البنتاغون يتحدّث عن قوات قتالية كبيرة قادرة على التقدّم في أوروبا "لدحر أيّ عدوان"
قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في مؤتمر صحافي إن بلاده "قلقة للغاية بشأن الوضع في أوروبا، والبنتاغون يواصل دعم الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد".
وأضاف كيربي "رفعنا مستوى التأهب والجاهزية لوحدات عسكرية أميركية في حال صدور قرار بشأن الانتشار، وخلال فترة لا تتجاوز 10 أيام، ووزير الدفاع سيواصل مع الرئيس البحث في أي قرار يتعلق بنشر قوات أو إرسالها إلى أوروبا".
وأشار إلى أنه "بتوجيه من الرئيس، اتخذت الولايات المتحدة خطوات لزيادة جاهزية قواتها. لذا، فهي مستعدة للرد على مجموعة من الحالات الطارئة، والتزامنا صارم بشأن أمن حلفاء الناتو والمادة الخامسة".
وقال إنه "لا يبدو أن هناك نية لروسيا من أجل خفض التصعيد، لذا نريد أن نكون مستعدين في حال تم تفعيل الاستجابة السريعة لحلف الناتو".
وأضاف كيربي أن "وزارة الدفاع تحتفظ بقوات قتالية كبيرة وقادرة على التقدم في أوروبا، لدحر أي عدوان".
وأوضح أنه "لم يتم تحديد مهمة هذه القوات بعدُ، بل يتعلق الأمر فقط بتجهيزها ورفع استعدادها، والأمر يتعلق بإعطاء مزيد من الطمأنة والضمانات لحلف الناتو، ويثبت مدى جدية الولايات المتحدة والتزامها فيما يتعلّق بالحلف".
وقال إن "لدينا حزمة من الأمور التي يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة لردع أي عدوان قد تقوم به روسيا".
وصرّح كيربي بأن "أغلبية القوات التي تم وضعها في حالة تأهب هي من المشاة"، مضيفاً "لا أستبعد أن يكون لدينا تحرك عسكريّ في أوروبا، وهذه القوات ستشارك بلا شك في الجبهة الشرقية، وهي ضمن قوات التدخل السريع، التي لا يمكن أن تتحرك إلا بقرار من حلف الناتو".
وأشار إلى أنه "ليس لدينا أي قرار بشأن سحب مستشارينا والمدربين من أوكرانيا".
العقوبات الأوروبية على روسيا
بدوره، لوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات واسعة ضد روسيا، في حال فشلت الدبلوماسية في إنهاء الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن "العقوبات سيتم فرضها بصورة سريعة وموحَّدة".
وقال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه "في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، سنعمل على فرض عقوبات واسعة وسيكون ذلك سريعاً وموحَّداً".
وأضاف أنه "عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، سنعمل أيضاً على دعم أوكرانيا لمواجهة الهجمات السيبرانية".
وقال بوريل "ندعو روسيا إلى المشاركة في الحوار بطريقة بنّاءة من خلال مجلس الناتو وروسيا".
وتقول الولايات المتحدة ودول غربية إن "روسيا تحضّر هجوماً عسكرياً ضد أوكرانيا"، وهو ما نفته موسكو أكثر من مرة، معتبرة أن "هذه الاتهامات ذريعة لزيادة وجود الناتو العسكري عند حدودها".
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الأحد، أنّ واشنطن تعتقد أنّ فرض عقوبات على روسيا الآن قد لا يكون له تأثير رادع في وقف "العدوان المحتمل ضد أوكرانيا".
كييف لا ترى أي سبب في الحديث عن خطط لغزو روسي
في المقابل، أكد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أليكسي دانيلوف، اليوم الإثنين، أن "كييف لا ترى أي سبب في الحديث عن خطط لغزو روسي وشيك واسع النطاق ضد أوكرانيا، فهي تسجل تحركات القوات بالقرب من الحدود منذ فترة طويلة".
وقال دانيلوف، خلال إحاطة إعلامية، "اليوم لا نرى أي أساس لتأكيد شن هجوم واسع النطاق على بلدنا. هذا من المستحيل القيام به عملياً. هل هناك أي تحركات للقوات المسلحة الروسية على أراضي روسيا اليوم؟ نعم، نحن نسجل هذا، وهذا لا يفاجئنا. قد يفاجئ هذا شركاءنا الأجانب عندما شاهدوا أخيراً وجود قوات.. هذا الوضع منذ فترة طويلة ... منذ عام 2014".
وأكد أن "كييف لا تنوي شن هجوم على أحد"، قائلاً إن "مطاراتنا تستقبل طائرات تساعدنا عبر أسلحة دفاعية"، مؤكداً أن "هذا هو بالضبط سلاح للدفاع، لن نهاجم أحداً، هذا بلدنا ولن نتنازل عنه لأي شخص"، مشيراً إلى أنه "يوجد الآن كثيرون يريدون مساعدة أوكرانيا بالسلاح في حالة العدوان الروسي".
وأوضح دانيلوف أن "مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني لا يسجل إجلاءً جماعياً للدبلوماسيين عن البلاد، فلقد أعلنت ثلاث سفارات فقط خططاً للإجلاء".
وقال، في هذا الصدد، إنه "حتى الآن، لدينا معلومات عن 3 سفارات، نحن نتحدث عن 3 دول أعلنت خططاً للإجلاء، وهناك 49 دولة لا تسير في هذه الخطى. وتحدد كل دولة بصورة مستقلة، من حيث مواطنوها الموجودون في أراضي بلدنا".
وأشار دانيلوف إلى أنه "لا يوجد اليوم مغادرة جماعية للدبلوماسيين، بمن فيهم الروس، من أوكرانيا". مضيفاً أنه "كانت هناك دعاية إعلامية كبيرة بشأن الحرب تشير إلى مغادرة موظفي المؤسسات (الدبلوماسية) الروسية للبلاد بأعداد كبيرة، فنحن لا نرى هذا ... أؤكد مرة أخرى، لا نرى إجلاءً جماعياً عن بلادنا اليوم من موظفي السفارات الدبلوماسيين".
وأوضح أن "الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا أعلنت مقترحات لإجلاء موظفي سفاراتها".
وأعلنت الولايات المتحدة، في وقت سابق من اليوم الاثنين، أنها "أمرت بمغادرة أفراد عائلات موظفيها المؤهلين من سفارتها لدى أوكرانيا، مؤكدة أنه يجب على جميع المواطنين التفكير في المغادرة بسبب تهديد روسيا بالقيام بعمل عسكري".
واقترحت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الإثنين، على أفراد عائلات دبلوماسييها وموظفي المنظمات الألمانية في أوكرانيا، مغادرة البلاد إذا أرادوا.
وبدأت السلطات الأسترالية، اليوم الإثنين، إجلاء عائلات الدبلوماسيين عن كييف، على خلفية ما يُزعَم بشأن تفاقم محتمل للوضع، ونصحت مواطنيها في أوكرانيا بمغادرة البلاد.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، اليوم الإثنين، سحب بعض موظفي سفارتها وعائلاتهم في العاصمة الأوكرانية كييف، على خلفية ما يزعم بـشأن "التهديد المتزايد من جانب روسيا".
كما أعلن وزير خارجية النمسا، ألكسندر شالينبرغ ، أن "بلاده لديها خطط لإجلاء موظفي سفارتها في أوكرانيا، في حال تدهور الوضع الأمني هناك".
وتؤكد روسيا أن "التصريحات بشأن الإعداد المزعوم لهجوم روسي تمهّد لخلق غطاء إعلامي لاستفزاز روسيا عسكرياً، على نطاق واسع".