البنتاغون يأمر بإجراء تحقيق جديد في غارة قتلت مدنيين في سوريا
كشف المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أنّ وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمر جنرالاً كبيراً بإجراء مراجعةٍ لهجومٍ وقع عام 2019 في سوريا تسبب في سقوط ضحايا مدنيين.
وأكد كيربي أنّ قائد قيادة قوات الجيشِ الأميركي، الجنرال مايكل جاريت، سيكون أمامه 90 يوماً لإنجازِ المراجعة بشأن سقوط القتلى المدنيين في سوريا، موضحاً أنّ التحقيق "لا يشمل الضربة فحسب وإنّما الطريقة التي أجري فيها التحقيق الأولّي بشأنها وكيفية إبلاغ التسلسل الهرمي العسكري بحيثياتها".
ووفقاً للتحقيق الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" فإنّ قوّة أميركيّة خاصّة كانت تعمل في سوريا وتحيط عملياتها أحياناً بسريّة بالغة أغارت 3 مرّات في ذلك اليوم على مجموعةٍ من المدنيين قرب بلدة الباغوز، آخر معقل لـ"داعش" في حينها، مما أسفر عن مقتل 70 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
وبحسب كيربي فإنّ التحقيق الجديد الذي سيجريه الجنرال غاريت سيركّز خصوصاً على ما إذا كانت الضربة قد انتهكت أيّاً من قوانين الحرب، وكذلك أيضاً على ما إذا كانت تدابير حماية المدنيين المفترض اتّباعها وفقاً لتحقيقات سابقة أجريت في هذه المأساة قد تمّ اتّباعها بالفعل.
وأوضح كيربي أنّه "سيتعيّن أيضاً على التحقيق الذي سيجريه الجنرال غاريت أن يحدّد ما إذا كانت هناك عقوبات ينبغي أن تُتّخذ وما إذا كانت هناك إجراءات متّبعة ينبغي أن تُعدَّل".
وكان تحقيق أوّلي أجرته القيادة المركزيّة الأميركيّة “سنتكوم” التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط خلص إلى أنّ الغارة الجوية التي استهدفت الباغوز في ذلك اليوم تمّت في إطار “الدفاع المشروع عن النفس” وكانت “متناسبة” و”اتّخذت خلالها خطوات ملائمة لاستبعاد إمكانية وجود مدنيين".
وأضاف التحقيق الأولي أنّ بعضاً من النساء والأطفال “سواءً بناءً على عقيدة تلقّنوها أو على خيارهم الشخصي، قرّروا حمل السلاح في هذه المعركة وبالتالي لم يكن بالإمكان اعتبارهم محض مدنيين"
وبحسب “نيويورك تايمز”، فإنّ الغارة شنّتها وحدة القوّات الخاصّة “تاسك فورس 9” بطلب من قوّات سوريا الديموقراطيّة.
ووفقاً لسنتكوم فإنّ “موقعاً لقوات سوريا الديموقراطية كان تحت نيران كثيفة ومعرّضاً لخطر الاجتياح، ما استدعى غارات جوية دفاعية على مواقع داعش”، لافتاً إلى أنّ "قوات سوريا الديموقراطية وقوات العمليات الخاصة على الأرض لم تبلغ عن وجود أيّ مدنيّين في المنطقة".
يُشار إلى أنّ القوّات الأميركية في سوريا نقلت في وقتٍ سابق من آذار/ مارس الماضي مسلحين من تنظيم "داعش" من سجن الهول شرق الحسكة، إلى قاعدتها في مدينة الشدادي بريف المدينة الجنوبي، بهدف دفعهم للقتال ضدّ الجيشين السوري والعراقي.