"لمواجهة روسيا".. أميركا ترسل مساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا
أعلنت السفارة الأميركية في كييف عن وصول الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة إلى أوكرانيا.
ووفق بيان نشرته الصفحة الرسمية للسفارة، تشمل هذه الشحنة نحو أكثر من 90 طناً من الأسلحة الفتّاكة، بما في ذلك ذخيرة للمدافعين عن خط المواجهة الأوكراني.
وقال مسؤولان أميركيان لصحيفة "Defense One"، أمس الجمعة، إن من المتوقع أن تسلم الولايات المتحدة المزيد من المعدات الدفاعية إلى أوكرانيا "لمواجهة التصعيد الروسي السريع للتحركات العسكرية والدبلوماسية على طول الحدود الأوكرانية".
ووفقاً لبيان مجلس الأمن القومي، نشرته الصحيفة، فإنه "لتسريع تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، أذن الرئيس جو بايدن لوزارة الخارجية بالسماح بنقل المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الموجودة بالفعل في أيدي الحلفاء".
ووافق بايدن أيضاً على إرسال 200 مليون دولار "لدعم إضافي لتلبية احتياجات أوكرانيا الدفاعية الطارئة"، وفقاً لمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية.
من جهتها، وافقت وزارة الخارجية، الأربعاء الفائت، على نقل صواريخ أميركية الصنع، من مخزون أعضاء حلف الناتو من دول البلطيق إلى أوكرانيا، تشمل صواريخ مضادة للدبابات من طراز (جافلين) من إستونيا، وصواريخ (ستينغر) المضادة للطائرانت من مخزوني لاتفيا وليتوانيا.
وأشارت صحيفة "Defense One" إلى أن البنتاغون يبحث كذلك في قواعده وقواته في أوروبا في إرسال المزيد من الأسلحة. وقال مجلس الأمن القومي في البيان إن "الولايات المتحدة تقوم بتحديد المعدات الإضافية الموجودة في مخزونات وزارة الدفاع، والتي يمكن تسليمها بموجب برنامج المواد الدفاعية الزائدة، من بين آليات أخرى، وقد أبلغنا الكونغرس مؤخراً نيته تسليم طائرات هليكوبتر من طراز مي-17".
وفي السياق عينه، أعلن وزراء دفاع استونيا ولاتفيا وليتوانيا في بيان، يوم أمس الجمعة، أن الدول الثلاث الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ستزود أوكرانيا بصواريخ أميركية مضادة للدروع والطائرات.
يجدر بالذكر أن الإدارة الأميركية كانت قد أرجأت إرسال هذه المساعدات العسكرية في وقت سابق لكييف، بغرض إتاحة "مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية لتخفيف التوترات" مع روسيا.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت الشهر الماضي أسلحة خفيفة وذخيرة إلى أوكرانيا، في إطار حزمة مساعدات كانت قد أُقرّت سابقاً.
يشار إلى أن المساعدات العسكرية الأمنية الأميركية لأوكرانيا ليست وليدة اللحظة، فقد بدأت منذ العام 2014، إلا أنَّ الولايات المتحدة حولت خلال العام الماضي ما قيمته 650 مليون دولار من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وهو الأكبر خلال عام منذ بدء المساعدة.
هذا العام (2022)، تضمن قانون تفويض الدفاع الوطني المالي الذي وقّعه الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم 300 مليون دولار لمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا، التي تدعم القوات المسلحة الأوكرانية، و4 مليارات دولار لمبادرة الدفاع الأوروبية، و150 مليون دولار للتعاون الأمني مع دول البلطيق.
وعلى الرغم من استبعاد الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال عسكريين أميركيين إلى أوكرانيا في حال حدوث ما سمّاه غزواً روسياً، فإنَّ الجيش الأميركي نشر جنود نخبة من قوات خاصة في أوكرانيا، وهم يشاركون في تدريب القوات الخاصة الأوكرانية، وفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أنتون سيميلروث.
وتستفزّ عمليات التدريب ونقل السلاح التي تقوم بها الولايات المتحد روسيا وتثير قلقها من إعادة إنتاج سيناريو الحرب الباردة وما بعدها، الذي اعتمد على تعزيز الأحلاف العسكرية على حدود الدولة الروسية.
ودعت موسكو الولايات المتحدة إلى وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، معتبرةً أن "هذا يعتبر تهديداً مباشراً لروسيا".
وتتهم الدول الغربية وكييف روسيا بحشد نحو 100 ألف جندي عند حدود أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل، فيما تنفي موسكو هذه الاتهامات، وتؤكد أنها "لا تخطط لشن هجوم على أي بلد"، وتقول إنها مهدَّدة من الحلف الأطلسي الذي يسلّح كييف وينشر طائرات وسفناً في منطقة البحر الأسود.
هذا وأعلنت أيضاً بريطانيا "تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية خفيفة ومضادة للدبابات"، وأشارت إلى أن "عدداً قليلاً من الموظفين البريطانيين سيدربون الجنود في أوكرانيا، ثم يعودون إلى المملكة المتحدة".