ما هي العلاقة بين الأزمة في أوكرانيا و"الهجوم المرتقب لداعش" على مخيم الهول؟
كشفت مصادر محلية في محافظة الحسكة السورية عن خلفيات الهجوم المتوقع في الأيام المقبلة على مخيم الهول الذي يعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين على الإطلاق.
وبحسب ما أفادت وكالة "سبوتنيك"، فإن الحكومة العراقية بدأت بنقل العوائل التي نزحت من أراضيها، من مخيمات شرقي سوريا إلى مناطقهم وبلداتهم داخل العراق.
يتزامن ذلك مع زيادة التسريبات من قبل المسلحين الموالين للاحتلال الأميركي، عن هجوم وشيك لتنظيم "داعش" الإرهابي على مخيم الهول في سيناريو مشابه للهجوم الذي تعرض له سجن الثانوية الصناعية في الحسكة قبل أسابيع.
وقالت المصادر لـ"سبوتنيك" إن الوفد ضم في صفوفه مندوبين من وزارة الخارجية العراقية ومجلس الوزراء العراقي وصلوا في وقت سابق خلال هذا الأسبوع، بالتنسيق مع قوات "التحالف الدولي" التي تقودها الجيش الأميركي، ولكنهم لم يزورا المخيم حتى الآن بسبب دواع أمنية أميركية.
وأضافت المصادر: "لم يدخل الوفد بعد إلى مخيم الهول، وسيضع الوفد آلية من أجل تحديد العائلات التي يسمح لها بالعودة للعراق، دون أن يكون هناك رقم معين حالياً للعائلات المقرر مغادرتها".
وكشفت أن الحكومة العراقية ستجلي 800 أُسرة من مخيم الهول، إلى مخيم الجدعة في العراق، على شكل دفعات، ومنذ منتصف العام 2021، تم تسيير أربع رحلات ضمت نحو 450 عائلة بعدد يقارب 1780 فرداً.
هجوم الهول.. ثغرة لتمرير مسلحي "داعش" إلى جبهات أوكرانيا
مصادر محلية في الحسكة ترى بأن هذه التنبؤات والتسريبات هدفها الضغط على الدول الأجنبية لنقل رعاياها من تنظيم "داعش" إلى بلدانهم الأوروبية تحديداً، وذلك "بهدف الاستفادة منهم في الحرب التي أشعلتها الولايات المتحدة الأميركية في أوكرانيا في محاولة منها لاستهداف الفضاء الأمني لروسيا الاتحادية، خصوصاً مع بدء شحن ونقل مسلحي تنظيم داعش وغيرهم من المنظمات الإرهابية إلى هناك"
وعبّرت المصادر عن تشككها في "أسباب وأهداف عملية مخيم الهول، قياساً بما جرى في عملية سجن الصناعة"، مشيرةً إلى أن عملية "سجن الصناعة" أفضت "إلى تمرير مئات المسلحين نحو البادية خطوط التماس مع الجيش السوري والقوات الحليفة في البادية السورية، الأمر الذي يثير شكوكاً مشروعة حول عملية الهول باعتبارها ثغرة لتمرير مسلحي داعش من محترفي القتال، إلى جبهات أوكرانيا".
وفي السياق، ازدادت في الفترة الماضية التنبؤات والتسريبات الاستخباراتية من قبل الجيش الأميركي وتنظيم "قسد" الموالي له، بأن مخيم الهول قد يكون هدفاً مقبلاً لغزوة جديدة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك سيراً على ذات السياق الذي تم الهجوم على سجن (الثانوية الصناعية) الذي كان يضم الآلاف من مسلحي التنظيم المعتقلين.
وقالت مصادر محلية لــ"سبوتنيك" أن التسريبات تتركز حول نية الفارين من سجن (الثانوية الصناعية) في مدينة الحسكة، إعداد العدة للهجوم على مخيم الهول وذلك بعد نجاحهم الغامض منذ نحو أربعين يوماً على سجن الصناعة، حيث عمدت "قسد" إلى اتخاذ تدابير أمنية داخل المخيم وفي محيطه.
وتأتي التدابير خصوصاً بعد نجاح عناصر "داعش" بالتسلّل إلى داخل المخيم لأوّل مرّة منذ تأسيسه وكسر أسواره والوصول إلى القسم العراقي منه، ومطالبة قاطنيه باتباع تعاليم " دولة الخلافة"، بعد التعريف بأنفسهم بأنهم من "حسبة الدولة"، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع العناصر المتسلّلين، نتج منها مقتل اثنين منهم وفرار آخرين، مع إصابة عدد من مسلحي"قسد".
