"عصا موسى" تنشر بيانات عسكريّة إسرائيلية في "الإنترنت المظلم"!
تُحقّق الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة في خرق خطر تعرّضت له أنظمة الكومبيوتر الخاصَّة بشركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "رافاييل"، بعد أن نجح قراصنة، تشكّ "إسرائيل" في أنَّهم إيرانيون، بالتسلّل إلى نظام الشركة وسرقة بيانات أمنية تم نشر نماذج منها في شبكة "الإنترنت المظلم" أو ما يُعرف باسم "دارك ويب".
وتتضمَّن البيانات المشكوك في تسريبها سجلات استخدام الموظفين لأنظمة الكومبيوتر الداخلية في الشركة العسكرية، وعروضاً تقديمية لأسلحة إسرائيلية وأنظمة دفاع جوي تم بيعها للمملكة المتحدة. ويجري التحقيق حالياً في ما إذا كانت البيانات المسروقة تتضمَّن كلمات مرور إلى قواعد بيانات أخرى.
ورفع القراصنة فيديو في موقع في "الإنترنت المظلم" يُظهر لقطات من منظومة "سكاي سايبر"، وهو مصطلح يشير إلى منظومة دفاع جوي إسرائيلية اشترتها المملكة المتحدة من شركة "رافاييل" الإسرائيلية، وتتضمَّن نظام تحكّم وراداراً وبطارية اعتراض صاروخية.
وتعتمد تقنية المنظومة المذكورة على تقنية "القبة الحديدية" نفسها. وقد دفع البريطانيون مبلغ 79 مليون دولار ثمناً للواحدة منها. وتكمن خطورة عملية الاختراق في كونها تتيح للجهة المقرصنة الحصول على معلومات حساسة عن طريقة عمل أنظمة الاعتراض الصاروخية الإسرائيلية، سواء في القبة الحديدية أو غيرها، وبالتالي تطوير أساليب لخداع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشنّ فيها القراصنة المشتبه بأنهم إيرانيون هجوماً مماثلاً. وتعتقد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنَّ هؤلاء القراصنة ينتمون إلى مجموعة تُطلق على نفسها اسم "عصا موسى"، قامت سابقاً بعدة هجمات ناجحة، كان المعلن منها للمرة الأولى الاستيلاء على بيانات سرية في العام 2017.
وتجري الأجهزة الإسرائيلية تحقيقاً لمعرفة ما إذا كانت عملية القرصنة الحالية مرتبطة بجهة حكومية إيرانية أو أنها من صنع جهة مستقلة، علماً أنَّ المجموعة المهاجمة تعمَّدت اتباع خطوات ملتبسة لتزيد حيرة الإسرائيليين. ومن بين الخطوات التي أربكت التحقيق الإسرائيلي، قيام القراصنة بعرض بيع جزء من المعلومات التي استولوا عليها مقابل 100 بيتكوين (أي نحو 3.69 مليون دولار لحظة كتابة هذا التقرير).
وتفاخر القراصنة في الصّفحة نفسها التي نُشر فيها الفيديو الَّذي يحوي لقطات من المعلومات المسربة، بنشر أسماء مستخدمين وكلمات مرور إلى مواقع إباحية، مع نصٍّ موجز عرضوا فيه بيع البيانات الإسرائيليّة.