واشنطن: جنودنا لن يقاتلوا روسيا بل سيحمون حلفاءنا في "الناتو"
أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الجمعة، أن "الجنود الأميركيين لن يقاتلوا روسيا"، مضيفاً أن "الرئيس جو بايدن سيتصل هاتفياً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في القريب العاجل".
وخلال مؤتمر صحفي، لفت سوليفان إلى أنّ "العسكريين الأميركيين في أوروبا لن يقاتلوا روسيا في حال التصعيد حول أوكرانيا، بل سيحمون حلفاءنا في الناتو".
وتعليقاً على تقرير لشبكة "PBS" الأميركية زعم أن "روسيا قررت اتخاذ خطوات ضد أوكرانيا"، قال إنّ "هذا لا يعكس البيانات المتاحة للإدارة الأميركية".
وتابع: "لم أر المادة التي تشير إليها بعد، لكنها تحرف بيانات الإدارة الأميركية اليوم، وتصورنا هو أننا لا نعتقد أن روسيا اتخذت أي قرار نهائي".
وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي أن "قضية احتمال إرسال قوات أميركية جديدة إلى أوروبا أثيرت خلال محادثة هاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بمشاركة زعماء أوروبيين آخرين، لكن لم يتم اتخاذ أي قرارات بهذا الشأن".
وشدد سوليفان على أنه "بالنسبة للقوات التي تمّ وضعها في حالة تأهب قصوى في حال قرر الناتو إرسالها إلى أوروبا، ستبقى متأهبة لمثل هذا الطلب من الناتو"، مشيراً إلى أنّ "هناك احتمال كبير أن يشمل الغزو السيطرة على مناطق واسعة من أوكرانيا والاستيلاء على المدن الكبرى، بما فيها العاصمة".
في السياق، قال أربعة مسؤولين أميركيين لرويترز اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة سترسل 3000 جندي إضافيين إلى بولندا خلال الأيام المقبلة في مسعى لطمأنة أعضاء حلف شمال الأطلسي.
وستضاف هذه القوات إلى القوات المتأهبة بالقعل للانتشار في أوروبا إذا دعت الحاجة وقوامها 8500 جندي وكذلك ما يقرب من 3000 جندي قالت الإدارة الأميركية في وقت سابق من الشهر الجاري إنها ستنشرهم في بولندا ورومانيا.
من جهتها، أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة بأن "الإدارة الأميركية تعتزم سحب مراقبيها لدى بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أوكرانيا".
وأفادت الشبكة بأن "البيت الأبيض يدرس إمكانية تقليص المزيد من موظفي السفارة الأميركية في كييف بناء على البيانات التي تشير إلى وقوع الهجوم على أوكرانيا قبل نهاية الألعاب الأولمبية".
وخلال مؤتمر صحفي، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكين،اليوم الجمعة، "نواصل السحب من سفارتنا، وكنا أيضاً واضحين جداً في أن أي مواطن أميركي موجود في أوكرانيا يجب أن يغادر الآن".
وكانت أمرت الولايات المتحدة الشهر الماضي بمغادرة أفراد عائلات الدبلوماسيين من السفارة الأميركية في كييف وسمحت للأفراد غير الضروريين بالمغادرة على أساس طوعي.
زيلينسكي يوجه بتعزيز قوات الدفاع المحلي في أوكرانيا
وفي سياق متصل، أعلن سكرتير مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني أليكسي دانيلوف، اليوم الجمعة، أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي وجه بزيادة عدد أفراد قوات الدفاع المحلي في أوكرانيا ليصل إلى مليوني فرد.
وقال دانيلوف في أعقاب مجلس اجتماع الأمن والدفاع مع زيلينسكي، إن "هناك توجيهاً رسمياً من الرئيس، وعلينا زيادة عدد العسكريين الذين سيتولون مسائل الدفاع المحلي".
وتابع: "عدد عناصر قوات الدفاع المحلي يجب أن يصل إلى مليوني شخص، للدفاع عن بلادنا في حال الضرورة".
يذكر أن أوكرانيا تبنت "قانون أسس المقاومة الوطنية"، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 كانون الثاني/يناير الماضي، وينص على تشكيل قوات للدفاع المحلي في جميع أنحاء البلاد، ومشاركة واسعة من الشعب الأوكراني في ضمان الأمن.
وكان قائد قوات الدفاع المحلي الأوكرانية يوري غالوشكين قد أعلن أن عدد أفراد قوات الدفاع المحلي سيكون 10 آلاف عسكري في أوقات السلم، إضافة لاحتياط يتيح زيادة عدد تلك القوات بسرعة إلى مئات الآلاف في حال الضرورة.
بالتوازي، اتخذت الحكومة البريطانية قراراً بسحب المزيد من موظفي سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف، ونصحت رعاياها في أوكرانيا بالمغادرة فوراً.
وتأتي التصريحات البريطانية بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع البريطاني بن والاس إلى موسكو، ولقائه نظيره الروسي سيرغي شويغو لبحث الأزمة الأوكرانية.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر بانكين، الثلاثاء، أنّ إعلان دول الغرب، بشأن خطط روسيا للهجوم على الدول المجاورة هو "فكرة مجنونة، لا أساس لها".
وقال بانكين في تصريحاتٍ لوكالة "سبوتنيك" الروسية إنّه "بشكلٍ عام، كان من الواضح منذ فترةٍ طويلة أنّه حتى في حالة عدم وجود أسباب لتطبيق هذا النوع من القيود على روسيا، فسيتم العثور عليها أو بالأحرى اختراعها، بما في ذلك، كما أكدنا بالفعل، فكرة هجوم على دول الجوار مجنونة، لا أساس لها".