موسكو تتلقّى رداً خطياً من واشنطن و"الناتو" على مقترحات الضمانات الأمنية

وزارة الخارجية الروسية تعلن أنّ "موسكو تلقّت رداً أميركياً على مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية"، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوضح أنّ الردّ لن يُفرج عن مضمونه في وسائل الإعلام. 
  • موسكو تتلقّى رداً خطياً من واشنطن و"الناتو" على مقترحات الضمانات الأمنية

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أنّ "موسكو تلقّت رداً من الولايات المتحدة وحلف الناتو على مقترحاتها بشأن الضمانات الأمنية"، وذلك بعد أن قدّم السفير الأميركي لدى روسيا، جون سوليفان، رداً خطياً على المقترحات الأمنية إلى نائب وزير الخارجية ألكسندر ف. جروشكو. 

وكانت وزارة الخارجية الروسية كشفت أنّها سلّمت الجانب الأميركي في الـ 15 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي مسوّدة المقترحات الثنائية بين الدولتين الخاصة بالضمانات الأمنية، واتفاقية خاصة بإجراءات ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء لحلف الناتو.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم، إنّ "الرد الأميركي على روسيا لن يتضمن احتمالات انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو". 

بلينكن: ردّنا كان منسّقاً بالتمام مع أوكرانيا ومع شركائنا الأوروبيين

بدوره، أوضح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّ ردّ واشنطن "يتضمن تقييماً مبدئياً وعملياً للمخاوف التي أثارتها روسيا"، مؤكّداً أنّ "موقفنا هو الدفاع عن سيادة أوكرانيا". 

وأشار بلينكن إلى أنّ الجواب الأميركي "كان منسّقاً بالتمام مع الجانب الأوكراني ومع شركائنا الأوروبيين"، مضيفاً أنّ "الرد تناول إمكانية اتخاذ تدابير متبادلة وشفافة في ما يتعلق بتموضع القوة في أوكرانيا".

كما صرّح بأنّه "نتوقع متابعة النقاش مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف". 

وأضاف: "ردّ واشنطن على مطالب موسكو يؤمن طريقاً دبلوماسياً جاداً إذا ما رغبت به روسيا"، مشدّداً على أنّ واشنطن لن تفرج عن مضمون الرد في وسائل الإعلام. 

وبحسب بلينكن، فإنّ مضمون الرد اليوم تضمّن وضوحاً شديداً حول المبادئ التي نلتزم نحن وحلفاؤنا بها، والمخاوف المشتركة من أفعال روسيا التي تقوّض الأمن في أوكرانيا والمسرح الأوروبي". 

كما أوضح بلينكن أنّ عدم الإفصاح عن محتوى الرد على المقترحات الروسية هو لأن "السرية أفضل على الصعيد الدبلوماسي"، لافتاً إلى أنّ "الأمر يعود لروسيا في اتخاذ قرارها بشأن كيفية الرد، ونحن جاهزون لكل الاحتمالات، فالكرة الآن في ملعب روسيا". 

بلينكن شدّد أيضاً على أنّ "الردّ ليس وثيقةً تفاوضيةً، بل موقف لتعزيز المصالح الأمنية المشتركة"، مؤكّداً أنّ "بلاده ستدافع عن مصالحها وعن حلفائها". 

وأردف بلينكن قائلاً إنّه "نسّقنا ردّنا على روسيا مع قادة الكونغرس، وأيضاً أبلغنا الكونغرس الأسبوع الماضي نيتنا إرسال طائرات مروحية مقاتلة لأوكرانيا". 

وتابع: "سأقوم بإحاطة الكونغرس اليوم بالتطورات الجارية وتنسيق جهودنا المشتركة إلى الأمام"، مصرّحاً بأنّه "يتعيّن على حلف الناتو نقاش وإقرار الخطوات المقبلة، لا الولايات المتحدة بمفردها". 

كذلك أكّد وزير الخارجية الأميركي أنّ "رسالتنا للمواطنين الأميركيين في أوكرانيا النظر بجدية إلى مغادرة البلاد".  

