إندونيسيا توقّع عقوداً لشراء طائرات فرنسية وأميركية

الولايات المتحدة وفرنسا توقعان عقوداً مع إندونيسيا لبيعها عشرات الطائرات المقاتلة من طراز "رافال" و"إف-15"، وذلك ضمن مساعي جاكرتا لتطوير سلاحها الجوي.
  • طائرة مقاتلة من طراز "رافال" تلقت تحية احتفالية بمدفع المياه أثناء هبوطها شمال أثينا في 19 كانون الثاني/يناير (أ ف ب).

وقّعت إندونيسيا، أمس الخميس، مع فرنسا عقداً لشراء 42 مقاتلة "رافال"، فيما تسعى باريس وجاكرتا لتعزيز روابطهما في مواجهة التوتر المتصاعد في منطقة آسيا المحيط الهادئ.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتحدة وافقت، أمس الخميس، على بيع إندونيسيا 36 مقاتلة "إف-15" مقابل 14 مليار دولار.

وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنّ حيازة إندونيسيا هذه المقاتلات "ستعزز أمن شريك إقليمي مهمّ يمثّل قوة استقرار سياسي وتقدّماً اقتصادياً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

ولفت البيان إلى أنّ "مساعدة إندونيسيا على تطوير قدرة قوية للدفاع عن نفسها والحفاظ على هذه القدرة هو أمر حيوي للمصالح القومية للولايات المتحدة".

وقال وزير الدفاع  الإندونيسي برابوو سوبيانتو بعد لقاء مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في جاكرتا: "اتفقنا على شراء 42 طائرة رافال مع عقد يشمل 6 طائرات (الخميس) وعقد مقبل يشمل 36 أخرى".

وتبلغ قيمة العقد 8,1 مليارات دولار لشراء الطائرات وأسلحتها، بحسب وزارة الجيوش الفرنسية.

ولم يسبق لإندونيسيا، أكبر دولة في جنوب شرق آسيا، أن اشترت طائرات مقاتلة فرنسية، لكنها تسعى حالياً لتنويع تحالفاتها ومصادر إمداداتها بالمعدات العسكرية.

وعلّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على العقد في "تغريدة" قال فيها: "42 رافال! اختارت إندونيسيا الجودة الصناعية الفرنسية"، مرحّباً بحلول "مرحلة جديدة تعزز شراكات" بلاده في المنطقة.

ورحّب رئيس شركة "داسو أفيياسيون" الفرنسية المصنعة لهذه الطائرات، إريك ترابييه، بالعقد قائلاً: "هذا بلد جديد لشركتنا، ما يجعل هذا العقد تاريخياً"، وأشار إلى أنّ أولى الطائرات ستسلم "بعد حوالى 3 سنوات"، على أن تسلّم بعد ذلك "بوتيرة طائرة واحدة في الشهر".

وتسعى فرنسا لتوطيد العلاقات مع إندونيسيا بعد الضربة التي تلقتها استراتيجيتها لتثبيت وجودها في المنطقة العام الماضي، جرّاء فسخ كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية على وقع إعلان إنشاء تحالف "أوكوس" الاستراتيجي بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وبعد هذه النكسة، سعت باريس لتعزيز تحالفها مع شركائها القديمين، مثل اليابان والهند، فضلاً عن إندونيسيا ودول أخرى في آسيا.

وباشرت فرنسا "شراكة معززة" مع إندونيسيا بمناسبة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لجاكرتا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وصرحت بارلي للصحافيين أنّ "خيار إندونيسيا هو خيار السيادة والجودة الفنية، مع طائرة أثبتت مراراً قدراتها العملانية".

وأشارت إلى أنّها تطرقت مع نظيرها إلى أهمية "التنسيق الجيد بين كل الأطراف الفاعلة المعنية بالدفاع عن حرية المحيطين الهادئ والهندي بالاستناد إلى التعددية الفاعلة".

والتزم البلدان في ختام هذه الزيارة التعاون أيضاً في البحث والتطوير في مجال الغواصات، مع عقد بين المجموعة الفرنسية "نافال غروب" وشركة بناء السفن الإندونيسية "بي تي بال"، "يُتوقع أن يفضي إلى شراء غواصتين من طراز سكوربين"، بحسب الوزير الإندونيسي.

وقالت وزارة الجيوش الفرنسية إنّ "عقود التسلّح الكبيرة هذه هي لبنة متينة جداً ترسخ العلاقة الثنائية على مدى عقود".

وأبرمت مجموعة "تاليس" الفرنسية من جهتها مذكرة تفاهم مع شركة "PT LEN" الإندونيسية للتعاون في مجال الأقمار الاصطناعية، كما تعاونت شركة "نيكستر" مع "PT Pindad" لشراء الذخائر.

وتملك إندونيسيا أسطولاً جوياً عسكرياً متقادماً يتألف بصورة رئيسية من طائرات "إف-16" أميركية، وطائرات "سوخوي" روسية "سو-27" و"سو-30"، وهي تجري مفاوضات مع عدد من الشركاء لتجديد مقاتلاتها.

وقد وقع هذا البلد عقداً في العام 2018 لشراء 11 مقاتلة "سوخوي سو-35"، غير أنّه لم ينفذ، بسبب قانون "كاتسا" الأميركي الذي ينص على عقوبات تلقائية على أي بلد يعقد "صفقة كبيرة" مع قطاع الأسلحة الروسي.

ووقعت إندونيسيا وفرنسا اتفاق تعاون دفاعي العام 2021 في باريس. وكانت مفاوضات تجري منذ أشهر عدة حول شراء طائرات "رافال"، تتناول التمويل والتعويضات.

وسجّلت شركة "داسو" الفرنسية للصناعات الدفاعية نتائج ممتازة العام 2021 مع بيع 18 طائرة لليونان (12 منها مستعملة) و30 لمصر و12 طائرة مستعملة لكرواتيا، وعقد صفقة قياسية لبيع 80 طائرة للإمارات العربية المتحدة.

 

المصدر: وكالات