ويتزامن ذلك مع استمرار عمليات الاغتيال التي تستهدف مسلحي "قسد" والمتعاونين مع الجيش الأميركي، حيث سجل منذ مطلع العام الحالي 14 حالة اغتيال، بحسب المصادر.
وبينت المصادر بأنه خلال الأيام الماضية نشب حريقان متتاليان في القسمين الخامس والسادس ضمن مخيم الهول وكان الهدف منهما هو محاولة هروب وفرار عدد من أسر تنظيم "داعش" إلى خارج المخيم لكنها فشلت بذلك.
معلومات استخباراتية عن هجوم مرتقب
تدأب وسائل الإعلام التابعة لمسلحي تنظيم "قسد" منذ فترة، على التحذير من الخطر الذي يشكّله تنظيم "داعش" على مخيم الهول، وإمكانية استنساخ هجمات سجن الصناعة على المخيم، ونقلت الوسائل عن مصدر أمني، تأكيده أنهم "تلقّوا معلومات استخباراتية تفيد بتحضير تنظيم داعش للسيطرة بشكل كامل على مخيم الهول، شرقي الحسكة".
وأشار المصدر إلى أنهم و"منذ هجوم التنظيم على سجن الصناعة في الحسكة، يتلقّون معلومات مكثّفة عن احتمال شنّ هجوم واسع على المخيم".
وأضاف أن "مجموعة من خلايا داعش كانت تحضّر لتنفيذ عملية داخل الهول، الاسبوع الفائت"، مرجّحاً أن "تكون هذه المجموعة هي أولى المجموعات التي بدأت بالتحضير لشنّ الهجمات".
والمبالغة في التوصيف بحسب المصادر، تأتي من باب ممارسة الضغوط على الدول المعنية لاستعادة مواطنيها بما يخدم تخلص "قسد" من المخيم، خصوصاً الأوروبية منها للاستفادة منهم وزجهم في أوكرانيا.
لكنها في الوقت نفسه تفكر في بدائل تستمر من خلالها باستجرار المساعدات الإنسانية من المنظمات المانحة، إذ أن ما نسبته 80% من المساعدات التي تنقل لشمال شرق سوريا توظف في خدمة إبقاء المخيم موجوداً كمعتقل للمرتبطين بـ"داعش" بما في ذلك الأطفال، كخيار أفضل من استعادتهم بالنسبة للدول الداعمة للمنظمات في عملها.
مخيمات الشمال السوري تمثّل تهديداً كامناً
وقالت مصادر أممية تعمل في مجال الإغاثة ضمن مخيم الهول في تصريح خاصة لوكالة "سبوتنيك" أن تنظيم "قسد" اتّخذ، منذ الهجوم على سجن الثانوية الصناعية، عدّة تدابير أمنية، من بينها إغلاق البوابة الرئيسية لمخيم الهول بالسواتر الترابية، مع افتتاح بوابة رئيسية بديلة داخل القسم السابع، بعيدة نسبياً عن "قسم المهاجرات"، وتخصيص مدخل للمنظمات الدولية، في محاولة للحدّ من تأثير أيّ هجوم متوقّع من خارج المخيم.
وكشفت المصادر أن أحدث إحصائية لعدد القاطنين ضمن مخيم الهول هي 56 ألف و196 شخصاً أي ما يعادل 15 ألف 331 عائلة، منهم 8211 شخص أجنبي أي ما يعادل 2391 عائلة، 19 ألف و179 شخصاً سوري أي ما يعادل 5311 عائلة، إما العراقيين فيبلغ عددهم 28 ألف و806 شخص أي ما يعادل 7850 عائلة، يقطنون جميعهم في 8 أقسام ( 4 أقسام مخصصة للعوائل العراقية ) و3 أقسام للعوائل السورية وقسم خاص يسمى ملحق الأجانب.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت، الشهر الماضي من "تفاقم الوضع الأمني المتدهور أساساً في مخيم الهول الذي تتولّى الإدارة الذاتية الكردية الإشراف عليه ويضمّ نحو 62 ألف شخص، ثمانون بالمئة منهم نساء وأطفال".
وفي تقرير مفصّل، نبّهت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم "داعش" ومجموعات أخرى، إلى أن "مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز، خصوصاً في شمال شرق سوريا، تمثّل تهديداً كامناً".