باقري كني يتحدث للميادين عن شرط طهران مقابل تعليق الإجراءات التعويضيّة
أعلن كبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري كني، اليوم الجمعة، استعداد بلاده لتعليق الإجراءات التعويضيّة إذا ألغى الطرف المقابل إجراءاته التي نقضت الاتفاق النووي.
وأوضح باقري كني في تصريحٍ للميادين أنّه "منذ تقديمنا المسوّدتين عقدنا اجتماعات عدة مع الأطراف الأخرى في فيينا"، مضيفاً أنّه "نتوقع أن تقدم الأطراف الأخرى أجوبتها القانونية وأدلتها المنطقية على مقترحاتنا".
وقدّمت إيران أمس الخميس، مسوّدتين في اجتماعات فيينا بشأن إلغاء العقوبات والالتزامات النووية.
وأشار باقري كني إلى أنّه "نتفاوض للوصول إلى اتفاق كلي يمهّد الظروف لتمكين العضو المنسحب من الاتفاق من العودة إليه"، مؤكّداً أنّه "نسعى لرفع العقوبات الأميركية الظالمة وغير القانونية".
كبير المفاوضيين الإيرانيين علي باقري كني يعلن في تصريح لـ #الميادين استعداد بلاده "تعليق الإجراءات التعويضيّة إذا ألغى الطرف المقابل إجراءاته".#المفاوضات#الاتفاق_النووي#فيينا #ViennaTalks pic.twitter.com/Ll87A5GyNf
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 3, 2021
كذلك شدد كني على أنّ "الاتفاق النووي لا يزال صالحاً على رغم كل الصدمات التي لحقت به، والدليل هو أن العضو المنسحب من الاتفاق يطلب الآن التوصل إلى اتفاق".
كما لفت إلى أنّ "هذه الاجتماعات هي من أجل اتخاذ المقدمات والترتيبات اللازمة وتحديد الظروف اللازمة من أجل أن يكتسب العضو المنسحب من الاتفاق أهلية للعودة إليه".
مرندي: الخطة البديلة لإيران هي استمرارها ببرنامجها النووي
وفي سياق متصل، أوضح مستشار الفريق الإيراني المفاوض، محمد مرندي، للميادين أنّ "المسودتان تنسجمان مع خطة العمل المشتركة وتنفيذ الاتفاق"، مشيراً إلى أنّ "الإيرانيون يروا أنّ المسودة مناسبة، وإيران لن تعود إلى اتفاق 2015 إذا لم يعد الأوروبيون وأميركا".
وأردف: "تم تسليم المسودتين ليل أمس وهناك مناقشات تجرى حولهما اليوم، في ظل غضب أوروبي من المسودتين"، لافتاً إلى أنّ "هناك مسودة ثالثة إلاّ أنّه لم يتم تسليمها حتى الآن".
وبحسب مرندي، فإنّ "الخطة البديلة لإيران هي استمرارها ببرنامجها النووي وتعزيز العلاقات مع دول آسيوية"، مؤكّداً أنّ "الولايات المتحدة ستواجه صعوبات في المحافظة على موقعها من آسيا وصولاً إلى شرق آسيا".
كما لفت إلى أنّ "أميركا تواجه مشاكل عديدة وصعوبات متزايدة في التعاطي مع روسيا والصين وعليها الحد من الخسائر"، وقال إنّ "الإيرانيون ينتظرون مصير المسودتين، وبناءً عليه يتصرفون بالنسبة إلى المسودة الثالثة".
وشدد مرندي على أنّه "لا يمكن للأوروبيين والأميركيين أن يقولوا إن إيران تطالب بأكثر مما هو موجود في الاتفاق".
وفي السياق، أكّد موفد الميادين إلى فيينا أنّ "مجموعة 1+4 وإيران ستعقدان اجتماعاً أخيراً في هذه الجولة بعد ظهر اليوم".
وفي وقت سابق اليوم، أفاد موفدنا بأنّ مفاوضات فيينا ستعلّق، اليوم الجمعة، والوفود "ستعود إلى العواصم للتشاور مع المرجعيات"، مضيفاً أنّ الأوساط المتطابقة "تؤكد حصول بعض التقدّم في هذه الجولة بعد تقديم إيران للمسودتين".
وقال مسؤول إيراني مقرب من المحادثات لوكالة "رويترز" إنّ "الأوروبيين يريدون العودة إلى عواصم بلادهم للتشاور"، معبّراً عن استعداده للبقاء في فيينا لـ"إجراء المزيد من المحادثات".
وأمس الخميس، قال باقري كني إنّ "أطرافاً أخرى خارج المحادثات النووية تحاول عبر بعض أعضاء المحادثات إيجاد خلل في المفاوضات بهدف عرقلة مسار الاتفاق والمفاوضات البناءة".
عبد اللهيان: يجب على الغرب أن يأخذ مبادرته الحقيقية في إنهاء العقوبات
بالتزامن، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه "لدى فريقنا خطط ومبادرات واضحة وملموسة وعملية في كل مرحلة".
وأضاف عبد اللهيان أنّه "يجب على الغرب أن يأخذ مبادرته الحقيقية في إنهاء العقوبات ووضع حدٍّ لتكرار الشعارات السابقة التي تنتهك حقوق ومصالح الشعب الإيراني".
وتابع: "نعتقد أنّ الاتفاق الجيد متاح، لكنه يتطلب تغييراً في نهج بعض الأطراف من أدبيات التهديد إلى أدبيات التعاون والاحترام المتبادل"، مشيراً إلى أنّ "عملية المفاوضات جيدة لكنها بطيئة بشكل عام، والوفد الإيراني حاضر بشكل فاعل على طاولة المفاوضات بنية حسنة ومبادرات قابلة للتحقيق".
كذلك أوضح عبد اللهيان أنّ "الهدف من مشاركتنا في أي مفاوضات هو الإنهاء التام للعقوبات التي تنتهك الاتفاق النووي، وإيران ملتزمة بالتعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
بوريل: على جميع الأطراف إبداء مرونةً في مواصلة المحادثات
بدوره، لفت مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى أنّ "المفاوضات مهمة، وجميع الوفود المفاوضة من ألمانيا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإيران تعمل بجدٍّ للتوصل إلى اتفاق في فيينا".
وأكّد بوريل على العمل بشكل "بنّاءٍ وفاعلٍ مع كبير المفاوضين الإيرانيين وجميع الوفود للتوصل إلى اتفاق"، مشدداً على جميع الأطراف "إبداء مرونةً في مواصلة المحادثات".
يذكر أنّ المفاوضات النووية استأنفت، يوم الاثنين الماضي، للمرة الأولى منذ 5 أشهر، مستهلةً رسمياً الجولة السابعة من المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل 3 سنوات.