"إسرائيل" وانفجار مخيم البرج الشمالي: نفي المسؤولية وتوظيف النتيجة
الانفجار الذي وقع في مخيم "البرج الشمالي" للاجئين الفلسطينيين الواقع شرق مدينة صور جنوبي لبنان، يوم الجمعة الماضي، كان موضع اهتمام سياسي وإعلامي إسرائيلي، ربطاً بتقارير استخباراتية وإعلامية إسرائيلية سابقة تحدثت عن بنية عسكرية وتسليحية لحركة "حماس" في منطقة صور، وما تنطوي عليه من تهديد مثير للقلق بالنسبة لـ "إسرائيل".
وكان لافتاً، مسارعة وزير الأمن بني غانتس، بُعيد الانفجار، إلى نفي مسؤولية "إسرائيل" عنه، وتوجيه النقاش نحو (تعزيز) قدرات حركة "حماس" العسكرية في لبنان.
وفيما لاذ المسؤولون العسكريون والأمنيون بالصمت، أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً بالانفجار، حيث تم التركيز على عدم مسؤولية "إسرائيل" عنه، رغم أنها تتابع بقلق تسلح حركة "حماس" في لبنان.
الانفجار شكّل مناسبة لإعادة التحريض على تزود فصائل المقاومة بالسلاح من خلال تسليط الضوء على مخاطر تخزينها، وعلى تمركز حركة "حماس" في لبنان، وسعيها لـ"إزعاج إسرائيل"، انطلاقاً من لبنان في العملية العسكرية القادمة بين "إسرائيل" وقطاع غزة، من جهة ثانية.
غانتس ينفي مسؤولية "إسرائيل"
نفى وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، أثناء مشاركته في المؤتمر السنوي للمنظمة الموالية لـ "إسرائيل" IAC في فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، وجود أي علاقة لـ "إسرائيل" بالانفجار الذي حصل في مخيم قرب صور، وقال: "نحن نتابع ما يجري في الأماكن التي تخزن فيها ذخائر في مناطق مدنية، وللأسف، مثل هذه الأمور تحصل، ولا أستطيع التطرق إلى هذا".
ورداً عن سؤال حول وجود "يد غريبة في الموضوع"، أجاب غانتس: "لا، لا، لا دخل لنا بهذه الأمور، افترض مع وجود آلاف الصواريخ المخزنة في لبنان، فإنه يمكن أن يحدث أخطاء، وللأسف حصل خطأ".
"إسرائيل" قلقة
أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً بالانفجار في مخيم البرج الشمالي، لا سيما من زاوية أنه يُضيء على تزايد تمركز حركة "حماس" في جنوب لبنان.
معلقون إسرائيليون أكدوا أنه "لا يوجد أي أدلة حالياً بأن المؤسسة الأمنية والعسكرية (في إسرائيل) متورطة في الانفجار"، وأضافوا أن "الأمر ناتج عن حادث، كما يبدو". ومع ذلك، أشار معلقون إلى "أنه من الصعب القول إن أحداً في إسرائيل ذرف دمعة نهاية الأسبوع على انفجار المسجد".
النقطة الأكثر حضوراً في التغطية الإسرائيلية لانفجار مخيم البرج الشمالي كانت موضوع "تسلح المنظمات الفلسطينية في جنوب لبنان"، حيث أشار معلقون إلى أن "إسرائيل" تتابع منذ أشهر هذا الأمر، وأضافوا أن موضوع تمركز "حماس" في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، ليس أمراً جديداً، "لكنه يقلق جداً إسرائيل".
وكشف معلقون إسرائيليون أن "حركة حماس بَنَت قوة من مئات المقاتلين، يتدربون على سبيل المثال على صواريخ مضادة للدروع كورنيت، وهم يبنون مخازن ليست كبيرة جداً للكاتيوشا 120 ملم، وأيضاً يجهزون مسيرات هجومية، وينشرونها في مخيمات اللاجئين المختلفة في لبنان"، وأن "فكرة حماس هي أنه في يوم الأمر، في العملية القادمة في (قطاع) غزة، ستزعج (الحركة) إسرائيل وتضايقها أيضاً من الشمال، من لبنان".