موسكو: لا يوجد سبب جوهري للتفاؤل بشأن مشاورات الضمانات الأمنية مع واشنطن

لاتزال المباحثات الأميركية الروسية في فيينا مثار جدل، وسط اتهامات وتحذيرات بين الطرفين، حيث أعرب الكرملين عن عدم تفاؤله بشأن الضمانات الأمنية، فيما تستبعد واشنطن من جانبها حصول تقدم في المباحثات الراهنة.
  • المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: تمّ تنبيه الوفد الأميركي

أعلن الكرملين اليوم الثلاثاء "ألا سبب جوهرياً للتفاؤل بشأن المحادثات الأمنية في جنيف".

وقال مصدر في الوفد الروسي المفاوض، إنّ الجانب الأميركي وعد أن يرد خطياً على مقترحات الضمانات الأمنية التي طالبت بها روسيا.

وأضاف ديمتري بيسكوف السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّه "تمّ تنبيه الوفد الأميركي إلى أنّ عدم القبول بالضمانات الأمنية سيهدد الأمن العالمي".

وكشف المصدر نفسه أنّ "الكرملين سيقرر في المستقبل القريب ما إذا كان من المنطقي مواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية".

ووفق المتحدث باسم الكرملين فإن "هناك جولة مباحثات جرت أمس الإثنين، والتي ربما أعطت المقطع الأساسي، والأهم للصورة، لكنها لا تزال غير مكتملة".

وتعليقاً على آفاق مواصلة المباحثات بشأن الضمانات الأمنية، أوضح بيسكوف أنه "سيتم استكمال المباحثات خلال بضعة أيام، وبعد ذلك فقط سيكون من الممكن أن نفهم بشكل أو بآخر كيف سنتحرك وبأي طريقة، وهل سيكون هناك منطق في ذلك".

يأتي ذلك، فيما أعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي استعداد الولايات المتحدة لبحث مسألة نشر الصواريخ في أوروبا مع روسيا.

واشنطن تستبعد تحقيق تقدم في المحادثات مع موسكو

وفيما تستعد روسيا لعقد محادثات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) غداً، ومع الاتحاد الأوروبي في فيينا، بعد غدٍ الخميس، استبعدت الولايات المتحدة من جهتها، تحقيق أي تقدم في هذه المحادثات.

هذا ما توقعه المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، غداة المفاوضات الروسية الأميركية في جنيف أمس الإثنين.  وبالتزامن، نددت السفارة الروسية في واشنطن بتصريحات البيت الأبيض، حول "عدم واقعية المواقف الروسية".

واعتبرت السفارة الروسية أنّ نهج الولايات المتحدة يظهر "تدني ثقافتها في التفاوض". ودعت الأميركيين إلى "التخلي عن المضاربات في العلاقة بشركائهم في المحادثات".

وكان برايس قد قال إنه "لا يتوقع انفراجاً في محادثات جنيف حول أوكرانيا"، لكنه قال إنّ "واشنطن وموسكو ستواصلان استكشاف سبل الحل".

وأضاف "لقد كنا واضحين جداً، الروس كانوا علنيين للغاية بشأن القضايا التي أثاروها، ونحن كنا واضحين أنّ هناك بعض المجالات التي تتداخل عندما يتعلق الأمر بالمخاوف الأمنية".

وكرر موقفه قائلاً: "لا أتوقع أن يتم تحقيق أي اختراقات يومي الأربعاء والخميس. هذه بداية عملية دبلوماسية نرحب بحقيقة أنّ الاتحاد الروسي يشارك في هذا الحوار معنا، ونعتقد أنه مهم".

بدورها، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها يتابعون المفاوضات في جنيف مع روسيا، ويحذّرون موسكو من عقوبات شديدة إذا مضت قدماً في نياتها العسكرية"، مضيفة أنّ "واشنطن تعزز دفاعات دول المواجهة مع روسيا ولا سيما أوكرانيا".

وتابعت غرينفيلد أنه "نراقب عن كثب التحشيد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، ورغبتنا تبقى في التوصل إلى حل دبلوماسي. أما إذا اختارت روسيا سبيل الصراع فإن موقف الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها كان واضحاً فنحن على استعداد لإلحاق كلفة هائلة على الاقتصاد الروسي، وتعزيز حضور الناتو في دول خط الدفاع الأول، وزيادة المساعدة الدفاعية لأوكرانيا".

ريابكوف: المباحثات بشأن الاستقرار الاستراتيجي صعبة

في المقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بعد الاجتماع مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي وندي شريمان في جنيف، إنّ "المباحثات  بشأن الاستقرار الاستراتيجي كانت صعبة"، مستبعداً "تحقيق أي تقدم بشأن مسألة عدم توسع الناتو".

في الوقت الذي جددت فيه واشنطن طلبها "سحب الجنود الروس من حدود أوكرانيا". 

وكان ريابكوف قال أمس الإثنين إنّ "أميركا قد تشهد تدهوراً في الوضع الأمني إذا لم تأخذ الحوار بجدية"، مضيفاً أنّ "موسكو مستعدة لسماع ما ستقوله الولايات المتحدة بشأن عدم نشر صواريخ على الأراضي الأوكرانية".

وأشار إلى أنه "لا يمكن إجراء حوار بناء خلال مفاوضات الضمانات الأمنية في جنيف إلا في سياق مراجعة قرارات قمة بودابست بشأن مستقبل أوكرانيا في حلف الناتو".

واستبعدت روسيا، الأحد الماضي، تقديم "أي تنازل" قبيل بدء محادثات في جنيف مع الولايات المتحدة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا، فضلاً عن السعي إلى تقريب وجهات نظر حول الأمن في أوروبا.

وتتهم الدول الغربية وكييف، روسيا، بحشد نحو 100 ألف جندي عند حدود أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل. وقد هدّدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات "هائلة" وغير مسبوقة في حال هاجم جارته. 

في المقابل، تنفي روسيا هذه الاتهامات، وتؤكد أنها "لا تخطط لشن هجوم على أي بلد"، وتقول إنها مهدّدة من الحلف الأطلسي الذي يسلّح كييف وينشر طائرات وسفناً في منطقة البحر الأسود.

المصدر: الميادين نت + وكالات