تعزيزاً للتعاون العسكري.. إندونيسيا تشتري 42 طائرة "رافال" الفرنسية
وقّعت إندونيسيا، اليوم الخميس، مع فرنسا عقداً لشراء 42 مقاتلة "رافال"، بينما تسعى باريس وجاكرتا لتعزيز روابطهما في مواجهة التوتر المتصاعد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأعلن وزير الدفاع الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، في إثر لقائه نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي في جاكرتا، اتفاقاً على "شراء 42 طائرة رافال مع عقد يشمل ست طائرات، وعقد مقبل يشمل 36 أخرى".
وصرّحت بارلي للصحافيين بأن "خيار إندونيسيا هو خيار السيادة والجودة الفنية، مع طائرة أثبتت مراراً قدراتها العملانية"، مشيرةً إلى أنها تطرقت مع نظيرها إلى أهمية "التنسيق الجيد بين كل الأطراف الفعّالة المعنية بالدفاع عن حرية المحيطين الهادئ والهندي، بالاستناد إلى التعددية الفاعلة".
Notre coopération s'étend également au domaine naval : l'Indonésie a annoncé une intention d'achat de deux sous-marins de fabrication française "Scorpène".
— Florence Parly (@florence_parly) February 10, 2022
C’est officiel : l’Indonésie commande 42 Rafale 🇮🇩🇫🇷
— Florence Parly (@florence_parly) February 10, 2022
وتبلغ قيمة العقد 8,1 مليارات دولار لشراء الطائرات وأسلحتها، بحسب ما أوضحت وزارة الجيوش الفرنسية.
ولم يسبق لإندونيسيا، وهي أكبر دولة في جنوبي شرقي آسيا، أن اشترت طائرات مقاتلة فرنسية، لكنها تسعى حالياً لتنويع تحالفاتها ومصادر إمداداتها بالمعدات العسكرية، في مواجهة تفاقم التوتر بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة.
بدوره، علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على العقد، كاتباً في حسابه في "تويتر" "42 رافال! اختارت إندونيسيا الجودة الصناعية الفرنسية، مَرْحَباً بحلول مرحلة جديدة تعزز شراكاتنا في المنطقة".
42 Rafale ! L’Indonésie fait le choix de l’excellence industrielle française ! Le savoir-faire des plus de 400 entreprises françaises et des milliers de travailleurs qui conçoivent le Rafale est reconnu. En Indo-Pacifique, cette nouvelle étape renforce nos partenariats.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) February 10, 2022
ورحّب رئيس شركة "داسو أفيياسيون" الفرنسية، إريك ترابييه، المصنّعة لهذه الطائرات بالصفقة، قائلاً إن "هذا بلد جديد لشركتنا، الأمر الذي يجعل هذا العقد تاريخياً"، مشيراً إلى أن أُولى الطائرات ستُسَلَّم "بعد نحو ثلاث سنوات، وتسلم بعد ذلك بوتيرة طائرة واحدة في الشهر".
وتسعى فرنسا لتوطيد العلاقات بإندونيسيا بعد الضربة التي تلقتها استراتيجيتها لتثبيت وجودها في المنطقة العام الماضي، جراء فسخ كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات فرنسية، على وقع إعلان إنشاء تحالف "أوكوس" الاستراتيجي بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
بعد هذه النكسة، تسعى باريس لتعزيز تحالفها مع شركائها القديمين، مثل اليابان والهند، فضلاً عن إندونيسيا ودول أخرى في آسيا، فباشرت فرنسا في "شراكة معززة" مع إندونيسيا بمناسبة زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لو دريان لجاكرتا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
الوزير الإندونيسي: يتوقع أن نشتري غواصتين من طراز سكوربين
وفي ختام هذه الزيارة، التزم البلدان التعاونَ في البحث والتطوير في مجال الغواصات أيضاً، مع عقد بين المجموعة الفرنسية "رافال غروب" وشركة بناء السفن الإندونيسية "بي تي بال"، و"يُتوقع أن يُفضي إلى شراء غواصتين من طراز سكوربين"، وفق ما أكده الوزير الإندونيسي.
وأكدت وزارة الجيوش الفرنسية أنّ "عقود التسلح الكبيرة هذه هي لبنة متينة جداً ترسّخ العلاقة الثنائية على مدى عقود".
من جهتها، أبرمت مجموعة "تاليس" الفرنسية مذكرة تفاهم مع شركة PT LEN الإندونيسية للتعاون في مجال الأقمار الاصطناعية، واتفقت "نيكستر" مع PT Pindad على صعيد الذخائر.
وتملك إندونيسيا أسطولاً جوياً عسكرياً متقادماً، يتألف بصورة رئيسة من طائرات "أف-16" أميركية، وطائرات سوخوي روسية، "سو-27" و"سو-30"، كما أنّها تُجري مفاوضات مع عدد من الشركاء لتجديد مقاتلاتها.
ووقعت إندونيسيا، عام 2018، عقداً لشراء 11 مقاتلة سوخوي "سو-35"، غير أنه لم ينفَّذ بسبب قانون "كاتسا" الأميركي، الذي ينص على عقوبات تلقائية على أي بلد يعقد "صفقة كبيرة" مع قطاع الأسلحة الروسي.
ووقعت إندونيسيا وفرنسا اتفاق تعاون دفاعي عام 2021 في باريس، وكانت مفاوضات تجري منذ عدة أشهر بشأن شراء طائرات رافال، وتتناول بصورة خاصة التمويل والتعويضات.
في موازاة ذلك، تفاوض جاكرتا من أجل شراء نحو 30 طائرة مقاتلة أميركية، "أف-15"، وفق وسائل الإعلام، وتشارك في مشروع بحث وتطوير مع كوريا الجنوبية يتعلّق بالطائرة المقاتلة، "كاي أف 21".