لافروف بعد لقائه نظيرته البريطانية: "كان حوار الصم والبكم"

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرى خلال لقاء مع نظيرته البريطانية إليزابيث تراس أنّ السبيل الوحيد لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين يكمن في الحوار المبني على الاحترام المتبادل.
  • وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته البريطانية ليز تروس خلال اجتماع في موسكو 10 شباط/فبراير 2022 (أ ف ب).

أبدى وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، في مستهل اجتماع مع نظيرته البريطانية، إليزابيث تراس، استعداد موسكو "للتعامل بالمثل إذا كانت زيارة وزيري الدفاع والخارجية البريطانيين إلى موسكو تهدف إلى تحسين العلاقات".

وأشار لافروف، في مستهل محادثاته مع تراس في موسكو، إلى أنّ هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ كانون الأول/ديسمبر 2017، وأنّ لقاء اليوم "غير مسبوق" في ظل المحادثات التي ستجري في موسكو غداً بين وزيري دفاع الدولتين سيرغي شويغو وبن والاس.

وذكر وزير الخارجية الروسي أنّه اطلع على خطاب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمام مجلس العموم، ودعا إلى تحسين العلاقات مع موسكو، قبيل الإعلان عن زيارة تراس ووالاس إلى روسيا.

وأضاف لافروف: "هذا ما أعلن رسمياً على الأقل، ولا أعرف ما هي الحال بالفعل، لكن إذا كان ذلك في الواقع هدف زملائنا البريطانيين، فإننا بطبيعة الحال سنتعامل بالمثل، لأننا لا يمكن أن نكون راضين عن علاقاتنا التي تدهورت إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات طويلة".

وشدد الوزير على أنّ السبيل الوحيد لتطبيع العلاقات الثنائية يكمن في الحوار المتساوي المبني على الاحترام المتبادل، واعتراف كلا الطرفين بالمصالح المشروعة لأحدهما الآخر، والبحث عن حلول مقبولة لكلاهما.

وتابع: "المناهج الدبلوماسية والإنذارات النهاية والتهديدات والمواعظ تؤدي إلى لا مكان. للأسف الشديد، اعتاد العديد من زملائنا الغربيين حالياً أن يستخدموا هذه الأساليب في أنشطتهم العلنية، ولا أستطيع وصف ذلك بأنّه دبلوماسية".  

وأبدى الوزير أمله في أن تتمكن موسكو ولندن، بناءً على هذه التجربة، من تحسين علاقاتهما الثنائية في مجالات أخرى واستئناف آليات التعاون والثنائي والاتصالات بين جهاتهما الرسمية التي تمّ قطعها منذ وقت طويل.

ولفت إلى أنّ روسيا وبريطانيا بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن تتحملان المسؤولية الخاصة عن مواجهة النزعات السلبية في العلاقات الدولية، وإطلاق الحوار المبني على الاحترام المتبادل، والبحث عن حلول ستتوافق مع مصالح جميع الدول.

لكن لافروف وصف اللقاء عقب انتهائه من لقاء نظيرته البريطانية أنّ "الحوار كان كحوار أبكم مع أصم"، مشيراً إلى أنّ بلاده "قد تنصح الموظفين غير الأساسيين في بعثتها الدبلوماسية في أوكرانيا بالمغادرة". 

تراس: هناك سبيل دبلوماسي بديل يتيح تفادي النزاعات 

من جهتها، شددت تراس على أنّها وصلت موسكو لـ"حث روسيا على اتباع مسار دبلوماسي". وقالت إنّ "الحقيقة هي أننا لا نستطيع تجاهل حشد روسيا أكثر من مائة ألف عسكري عند حدود أوكرانيا ومحاولات تقويض سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

واعتبرت أنّ "الحرب في أوكرانيا ستكون كارثة بالنسبة إلى شعبي هذا البلد وروسيا وأمن أوروبا عموماً"، لافتةً إلى أنّ دول حلف "الناتو" أكدت بوضوح أنّ أي تدخل في أوكرانيا سيجلب عواقب وخيمة وسيكلف المعتدي "ثمناً باهظاً".

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إنّ هناك "سبيلاً دبلوماسياً بديلاً يتيح تفادي النزاعات وإراقة الدماء".

ودعت تراس روسيا إلى "التخلي عن الخطاب الذي يعود إلى الحرب الباردة، والانخراط في مشاورات جوهرية مع الناتو لتعزيز أمن أوروبا".

الجدير بالذكر أنّ هذه أول زيارة يجريها كبير دبلوماسيي بريطانيا إلى روسيا منذ أكثر من 4 سنوات.

وقبل بريطانيا، أكّدت الولايات المتحدة و"الناتو" الالتزام بمواصلة الحوار مع روسيا على الرغم من انهما تتهمان روسيا بالتحضير لهجوم  عسكري على أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو في مناسبات عدّة، معتبرة أنّ الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف شمال الأطلسي قرب حدودها.

وتعتبر موسكو أنّ التصريحات الغربية حول "العدوان الروسي" المزعوم تأتي استعداداً لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتبريراً لتوسع الحلف شرقاً باتجاه حدودها، ما يشكل تهديداً للأمن القومي الروسي.

المصدر: وكالات + الميادين