"أوبك" وحلفاؤها يتجهون إلى زيادة الإنتاج تدريجياً

على الرغم من الضغوط الغربية لإنهاء تقلّب أسعار النفط، يؤكد محللون اقتصاديون أنّ الدلائل لا تشير إلى أي انحراف عن سياسة "أوبك" وحلفائها التي بدأت ربيع العام 2021.
  • أثارت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مخاوف من تعطل إمدادات النفط الروسية

تتجه الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشركاؤها في "أوبك+"، التي تجتمع اليوم الخميس، إلى المحافظة على استراتيجيتها المتمثلة في الاستمرار في زيادة الإنتاج بشكلٍ تدريجي، رغم الضغوط الغربية لإنهاء تقلّب الأسعار في خضم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ويعتقد محللون أنّه من المرجّح أن يقوم الأعضاء الـ13 في "أوبك" بقيادة الرياض، وحلفاؤهم الـ10 في "أوبك+" بقيادة موسكو، بزيادة المستوى الإجمالي للإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً، خلال شهر أيار/مايو.

وقال المحلل لدى "SPI Asset Management"، ستيفن إينيس، إنّ "أوبك+ فاجأت الأسواق مرّات عدّة خلال اجتماعاتها الشهرية، لكن السيناريو الأساسي حالياً هو الحفاظ على الوضع الراهن".

وأضاف: "الدلائل لا تشير إلى أي انحراف عن السياسة التي بدأت ربيع العام 2021".

ومع ذلك، فإنّ التوقعات مرتفعة خصوصاً بعدما لامس النفط، في 7 آذار/مارس، أسعاراً قياسية سجلها خلال الأزمة المالية عام 2008. وبلغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط ذروته عند 139,13 دولاراً، وخام غرب تكساس الوسيط 130,50 دولاراً.

ومنذ ذلك الحين، انخفضت الأسعار من أعلى مستوياتها، ما يجعل "احتمال أن تقرر أوبك+ زيادة إنتاجها أقل ترجيحاً"، وفق المحلل لدى "كومرتس بنك" كارستن فريتش.

ومن المتوقع أن يعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، خطّة لسحب ما يصل إلى مليون برميل يومياً من الاحتياطات الاستراتيجية الأميركية، وفق معلومات نقلتها وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة.

وانخفض سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إثر ذلك بأكثر من 5%، عند افتتاح الأسواق الآسيوية.

دعوات دولية لزيادة إنتاج النفط

وقال المحلل لدى "كومرتس بنك"، كارستن فريتش، إنّه بالنسبة إلى تحالف "أوبك+" الذي أنشئ عام 2016 بهدف تنظيم السوق، فإنّ الزيادة الأخيرة في الأسعار "تعود أساساً إلى المخاطر الجيوسياسية، وليس إلى نقص فعلي في العرض".

وأثارت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مخاوف من تعطّل إمدادات النفط الروسية وتسببت بتقلبات حادة مع ارتفاع الأسعار، بسبب العقوبات الغربية على موسكو.

وتعتبر روسيا ثاني أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم بعد السعودية.

وأطلق وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، نداءً عاجلاً للدول المصدرة للنفط، في اليوم التالي، لزيادة مستوى الإنتاج لتخفيف الصدمة على السوق.

من جانبها، حضّت الوكالة الدولية للطاقة، التي وصفت سابقاً قرارات المنظمة بالترقب بأنّها "مخيبة للآمال"، تحالف "أوبك+" على أن يكون "في الجانب الصحيح".

وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، منتصف آذار/مارس الحالي، إنّه يأمل "في أن يسفر الاجتماع عن رسائل إيجابية من شأنها المساعدة في تخفيف الضغط على أسواق النفط".

والرسالة نفسها أرسلتها دول مجموعة السبع، فيما زار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الرياض لإقناع قادة السعودية والإمارات بزيادة الإنتاج.

لا يمكن الاستعاضة عن الروس

ورغم الجهود الدولية، ما زالت دول الخليج ترفض المطالب الغربية. ويبدو تحالف "أوبك+" في هذه المرحلة أقوى من أي وقتٍ مضى.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، الإثنين الماضي، إنّ "تحالف أوبك+ وجد ليبقى"، مشيراً إلى تصميمه على عدم ترك "السياسة" تؤثر في المنظمة.

وأضاف: "ما لم يكن هناك جهة مستعدة لتوريد 10 ملايين برميل يومياً، لا يمكننا الاستعاضة عن الروس" في السوق.

من جهته، كرر وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، الثلاثاء الماضي، التزامه في "أوبك+"، قائلاً: "إذا لم يكن الاتفاق موجوداً، لن يكون لدينا استقرار في سوق الطاقة"، متابعاً: "ستتفاقم مشكلة تقلب الأسعار".

ورغم أنه دافع عن "الثقافة" غير السياسية لـ"أوبك+"، إلا أنّ العديد من الخبراء يرون أنّه سيُنظر إلى تدخل سعودي في الأسواق على أنّه خيانة لروسيا، ما يمنعها من استخدام صادراتها من النفط والغاز لممارسة الضغط على الغربيين.

المصدر: وكالات