شيرمان: أوكرانيا لم تستحق بعد الانضمام إلى حلف "الناتو"

من جهتها، أوضحت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، اليوم الأربعاء، أنّ "أوكرانيا لم تستحق بعد خطة عمل للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقالت شيرمان، خلال فعالية نظّمها منتدى "يالطا للاستراتيجية الأوروبية"إن "أوكرانيا تعمل على إظهار أنها مستعدة لتلقّي خطة عمل للعضوية في حلف شمال الأطلسي، وهي حتى الآن لم تصل إلى هذه النقطة".

روسيا: الرد الأميركي لم يفاجئنا

وفي السياق، أفادت مصادر دبلوماسية للميادين بأنّ "موسكو ستدرس الرد الأميركي على مقترحاتها سياسياً وعسكرياً"، مشيرةً إلى أنّ "الرئيس بوتين سيتخذ القرار بشأنه".

وقال مراسل الميادين نقلاً عن مصدر برلماني إنّ "روسيا ستتخذ موقفاً من الرد الأميركي خلال بضعة أيام بعد التشاور مع حلفائها".

وأوضح مجلس الاتحاد في هذا الخصوص أنّه "من المرجح أن تتشاور روسيا مع حلفائها كالصين والهند وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وإيران قبل اتخاذ موقف من الرد الأميركي".

من جانبه، أعلن مجلس الدوما الروسي أنّ "الرد الأميركي لم يفاجئنا"، مؤكّداً أنّه "لدينا خطة عمل حاسمة وحازمة بشأنه". 

ستولتنبرغ: نمد يدنا مجدداً لروسيا لكننا نستعد للأسوأ

هذا وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، أن رد الناتو على مقترحات الضمانات الأمنية استلمها السفير الروسي في بروكسل.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: "تم تسليم رد الناتو إلى السفير الروسي في بروكسل".

أمّا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، فشدد على أنّه "نمد يدنا مجدداً لروسيا لكننا نستعد للأسوأ". وأشار إلى أنّ "المناورات الروسية يمكن أن تستخدم كغطاء لشن هجوم". 

ستولتنبرغ لفت إلى أن "روسيا تزيد من نشر قواتها في بيلاروسيا وعلى حدود أوكرانيا من طائرات حربية وغيرها".

تناقش أميركا ودول أوروبية نشر آلاف الجنود الإضافيين في دول أوروبا الشرقية

هذا وتناقش الولايات المتحدة مع بعض الحلفاء إمكان نشر الآلاف من القوات الإضافية في دول أوروبا الشرقية التابعة لحلف شمال الأطلسي، كإظهار للدعم في مواجهة روسيا.

ومن بين الدول التي تفكر في قبول عمليات الانتشار: رومانيا وبلغاريا والمجر، بحسب ما أعلن 3 مسؤولين أميركيين مطّلعين على المناقشات لشبكة "سي إن إن". ومن المتوقع أن يبلغ الجنود المقرر نشرهم نحو 1000 فرد في كل دولة، وسيكونون مماثلين لمجموعات القتال الأمامية المتمركزة حالياً في دول البلطيق وبولندا.

ووفقاً لدبلوماسي أوروبي، فإنّ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين أولئك الذين يفكرون في عمليات الانتشار الجديدة، لكن ليس كل أعضاء الناتو الثلاثين راغبين في ذلك.

وبالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع التشيكية، اليوم الأربعاء، أنّها ستقدّم لأوكرانيا، خلال الأيام القليلة المقبلة، هبة عسكرية قوامها 4000 قذيفة مدفعية. 

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التشيكية، ياكوب فاينور، لوكالة فرانس برس، إنّ "الحكومة أقرّت اليوم الهبة البالغة قيمتها 36,6 مليون كراون تشيكي (1,5 مليون يورو، 1,7 مليون دولار)".

وفي السياق، دعا حزب روسيا الحاكم الرئيس فلاديمير بوتين إلى تقديم مساعدة عسكرية فورية لدونباس للتصدي لأي عدوان محتمل". 

وقال مراسل الميادين إنّ "أحزاباً روسية تؤيد مقترح تسليح جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك للدفاع عن النفس"،  فيما نقل مصدر في رئاسة جمهورية دونيتسك الشعبية للميادين "ترحيب دونيتسك بمبادرة البرلمانيين الروس تسليح الجمهوريتين الشعبيتين للدفاع عن النفس".

المصدر: وكالات