أميركا تتّهم روسيا بمواصلة "التصعيد" والحشد العسكري عند حدود أوكرانيا
اتّهمت الولايات المتحدة روسيا مجدداً، اليوم الأربعاء، بمواصلة "التصعيد" عند الحدود مع أوكرانيا، وحذّرتها مرةً جديدةً من مغبّة "أيِّ عدوانٍ" على جارتها.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريحٍ إلى وكالة "فرانس برس"، إنَّ "روسيا تواصل التصعيد، ولم تتراجع عن تعزيز انتشارها العسكري عند الحدود مع أوكرانيا".
وحذّر المتحدث باسم الخارجية الأميركية من أن "أيَّ عدوانٍ ضد أوكرانيا ستكون له عواقبُ وخيمةٌ وكلفةٌ باهظةٌ"، مكرِّراً التلويح بعقوباتٍ غيرِ مسبوقةٍ سبق أن هدّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بفرضها على موسكو.
وتابع: "نحضّ روسيا بشدَّةٍ على الانخراط في احتواء التصعيد، عبر سحب قواتها من المناطق القريبة من الحدود مع أوكرانيا"، موضحاً أن "هدفنا هو احتواء التصعيد من خلال الدبلوماسية".
وأكد أن "الولايات المتحدة مستعدةٌ للانخراط في المسار الدبلوماسي في شهر كانون الثاني/يناير عبر قنواتٍ عديدةٍ"، مشدّداً على أن واشنطن وحلفاءها "يراقبون الأوضاع عن كثب".
ويأتي ذلك في وقتٍ أفادت ألمانيا برصد "تحركاتٍ عسكريةٍ جديدةٍ من جهة روسيا".
قناة أوكرانية: الجيش الأوكراني أجرى مناورات بصواريخ "غافلين"
من جهتها، قالت قناة "دوم" التلفزيونية الأوكرانية، اليوم الأربعاء، إنَّ "الجيش الأوكراني أجرى مناوراتٍ قتاليةٍ باستخدام صواريخ غافلين الأميركية المضادة للدبابات، في منطقةِ صراعٍ شرق البلاد"، وهي الصواريخ التي وافقت أميركا على بيعها لليتوانيا الواقعة على حدود روسيا أيضاً، في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر مع روسيا.
وفي وقتٍ سابقٍ من اليوم، قال أكبر مسؤولٍ أمنيٍّ في أوكرانيا، أوليسكي دانيلوف، إنَّ "قرابة 122 ألف جنديٍّ روسيٍّ موجودون على بعد 200 كيلومتر من حدود أوكرانيا.
وكان دانيلوف قد أبلغ وكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي، أنَّ "روسيا ستحتاج إلى ما بين 500 ألف و600 ألف جندي على الأقل على الحدود، لإبقاء الوضع تحت السيطرة في حالة الهجوم".
والتصعيد حول أوكرانيا محور مشاورات بين الحلفاء الغربيين وروسيا، التي دُعيت إلى إجراء مفاوضات في إطار "صيغة نورماندي"، التي تضم ممثلين عن فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، بينما تفضّل روسيا إجراء محادثات أحادية مع الولايات المتحدة.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، آنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء، إنَّ "الحوار مع موسكو ضروريٌّ، سواء أكان في إطار صيغة نورماندي مع فرنسا وأوكرانيا، أم عبر محادثات في مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي".
وتعليقاً على مبادرة روسيا بشأن الضمانات الأمنية التي سلّمتها إلى أميركا، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنَّ ردَّ الأميركيين عليها كان "عمليّاً".
وتوقّع لافروف "إجراء أول جولة من المباحثات بشأن الضمانات الأمنية في أوائل كانون الثاني/يناير من العام المقبل"، وهو ما قالته أيضاً الولايات المتحدة أمس، وتحديداً بشأن أوكرانيا، وعلى نطاقٍ أوسع حول الأمن في أوروبا.
ومنذ عدة أسابيع تتّهم الولايات المتحدة ودول الغرب روسيا بأنها تُعِدُّ لهجوم عسكري على أوكرانيا، وهو ما نفته روسيا أكثر من مرة.