غامبيا: الناخبون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد

مراكز الاقتراع في غامبيا تفتح أبوابها أمام الناخبين، لاختيار رئيسهم المقبل من بين ستة مرشحين، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته أداما بارو.
  • الناخبون يتوجهون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس لغامبيا

فتحت مراكز الاقتراع في غامبيا أبوابها صباح اليوم السبت، لاختيار رئيس من بين ستة مترشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته آداما بارو والمعارض التاريخي حسينو بادو.

ومن ضمن أبرز المرشحين لهذه الانتخابات، الرئيس المنتهية ولايته أداما بارو الذي يسعى للحصول على ولاية ثانية عن "الحزب الشعبي الوطني"، ووزير المالية السابق باكاري بونجا داربو عن "حزب غامبيا للجميع"، وتانجان حيدرا عن "التحالف الغامبي للوحدة الوطنية"، وماي أحمد فاتي عن "المؤتمر الأخلاقي الغامبي".

وقبل فتح مراكز التصويت أبوابها صباحاً تشكلت طوابير طويلة للتصويت في بانجول والمناطق المحيطة بها، وفي سوق مانجايكوندا في ضواحي العاصمة اصطف نحو 500 شخص، وانتظروا لساعات.

ويجري التصويت من الساعة الثامنة إلى الساعة 17,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش ليختار الناخبون رئيس دولتهم المقبل عبر وضع كرة في واحدة من العلب التي تحمل ألوان المرشحين، في عملية اعتمدت منذ فترة طويلة بسبب انتشار الأمية.

كما تجري الانتخابات عادةً في دورة واحدة فقط، ويمكن أن تُعرف النتائج الأولى في وقت مبكر من الأحد.

ويولي الغامبيون اهتماماً خاصاً لهذه الانتخابات، كما يحضرها مراقبون من الاتحاد الأوروبي ومنظمة دول الكومنويلث إضافة إلى الاتحاد الأفريقي والسيدياو، وذلك أنها أول انتخابات رئاسية في البلاد منذ انتهاء حكم يحيى جامي الذي حكم غامبيا بيد من حديد لأكثر من عشرين سنة.

ويؤكد الغامبيون على وجود مشكلات ملحة تتطلب حلولاً سريعة، فنحو نصفهم يعيشون تحت خط الفقر في بلد تضرر بشدة من انتشار كورونا، فضلاً عن معاناتهم من ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت، ومن انقطاع المياه والتيار الكهربائي، وعدم الوصول إلى الرعاية الصحية.

ويتخوف الناخبون من أداما بارو "56 عاماً"، الرئيس الأسبق الذي فاز قبل 5 سنوات على يحيى جامع الذي أمضى أكثر من عشرين عاماً في السلطة شهدت جرائم مثل اغتيالات إلى حالات اختفاء قسري وجرائم اغتصاب وتعذيب.

ورفض جامع حينذاك الاعتراف بهزيمته واضطر في نهاية المطاف لمغادرة البلاد إلى غينيا الاستوائية تحت ضغط تدخل عسكري من قبل دول غرب أفريقيا.

حينها شدد أداما بارو على شعاراته حول إعادة الحريات وبناء طرق وأسواق وتهدئة العلاقات مع المجتمع الدولي، ويدعو حزبه إلى مواصلة التطورات غير المسبوقة، بحسب تصريحاته.

لكنه تراجع عن وعهده الأولي بالبقاء في منصبه لثلاث سنوات فقط خلال الفترة الانتقالية، كما خفف من التزاماته السابقة لتحقيق العدالة للمسؤولين عن الجرائم في عهد جامع، وما حدث هو العكس تماماً إذ تحالف حزبه مع حزب الرئيس المستبد السابق.

من جانبه، يقدم حسينو دربو (73 عاماً)، والمعارض الشرس ليحيى جامي، نفسه على أنه المنافس الرئيسي لبارو، وسبق لحزبه "الحزب الديمقراطي الموحد" الذي لا ما زال أحد أقوى الأحزاب في البلاد، أن حصل في الانتخابات التشريعية لعام 2017، على نحو 37% من الأصوات.

ولأول مرة في تاريخ غامبيا، وقع المترشحون الستة على مدونة سلوك من أجل خوض انتخابات هادئة، وبموجب هذه المدونة، يتعهد المترشحون الستة بـ"النأي خلال الانتخابات عن كافة أشكال التهديد والإيذاء والعنف، والتعاون مع المفوضية المستقلة للانتخابات والشرطة والمؤسسات".

ولم تشهد غامبيا، منذ استقلالها عام 1965، انتقالا سلمياً للسلطة، وفي عام 2017، فاز الرئيس الحالي آدم بارو على الرئيس السابق يحيى جامع، الذي حكم البلاد قرابة 22 عاماً، واعترف جامع في البداية بنتائج الانتخابات، لكنه تراجع عن ذلك ورفض تسليم السلطة لمنافسه مما أدخل البلاد في أزمة سياسية استمرت عدة أسابيع، قبل أن يعلن يحيى جامع بعد وساطة من الاتحاد الأفريقي، قبوله الهزيمة في الانتخابات وتنحيه عن السلطة ومغادرة البلاد.

وتعد غامبيا إحدى نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عن طريق زوارق، كما أنها إحدى دول الغرب الأفريقي تسكنها أغلبية مسلمة، وهي أصغر دولة في البر الرئيسي لقارة أفريقيا ويحدها من الشمال والشرق والجنوب السنغال، ويخترقها نهر غامبيا، ويحدها من الغرب المحيط الأطلسي.

المصدر: وكالات