شويغو: سنردّ قريباً بشأن الضمانات الأمنية وعلى الغرب وقف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم الجمعة، أن موسكو درست ردّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ("الناتو") على الضمانات الأمنية، وسيأتي ردّ روسيا قريباً.
وقال شويغو، خلال لقائه نظيره البريطاني بن والاس، إن "ردنا للولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي سيكون قريباً، بشأن ضمان الأمن في أوروبا، والتي أرسلناها في كانون الأول/ديسمبر (الماضي)، وتلقّينا رداً عليها في كانون الثاني/يناير (الماضي)".
وكانت روسيا بعثت إلى الولايات المتحدة رسالة خطّية، في الأول من شباط/فبراير الحالي، تتضمّن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطّي الذي سلّمته واشنطن إلى موسكو، وضمّنته ردّها على مطالبه الأمنية وشروطه من أجل حلّ الأزمة في أوكرانيا.
وشدّد وزير الدفاع الروسي على أن موسكو ليست مَن يتحمل المسؤولية عن تفاقم الوضع الأمني في أوروبا، و"لا نفهم في بعض الأحوال سبب تصعيد هذه التوترات، لكننا نرى أنها تتصاعد"، مشيراً إلى أن "الوضع في أوروبا، سياسياً وعسكرياً، يزداد توتراً أكثر فأكثر".
وأعرب وزير الدفاع الروسي عن أمله في مناقشة "المسائل الملحّة والمتعلقة بخفض هذه التوترات" مع نظيره البريطاني، الذي وصل اليوم الجمعة إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية لإجراء محادثات مع شويغو، في أول لقاء من نوعه منذ عام 2013.
على الغرب الكفّ عن ضخ أسلحة إلى أوكرانيا
واقترح شويغو على الغرب "المساهمة في خفض هذه التوترات والكفّ عن ضخ أسلحة إلى أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "صادرات الأسلحة إلى هذا البلد تأتي علناً ومن جميع الأطراف"، متابعاً "لا نفهم ما هو الهدف من وراء ذلك، ونودّ أيضاً إدراك هدف إرسال بريطانيا قوات خاصة إلى أوكرانيا، وكم من الوقت سيستمر وجودها هناك؟".
وذكّر شويغو نظيره والاس، في هذا الصدد، بـ"التجربة المؤسفة لضخ أسلحة إلى بعض الدول"، مشيراً إلى أن "حلف الناتو، خلال انسحابه من أفغانستان العام الماضي، خلّف هناك أسلحة ومعدات عسكرية تصل قيمتها إلى 80 مليار دولار تقريباً".
وحذّر الوزير الروسي من أن "هذه الأسلحة، ومنها صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ جو - جو، تشكل اليوم خطراً، ولاسيما في ظل ارتفاع عدد عناصر تنظيم "داعش" في أفغانستان ضعفين في الآونة الأخيرة".
وأضاف "يصعب التنبؤ بالأطراف التي ستقع هذه الأسلحة في أيديها، ولا نريد أن يتحول هذا الموضوع إلى المقام الثاني، بالإضافة إلى ملف اللاجئين الأفغان وتهريب المخدرات من أفغانستان".
مستوى التعاون الروسي البريطاني يقترب من نقطة الصفر
وأقر شويغو بأن "مستوى التعاون بين روسيا وبريطانيا تدهور بصورة حادة في السنوات الأخيرة، ويقترب من نقطة الصفر"، مبدياً أسف موسكو في هذا الشأن.
وقال لــبن والاس "لا نرغب في ذلك، ولهذا السبب آمل في مناقشة الملفات الأكثر إلحاحاً معكم، من دون مزيد من تأجيج التوترات ورفع درجة الحدة في العلاقات بين روسيا ودول حلف الناتو، وخصوصاً بريطانيا، نظراً إلى تجربة تعاوننا القتالي التاريخية".
وأشار وزير الدفاع الروسي إلى أن الغرب، في تصريحاته العلنية، يركز أكثر فأكثر على المسائل التي "يمكن تسويتها بصورة هادئة، ضمن الحوار بين جميع الدول، ومن دون التهديد بفرض عقوبات".
وقال شويغو إنه اطَّلع، قبل اللقاء، على تصريحات المسؤولين البريطانيين بهذا الشأن، معرباً عن أسفه لأنها مليئة بتهديدات بفرض عقوبات.
وأضاف "لا أود أن يكون حوارنا اليوم امتداداً لمثل هذه التصريحات".
ويأتي اجتماع شويغو ووالاس بعد يوم من استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو نظيرته البريطانية إليزابيث تراس في موسكو، من أجل التباحث بشأن القضية الأوكرانية، وما يتعلق بالضمانات الأمنية الروسية.
وأعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن خيبة أمله بعد اللقاء مع نظيرته البريطانية. ولم يتم إحراز أي تقدم يُذكَر في محادثاتهما، بحيث أكد كلا الطرفين تمسكه بمواقفه السابقة إزاء التصعيد بشأن أوكرانيا. ووصف لافروف لقاءه مع تراس بأنه كان "حوار الصم والبكم".