التغطية الإعلامية للعملية الروسية في أوكرانيا.. من يقود حملة التضليل؟

تستغلّ العديد من الجهات السياسية المواقع الإلكترونية لنشر المعلومات المضللة والمفبركة في الأحداث الهامّة والحروب، وهذا ما شهدته تغطية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
  • المواقع الإلكترونية ونقل أحداث أوكرانيا.. تضليلُ للرأي العام

انتشر بشكلٍ واسع منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، موادَّ ومعلومات مفبركة ومضللة في عدد من وسائل الإعلام الغربية. حيث تداول الكثير من المواقع الإلكترونية الرسمية وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي كميات هائلة من المعلومات الخاطئة، والفيديوهات التي زُعم أنّها تحصل في أوكرانيا، ليتبين بعد ذلك أنّها مأخوذة من ألعاب فيديو ومن أحداث حصلت في بلدانٍ أخرى منذ سنوات. 

في إثر ذلك، أرسلت الهيئة المنظمة للاتصالات في روسيا، خطابات تحذير لعشر مؤسسات إعلامية، متّهمةً إياها بنشر معلومات مزيفة عن الأحداث في أوكرانيا، وأمرت المؤسسات الإعلامية بحذف المعلومات المسيئة، وإلا فستحظر مواقعها الإلكترونية ومصادرها الإعلامية. 

كما أمرت وسائل الإعلام المحلية بحذف أي "إشارة إلى مدنيين قتلوا على يد الجيش الروسي" في أوكرانيا، وكذلك مصطلحات "الغزو" أو "الهجوم" أو "إعلان الحرب" من مضمون ما تنشره. فيما تصف موسكو رسمياً تدخلها في أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" تهدف إلى "حفظ السلام".

وعن حملات التضليل والدعاية التي يشهدها الرأي العام حالياً، أوضحت مديرة الميادين أونلاين، بهية حلاوي، أنّ "عملياّت التضليل المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المواجهة والصراع، وإلزامية توظيف المادة لصناعة الصورة السائدة على هذه المنصّات، وبالتالي صناعة الحالة النفسية لرواد هذه المنصات".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأكّدت حلاوي أنّه "لا يمكن الاستخفاف بهذه المواقع في صناعة الوعي، إذ إننا نتحدّت عن استهدافها لفئة الشباب على وجه الخصوص، وبالتالي لا يمكن أن نستغرب أن تكون الفيديوهات المضللة مأخوذة من ألعاب الفيديو، أو من مقاطع الأفلام ومسلسلات الخيال العلمي". 

وأشارت في حديثها مع الميادين إلى أنّ هذه "المشاهد لديها القدرة على محاكاة الخيال الذي يتأثر به الشباب"، وأيضاً "تساهم في جعل قراءة ما يحدث بشكل أصعب". 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأضافت أن "الإعلام الأميركي، يركّز على شيطنة روسيا وخاصةً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، وكذلك يحاول "التركيز على أنّ هذه الحرب وحشية على المدنيين". 

ولفتت حلاوي إلى أنّ الإعلام الأميركي "يركّز على شدّ العصب الداخلي الأميركي، ومحاولة توصيف أن ما تقوم به روسيا على أنّه الكابوس المقبل على الولايات المتحدة الأميركية". 

وتطرّقت إلى القرار الذي اتّخذه بوتين بحجب شركتي "ميتا" و"تويتر"، معتبرةً أنّه "أخذ المواجهة إلى منحى آخر، ضد هذه الشركات التي قررت إعادة السماح لميليشيات متطرفة في أوكرانيا، بالنشر على منصاتها أثناء العملية العسكرية الروسية".

وذكرت انّ بوتين بهذه الخطوة "أعلن بكل وضوح أنّ هذه المواقع هي مواقع مضللة، ولا يمكن التعاطي معها إلاّ من خلال حجبها لحماية المستخدمين منها".  

وتابعت: "هذه الأمور توضح ازدواجية المعايير لدى هذه المنصّات، والتي لديها أدوار وظيفية بالنسبة للمؤسسة الأمنية الأميركية، وهو ما يدركه بوتين تماماً"، موضحةً أنّ "روسيا لأنها تعرف ذلك، لديها التطبيقات الخاصة ومحركات البحث الخاصة بها، لأنّها ترفض الخضوع لآلية العمل الأميركية على الشبكة العنكبوتية". 

في السياق نفسه، نشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريراً ذكرت فيه أنّ "الرسائل ومقاطع الفيديو والصور التي يتم بثها عبر Twitter وFacebook وTelegram يفوق عدد الغارات الجوية التي تمطر على أوكرانيا".

ولفت التقرير إلى أنّ "الهجوم على أوكرانيا يكاد يكون أول نزاع مسلح كبير في أوروبا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي وقتٍ تعدّ الشاشة الصغيرة للهاتف الذكي هي أداة الاتصال المهيمنة، والتي تحمل في طياتها خطر الانتشار الفوري للمعلومات المضللة الخطيرة والمميتة".

كما أكّد أنّ "مقاطع فيديو تيك توك والعناوين الدعائية والتغريدات التي تنتشر عبر الشاشات حول العالم تؤدّي إلى إرباك الملايين حول حقيقة كيفية تطور الأحداث على الأرض".

فيما نشرت أيضاً صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً يحمل عنوان: "وسائل التواصل الاجتماعي تغذّي نوعاً جديداً من "ضباب الحرب" في الصراع في أوكرانيا"، تحدثت فيه عن أنّ "مواقع Twitter وTelegram وTwitch تجعل متابعة الحرب أسرع وأسهل من أي وقت مضى، ولكنها أيضاً عرضةً للمعلومات المضللة السريعة".

المصدر: الميادين نت