مصر: تشغيل إثيوبيا لسد النهضة يعدّ خرقاً لالتزاماتها
علّقت السلطات المصرية، اليوم الأحد، على إعلان إثيوبيا بدء تشغيل سد النهضة وتوليد الطاقة الكهربائية منه، معتبرةً ذلك "إمعاناً" منها في خرق التزاماتها بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ الموقّع عام 2015.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان: "تعقيباً على الإعلان الإثيوبي اليوم عن البدء بشكل أحادي بعملية تشغيل سد النهضة، وذلك بعد الشروع أحادياً في المرحلتين الأولى والثانية من ملء السد، تؤكد جمهورية مصر العربية أن هذه الخطوة تُعدّ إمعاناً من الجانب الإثيوبي في خرق التزاماته بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ لسنة 2015، الموقّع من قِبَل رئيس الوزراء الإثيوبي".
#اثيوبيا تبدأ انتاج الكهرباء من مياه النيل عند #سد_النهضة وسط مخاوف مصرية وسودانية. #مصر #السودان pic.twitter.com/nbjdjyxaNs
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 20, 2022
هذا ودشّن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، في وقت سابق من اليوم الأحد، رسمياً، المرحلة الأولى من توليد الطاقة الكهربائية من سد النهضة، الذي يدور خلاف بشأنه مع مصر والسودان منذ بدء إنشائه قبل نحو 10 سنوات.
وأوضحت الهيئة الرسمية الإثيوبية أنه "تم تشغيل توربين واحد بقدرة 375 ميغاوات من أصل 13 وحدة توربينية"، مشيرةً إلى أنّ "هناك اثنين من التوربينات على وشك الانتهاء".
كما أشارت الهيئة إلى أنّ "السد يخضع حالياً لتطوير سريع"، مضيفةً أنّ "من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في العامين المقبلين".
وبدأت إثيوبيا بتشييد "سد النهضة" على النيل الأزرق في عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر أن يلحق السد ضرراً بحصتها من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، والتي تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
ورغم توقيع اتفاق مبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015، يحدّد الحوار والتفاوض كآليات لحل كل المشكلات المتعلقة بالسد بين الدول الثلاث، فشلت جولات المفاوضات المتتالية في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث على آلية تخزين المياه خلف السد، وآلية تشغيله.
وأدّى عدم التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث إلى زيادة التوتر السياسي بينها، ورفع الملف إلى مجلس الأمن الذي عقد جلستين بشأن الموضوع، من دون اتخاذ قرار بشأنه.
يشار إلى أنّ إثيوبيا أنجزت مرحلتين من عملية ملء السد في عامي 2020 و2021، ومن المتوقع أن تقدم على الملء الثالث للسد في الصيف المقبل خلال موسم الفيضان.
ويهدف المشروع، البالغة تكلفته 4.2 مليارات دولار (3.7 مليارات يورو)، إلى إنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء، أي أكثر بمرتين من إنتاج إثيوبيا من الكهرباء.