واشنطن والدول الأوروبية تناقش الأزمة الأوكرانية والجهود المشتركة لـ"ردع روسيا"
قال البيت الأبيض، في بيان أمس الاثنين، إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أجرى لقاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع القادة الأوروبيين، بشأن التطورات الأخيرة على الحدود الروسية الأوكرانية وفي شرق أوروبا.
وأعرب المجتمعون، بحسب البيان، عن "قلقهم المستمر" بشأن التحشيد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، مؤكدين دعمهم "سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، ورغبتهم المشتركة في "التوصّل إلى حلٍ دبلوماسي للتوتر الحالي".
كما ناقش القادة الغربيون جهودهم المشتركة "لردع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا، بما في ذلك الاستعدادات لفرض عقوبات وخيمة، والتسبب بتكاليف اقتصادية باهظة على روسيا، فضلاً عن تعزيز الأمن على الجناح الشرقي لحلف الناتو".
وقالت نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس، في حديث إلى الصحافيين، إنّ المحادثات النشطة مع الحلفاء والشركاء في جميع أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص في أوروبا، شددت على "احترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".
وجددت تحذير روسيا من أنّ "أي نشاط عدواني يتخذه فلاديمير بوتين سيواجه بعواقب وخيمة"، وأضافت: "الكرة في ملعبه، ولا أستطيع التكهّن بما سيفعله، لكننا على استعداد لاتخاذ إجراء قاسٍ إذا تحرك بصورة عدوانية تجاه أوكرانيا".
وعكست تصريحات المسؤولين الأميركيين غياب "أيّ اختلاف" مع الأوروبيين بشأن فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، في حال شنّت عمليات عسكرية ضد أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي نيد برايس: "ليس هناك غموض واختلاف. الاتحاد الروسي يعرف ذلك".
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعا، أمس الإثنين، إلى "تجنّب اللعب بأعصابنا وردود الفعل المثيرة للقلق".
وأعرب الأوروبيون في الأيام الأخيرة عن استيائهم جراء تهويل الأميركيين الذين يعتبرون على ما يبدو أن هجوماً روسياً بات وشيكاً على الأرجح.
ولدى سؤاله عن الأمر، ردّ نيد برايس بالقول: "نحن لا نرى الاختلافات التي تتحدّثون عنها. التهديد الذي نلاحظه ليس واضحاً بالنسبة إلينا فحسب، إنما هو واضح لجميع المراقبين أيضاً".
وأعلن أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن والرئيس جو بايدن تواصلا صباح الإثنين وبعد الظهر مع القادة الأوروبيين، لإعداد "الردّ الخطّي" على مطالب موسكو، والذي يُفترض أن تقدّمه واشنطن للروس "هذا الأسبوع".
وأكد المتحدث أنّه "إذا عبر جندي روسي واحد الحدود" الأوكرانية، فإنّ ذلك سيُعتبر "غزواً متجدّداً"، محذّراً من أنّ ذلك سيؤدي إلى "ردّ سريع وصارم وموحّد من جانب الولايات المتحدة وحلفائنا"، إلا أنّ معلومات تتحدث عن خلافات بين أعضاء حلف شمال الأطلسي حول حجم هذا الردّ، وخصوصاً من جانب ألمانيا.
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، يوم أمس، أنّ قوات بلاده رفعت مستوى التأهب والجهوزية "في حال صدور قرار بشأن الانتشار" في شرق أوروبا، مشيراً إلى أنّ "وزارة الدفاع تحتفظ بقوات قتالية كبيرة وقادرة على التقدم في أوروبا لدحر أي عدوان".