمقتضى الإجراءات المعمول بها في الحلف، قبل أن تصبح فنلندا العضو الحادي والثلاثين في "الناتو"، الأمر الذي يستوجب مصادقة الدول الأعضاء راهناً بالإجماع على القرار.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أعاد الأمين العام لحلف "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، التأكيد في أكثر من مناسبة على أنّ "الباب مفتوح" أمام انضمام فنلندا إلى الحلف.
بدورها، أعربت الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، عن قلقها إزاء جهود الولايات المتحدة وبعض حلفائها "لجر" فنلندا والسويد إلى "الناتو"، بينما أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف،أنّ انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف "لن يجلب الاستقرار إلى أوروبا".