خطيب زاده: المفاوضات لن تبقى إلى الأبد والكرة في ملعب واشنطن لإثبات جديتها
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم الإثنين، أنّ وفد إيران المفاوض سيصل فيينا اليوم لمواصلة المفاوضات حول العودة للالتزام بالاتفاق النووي الموقع في 2015، مجدداً التأكيد رفض بلاده وضع سقف زمني للمفاوضات التي انطلقت العام الماضي.
وقال خطيب زاده في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: "وفدنا سوف يصل إلى فيينا اليوم، وستبدأ المحادثات المتعددة الأطراف والثنائية"، مبيناً أنّ "الاجتماعات بين إيران والصين وروسيا مستمرة".
وأضاف أنّ "علاقات طهران وموسكو وبكين جيدة في المحادثات وخارج المحادثات"، لافتاً إلى أنّ "مفاوضاتنا في فيينا اليوم تمضي في ظل إثباتنا فشل سياسة الضغط الأقصى الأميركي".
وأكد خطيب زاده أنّ "نافذة المفاوضات لن تبقى مفتوحة إلى الأبد"، مشيراً إلى أنّ "الزمن حساس وإيران لن تتحمل لوحدها مواصلة الاتفاق النووي".
وتابع أنّ "الخيارات على طاولة طهران موجودة"، موضحاً أنه "على الأطراف الأخرى أن تمضي في المفاوضات للوصول إلى اتفاق جيد".
كما اعتبر أنّ "الكرة اليوم في ملعب الولايات المتحدة والأطراف الغربية ليثبتوا جديتهم في الالتزام بالاتفاق"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن للأطراف الغربية مطالبتنا في فيينا بما هو أكثر أو ما أقل من الاتفاق النووي".
وأكد خطيب زاده أنّ " إيران اليوم في فيينا من أجل تحقيق مصالح الشعب الإيراني في رفع العقوبات والحصول على امتيازات الاتفاق النووي"، مضيفاً أنّ "الوقت لا يزال مبكراً للحكم على نوايا الترويكا الأوروبي وأميركا وجديتهم".
وأشار إلى أنه "يجب أن نتأكد من حصولنا على جميع امتيازاتنا ورفع عوائق عمل الشركات والبنوك العالمية مع إيران"، مشدداً على أنّ التفاوض في فيينا يجب أن يتمّ بدقة، مؤكداً رفض بلاده "أي برنامج زمني مزيف".
وتعليقاً على سؤال عن دور ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، في المحادثات مع الولايات المتحدة، قال خطيب زاده إنّ "هناك محادثات ثنائية بين إيران ومجموعة 4+1 ومحادثات متعدة الأطراف، ولا يهمنا ما هي الآلية التي يتحدث بها بقية الأطراف".
وأضاف أنّ هناك "آلية واضحة في فيينا وكل ما تم تبادله بين إيران وأميركا لم يكن سوى نصوص مكتوبة ولم يتم نقل رسائل شفاهية بيننا وبين واشنطن"، لافتاً إلى أنّ "الولايات المتحدة تريد مفاوضات مع إيران منذ بدأت سياسة "الضغط الأقصى" ضدها.
يُشار إلى أنّ الجولة الثامنة من مفاوضات فیینا التی توقفت لمدة 3 أیام بسبب عطلة رأس السنة المیلادیة، ستستأنف مساء الیوم. ورغم الإعلان عن توقف مفاوضات فیینا إلا أنه استمرت المشاورات غیر الرسمیة وتبادل النصوص فی الاجتماعات غیر الرسمیة بین وفود خبراء إیران والوفود المشارکة فی فیینا.
خطيب زاده: الشهيد سليماني رمز المقاومة والوحدة
وفي الذكرى الثانية لاغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، قال خطيب زاده إنّ "الكيان الصهيوني المزيف يقف خلف الكثير من عمليات الاغتيال المجرمة"، لافتاً إلى أنّ "اتهامات الكيان الصهيوني تشير إلى خوفه حتى من صورة الشهيد سليماني".
وأكد أنّ "الشهيد سليماني رمز المقاومة والوحدة"، مضيفاً أنه "ضحى بحياته من أجل حماية إيران والإسلام وأصبح خالداً".
كما شدد خطيب زاده على أنّ "وزارة الخارجية لن توقف إجراءاتها حتى تقديم فاعلي جريمة اغتيال الشهيد سليماني ومرتكبيها والمخططين لها ومنفذيها للعدالة".
خطيب زاده: سياسة الخارجية الإيرانية متوازنة
وفي ما يخص زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى روسيا، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى الصين، أكد خطيب زاده أنّ "سياسة الخارجية الإيرانية متوازنة، نشطة، وذكية وستوظف كل إمكاناتها لخدمة البلاد".
ولفت إلى أنّ "تطلعنا إلى الشرق هو جزء أصيل وعميق من سياساتنا وليس ردة فعل"، مضيفاً أنّ "علاقاتنا مع الصين علاقات طبيعية والبعض يسعى للتشكيك".
وأشار خطيب زاده إلى أنّ "زيارة رئيسي إلى موسكو ستكون شاملة لمواضيع مختلفة بين البلدين وهناك بعض الاتفاقيات يتم تحضيرها"، لافتاً إلى وجود مساعي في الوقت الحالي "لتنظيم وثيقة تعاون شاملاً بين البلدين".
خطيب زاده: طهران تتواصل مع جميع الأطراف الأفغانية
أما في الشأن الأفغاني، قال خطيب زاده إنّ إيران "أكدت مراراً ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان تضم مختلف مكونات الشعب الأفغاني".
ولفت إلى أنّ "طهران على الرغم من المشاكل والاختلافات تسعى إلى توفير المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني"، مشيراً إلى أنّ "طهران تتواصل مع جميع الأطراف الأفغانية ونقلنا بوضوح موقفنا".
وتابع خطيب زاده أنّ "ما تشهده المنطقة من أزمات اليوم هو تواجد قوات أجنبية طماعة تسعى للهيمنة عليها"، مضيفاً: "نوصي واشنطن بالنظر لواقعية لدول المنطقة بدل وضع المؤامرات لزعزعة أمن منطقتنا".
وحول المفقودين الـ9 الإيرانيين على الحدود السورية التركية، أكد أنه "من خلال متابعة وزارة الخارجية والتعاون مع أنقرة ودمشق سيعود اليوم الإيرانيين التسعة إلى إيران".