لوك ميلينشون التهديد المحرج لإيمانويل ماكرون

جان لوك ميلينشون، المرشح الرئاسي عن " فرنسا غير الخاضعة"  يؤكد في مقابلة مع صحيفة "جورنال دو ديمانش" أنّه مقتنع من وصوله إلى عتبة الجولة الثانية"، ويدعو "كل ضمير من اليسار التقدمي والإنسان" لدعمه.
  • لوك ميلينشون التهديد المحرج لإيمانويل ماكرون

يدرك  أركان حملة الرئيس الفرنسي ل إيمانويل ماكرون الرئاسية "تماسك" خطاب المرشح اليساري جان لوك ميلونشون، لكنهم يعتقدون بأن المرشح الذشي ينافس جدياً عل المرتبة الثالثة بين المرشحين، وفقاً لإستطلاعات الرأي، لا يخيف، إلا أنه يحلم بمواجهة يعتقد أنها "ستغير كل شيء".

وأكّد جان لوك ميلينشون، المرشح الرئاسي عن " فرنسا غير الخاضعة"  في مقابلة مع صحيفة "جورنال دو ديمانش" أنّه مقتنع من وصوله إلى عتبة الجولة الثانية"، داعياً  "كل ضمير من اليسار التقدمي والإنسان" لدعمه.

ويتخيل الاشتراكي السابق اجتياز الجولة الأولى لمواجهة المرشح المفضل إيمانويل ماكرون وزعزعة استقراره، في الوقت الذي من المتوقع فيه حصول المبارزة مع المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.

برغم ذلك، تظل فرضية وصول ميلونشون للجولة الثانية غير مرجحة لا بل  مستحيلة برأي دوائر مقربة من ماكرون، رأي لا يتوافق مع التقدم الذشي يسجله ميلونشون على مدى الأسابيع في استطلاعات الرأي.

تقدم يصفه المرشح اليساري بوتيرة "السلحفاة"، والذي  كما هو الحال في حكاية لافونتين، يمكن أن يقضي على الأرانب التي تتسابق في الصدارة.

جريدة " لوموند" تحدثت في هذا السياق: "ها هو بالفعل، في بعض الدراسات، في المركز الثالث تعادل مع منافسيه على اليمين، فاليري بيكريس، وفي أقصى اليمين، إريك زمور. دون تعريض إيمانويل ماكرون للخطر حقاً، فإن وجود جان لوك ميلينشون في الجولة الثانية سيكون قادراً على زعزعة المرشح الرئيس، ويمكنه كسر البنية السردية لإيمانويل ماكرون" ، حسب تقدير غاسبار إسترادا ، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس.

نادراً ما يذكر في معسكر الرئيس المنتهية ولايته اسم خصمه اليساري، العدو الأساسي لماكرون هو "اليمين المتطرف بجميع أشكاله" .

كما أوضح رئيس حزب الرئيس " الجمهورية الأمام" في الجمعية الوطنية، ريتشارد فيران المقرب من الرئيس في مقابلة مع  صحيفة "لوفيغارو"  في 8  أذار /مارس أنّه "يوجد اليوم عرضان سياسيان تم إنشاؤهما حقاً رؤية المستقبل التي يحملها الرئيس - المرشح واليمين المتطرف عبر الحنين إلى الماضي المثالي".

"اشتباك بين اليسار واليمين"

المرشح الذي يوصف بالمتمرد خلال إنتخابات عام 2017  وأزعج إيمانويل ماكرون جداً هو اليوم رسول مناهضة الانحدار والعامل لتحقيق "الغد السعيد".

خطاب يُقصد به أن يكون نقيضاً لخطاب إريك زيمور، وهو المرشح الوحيد، القادر على كشف قصة مظلمة تحققت في عهد ماكرون الذي، وفي مقطع فيديو لحملته نُشر على الإنترنت في 12 آذار/مارس، يصر على النيل من المرشحين "الذين يستخدمون الواقع بطريقة معينة لإعادة البلاد إلى الكارثة والانهزامية" ، والتأكيد أنه يريد "بناء فرنسا".

جان لوك ميلينشون يروج لجمهورية سادسة حتى "يستعيد الشعب السلطة" ويقترح سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى فرض الضرائب على الأغنياء ومساعدة الفقراء ، مع الدفاع عن الأرض.

كما يعتقد القيادي في " فرنسا غير الخاضعة" إريك كوكريل "إذا كنا في الجولة الثانية، فبدلاً من إجراء مناظرة بين اليمين متطرف، سيكون لدينا مواجهة بين اليسار واليمين حول تقاسم الثروة وليس حول العنصرية والتخيلات المتعلقة بالهجرة"، مؤكداً " في مواجهتنا، يصبح إيمانويل ماكرون رئيساً للأثرياء مرة أخرى".

بالنسبة لرئيس الدولة، قد تكون زاوية الهجوم التي تشن عليه كـ "رئيس الأغنياء" غير مريحة.

حارب الرئيس لجعل الناس ينسون هذه التسمية كمدافع عن الأثرياء، والتي ترتبط على وجه الخصوص بإلغاء ضريبة الثروة، حيث استبدلت بضريبة على الثروة العقارية في بداية فترة الخمس سنوات التي تميزت بالأزمة الصحية وتنفيذ القرارات "مهما كانت التكلفة".

"تنقية الجو"

المناظرة في المباراة النهائية مع جان لوك ميلينشون ستعيد ماكرون إلى الملعب الذي لم يعد يرغب في اللعب فيه، بالمقابل  فإن ميلونشون يعتقد أنّه "من الأفضل مناقشة ما إذا كان التقاعد في سن 65 أو 60 بدلاً من السم الفكري الذي ينشره اليمين المتطرف".

في السياق الانتخابي، أكّدت المرشحة الرئاسية السابقة، الاشتراكية سيغولين رويال أنّ ميلينشون يمثل الآن "التصويت المفيد" لليسار.

لكن لا فابيان روسيل (الحزب الشيوعي) ولا آن هيدالغو (حزب إشتراكي ولا يانيك جادو ( البيئة الأوروبي - الخضر) يعتزمون الانسحاب لصالحه.

الاشتراكيون، على وجه الخصوص، شجبوا باستمرار "تهاون" ميلينشون فيما يتعلق بفلاديمير بوتين.

وكما قالت هيدالغو إنّ  "اليسار الجمهوري المسؤول الذي أحمله هو الوحيد الذي سيكون قادراً على السماح بالتناوب( عل موقع الرئاسة) في بلدنا".

في غياب اتحاد اليسار، يبدو ميليونشون كتهديد للأغلبية الرئاسية في الوقت الحالي ضربا من الوهم، وسيكون من المجازفة التفكير في الجولة الثانية قبل اجتياز الجولة الأولى.

والسؤال هو ما إذا كان بإمكانه اقناع ناخبي يانيك جادو أو الشيوعيين بالإجمال بالتصويت له من الدور الأول، لكن من يعرف كيف ستخلط الأوراق وتتحول إتجاهات الإقتراع في بلد كفرنسا حيث كل شيء يتغير بسرعة البرق.

المصدر: الميادين نت