المفوضية الأوروبية تطالب بإشراك أوروبا في أي محادثات بشأن أوكرانيا
شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة على أهمية أن تكون أوروبا طرفاً في أي مفاوضات بين الروس والأميركيين حول الأمن في أوروبا.
وفي تصريحات تسبق محادثات أمنية حاسمة مقررة بين الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل، قالت فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي في باريس، إنه "مهما كان الحل، يجب إشراك أوروبا"، مضيفةً "لن يكون هناك حلاً إلّا بحضور أوروبا".
ومن المقرر أن تبدأ محادثات أميركية روسية الإثنين المقبل في جنيف، يليها اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا واجتماع آخر في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقال ماكرون من جهته إن "الوضع الجيوسياسي في المنطقة يتطّلب أن تكون أوروبا قادرة على طرح رؤيتها للأمور والعمل والجلوس حول الطاولة مع الأطراف المعنية"، مضيفاً: "سنطرح معاً رؤيتنا لهندسة الأمن الأوروبي".
وأشار إلى أنه طرح مع المستشار الألماني أولاف شولتس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إقامة اجتماع جديد مع أوكرانيا "في الأسابيع المقبلة".
وتتولى فرنسا حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر منذ مطلع كانون الأول/يناير.
ويتهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا، منذ أسابيع، روسيا بالتخطيط لـ"اجتياح أوكرانيا"، فيما تنفي الأخيرة هذه الادعاءات، وتؤكد أنّ ضمان أمنها يتمّ بمنع أيّ توسّع لحلف شمال الأطلسي الذي تعتبره تهديداً وجودياً لها، وبوضع حدّ للأنشطة العسكرية الغربية التي تؤكّد أنّها تجري على مقربة من حدودها.
وموسكو مستاءة منذ عدة أشهر من الصيغة الرباعية للاجتماع (فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا) وتفضّل المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة، فيما تخشى بروكسل من أنها باتت مهمّشة حيث تناقش الولايات المتحدة وروسيا توازن القوى في أوروبا.
وتحدث ماكرون عن الاتصالات المباشرة التي بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، قائلاً "أظّن أنه أمر جيّد"، مشيراً إلى "التنسيق المثالي" بين الأوروبيين والأميركيين حول هذا الموضوع.
وقال ماكرون إنه "على الاتحاد الأوروبي أن يتحاور مع روسيا"، وهو موضوع تمّت مناقشته بين الدول الأعضاء لا سيّما الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وأضاف ماكرون أن "الحوار ليس تنازلاً، بل أولاً أن نكون قادرين على تقييم خلافاتنا وأيضاً محاولة بناء المستقبل"، داعياً إلى "حوار صريح ومتطلّب ومنسّق"، محدداً أنه سيلتقي مرة أخرى "في الأيام المقبلة" بفلاديمير بوتين.
هذا وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تعهّد منذ يومين بدعم التكتل الكامل لأوكرانيا، مؤكداً أن "أي عدوان عسكري ضد أوكرانيا ستكون له عواقب مربكة وتكاليف باهظة".