بوتين يدعو إلى إجراء مفاوضات فورية أمنية مع "الناتو"
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إلى "إجراء مفاوضات فورية مع دول حلف شمال الأطلسي، ومن ضمنها الولايات المتحدة، فيما يتعلق بالضمانات التي يجب تقديمها إلى روسيا بشأن أمنها"، وذلك على خلفية ما تمَّت إثارته مؤخراً بشأن توتراتٍ بينها وبين أوكرانيا.
وأوضح الكرملين في بيانٍ، بعد محادثةٍ جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفنلندي سولي نينيستو، أنَّ بوتين أشار إلى ضرورة إطلاق مفاوضاتٍ مع الولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسي فوراً، من أجل "تحديد الضمانات القانونية لأمن بلادنا، بهدف استبعاد التوسع المستقبلي للحلف نحو الشرق، ونشر منظومات أسلحة تهدّد روسيا في أوكرانيا ودول أخرى مجاورة"، مشيراً إلى أنَّ "فنلندا وسيطٌ تقليديٌّ بين روسيا وأخصامها الغربيين".
روسيا: انضمام كييف إلى حلف "الناتو" "خطٌّ أحمر"
وفي لقاءٍ عبر الفيديو مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، طلب الرئيس الروسي من نظيره الأميركي جو بايدن "ضمانات قانونية لاستبعاد كل توسع جديد للحلف الأطلسي"، في وقتٍ تعتبر موسكو أن الغربيين انتهكوا الوعود التي قطعوها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عبر تشريع أبواب الحلف لدول أوروبا الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة.
من هذا المنطلق، تعتبر روسيا أن احتمال انضمام كييف إلى الحلف هو "خطٌّ أحمر".
ويرفض الكرملين الاتهامات التي أطلقتها الدول الغربية بشأن نيّته القيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا. ويقول الكرملين إنَّ روسيا "مهدَّدة من جانب حلف الأطلسي، الذي يسلّح كييف، ويكثّف نشره الطائرات والسفن في منطقة البحر الأسود".
واتّهم بوتين، من جديد، السلطة الأوكرانية بانتهاك "اتفاقات مينسك"، التي وضعت خريطة طريق لتحقيق السلام في شرقي أوكرانيا (دونباس).
وأشار الكرملين إلى أن "الرئيس الروسي لفت بصورة خاصة إلى أن السلطات الأوكرانية تراهن بوضوح على القوة في انتهاك اتفاقات مينسك، مستخدمة في دونباس أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة مقاتلة".
وأمس، قال الكرملين، في بيانٍ، إنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعرب، خلال اتصال بالرئيس فلاديمير بوتين، عن قلقه بشأن "التحركات الكبيرة المزعومة للقوات الروسية".
وقالت الحكومة البريطانية إنّ جونسون طلب من بوتين "خفض التوتر" مع أوكرانيا، محذّراً من أنّ أي تدخل عسكري سيشكّل "خطأً استراتيجياً".
وأول أمس، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنّ الخطاب العدواني الذي تتبناه الولايات المتحدة لا يساهم في تخفيف توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أنّه أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ روسيا ستدفع "ثمناً باهظاً"، وستواجه عواقب اقتصاديةً مدمِّرة، إذا غزت أوكرانيا.