"بوليتيكو" تتحدث عن عائق يحول دون توسّع "الناتو" شرقاً... ما هو؟
نشر موقع "بوليتيكو" مقالاً تحدث فيه عن "رغبة حلف شمال الأطلسي في توسيع نفوذه شرقاً نحو الحدود مع روسيا"، إلّا أن "البنية التحتية للغرب حالت دون ذلك".
وقال الموقع إنّ الحلف "يسعى إلى تعزيز قواته في الشرق لاحتواء روسيا"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ "دعم المسارات والجسور التي يستخدمها كل من العسكريين والمدنيين أمر بالغ الأهمية لبرنامج الدفاع في القارة، إذ لا يخطط الاتحاد الأوروبي لأي زيادة فورية في الإنفاق على هذه القضية".
واعتبر الموقع أنّ مشاكل البنية التحتية "كانت واضحة لسنوات عديدة مع توسّع الناتو إلى الشرق"، وأنّ "سلطات الدول الأعضاء في التحالف لم تكن في عجلة من أمرها لتخصيص أموال لأي حلّ لهذه المشاكل".
ونقل الموقع عن القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا، اللفتنانت جنرال المتقاعد بن هودجز ، قوله: "علينا أن نظهر أنه يمكننا التحرك بسرعة أو أسرع من روسيا"، مستدركاً: "لكنّ الدخول إلى رومانيا عبر جبال الكاربات صعب جداً بوجود دبابة على ظهر شاحنة نقل".
ويوم الخميس الفائت، اتفق دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي مع المفوضية الأوروبية على إنفاق ما يقرب من 340 مليون يورو من المغلف العسكري على 22 مشروعاً صغيراً في أوروبا الوسطى، معظمها أجزاء من هذا البرنامج.
وتشمل هذه المشاريع تعزيز روابط السكك الحديدية من أنتويرب إلى ألمانيا، حتى تتمكن القطارات الأطول من التحرك شرقاً، والتحديثات في مطارين في بولندا، إضافة إلى تعزيز روابط النقل إلى قاعدة تابا العسكرية في إستونيا.
ويشكو المنتقدون من أنّ "حجم التمويل أقلّ بكثير مما هو مطلوب لإعداد القارة للتصدي لتهديد عسكري من جهة الشرق"، بينما يضغط بعض أعضاء البرلمان الأوروبي من أجل زيادة الإنفاق بشكل أسرع.
وقال جورج ريكيلس، الذي يتولى مسألة الأمن في مركز السياسة الأوروبية، وهو مركز أبحاث مقرّه بروكسل: "في أوروبا، كان لدى المرء شعور بأننا لسنا بحاجة إلى الإنفاق على الدفاع. منذ الـ 24 من فبراير تغيّرت تلك الصورة تماماً".
وبحسب ما أوضحته الصحيفة، "كانت مشاكل البنية التحتية واضحة منذ سنوات، ومع توسّع الناتو إلى الشرق، لم يكن الإنفاق على الطرق والسكك الحديدية في الحسبان".
وتضيف الصحيفة: "بينما ينسّق الناتو العمل العسكري، فإنه لا يموّل الجسور والسكك الحديدية والطرق. هذا هو المكان الذي من المفترض أن يتقدم فيه الاتحاد الأوروبي مع CEF".
ويهدف تمويل التنقل العسكري في أوروبا "CEF" إلى ربط المطارات بالسكك الحديدية، وتقوية الجسور وإفساح المجال في الموانئ من أجل الهبوط السريع.
وتوجد مشاريع أخرى أكبر مثل "Rail Baltica" أو خط سكك البلطيق، وهو خط قطار أوروبي بمعايير قياسية بقيمة 5.8 مليارات يورو يمر عبر إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى بولندا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، أمس السبت: "الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل"، كاشفاً أنّ التكتّل العسكري "في خضمّ تحوّل جوهري للغاية سيعبّر عن العواقب على المدى الطويل لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وكان ستولتنبرغ أعلن منذ أسبوعين أنّ "الحلف سينشر 4 مجموعات قتالية جديدة في دول شرق أوروبا لتعزيز دفاعاته ضدّ روسيا"، موضحاً أنّه سيصادق على 4 كتائب قتالية لنشرها في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، ليرتفع بذلك عدد مجموعات القتال المنتشرة إلى 8 مجموعات من البلطيق إلى البحر الأسود، ومؤكداً عدم إرسالها إلى الأراضي الأوكرانية.
وهذا الأسبوع، أرسل أكثر من 60 عضواً في البرلمان الأوروبي، من مجموعات من مختلف الأطياف السياسية، خطاباً إلى قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "للفت الانتباه إلى الحاجة الملحّة لتعزيز برنامج التنقل العسكري".
وكتب الأعضاء أنّ هذا يعني "توجيه المزيد من أموال الاتحاد الأوروبي إلى المشاريع العاجلة استراتيجياً، ولا سيما في الجزء الشرقي من الاتحاد الأوروبي"، مطالبين بإجراءات مبسّطة وتسهيلات لتقييم المشاريع وتقييمات الأثر البيئي.