"ذا غراي زون": منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تلاعبت بنتائج التحقيق بهجوم دوما
نشر موقع "The Grayzone" تحقيقاً مفصلاً كشف فيه سلسلة من "عمليات الخداع التي قامت بها قيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإفساد عملية التحقيقات في الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما السورية".
وذكر الموقع في تحقيقه أنّه "في الأيام الأولى من تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هجوم كيميائي مزعوم في دوما السورية، استبعد خبراء السموم غاز الكلور كسبب للوفاة لأكثر من 40 مدنياً تم الإبلاغ عنهم في مكان الحادث".
وأكّد التحقيق أنّه "بدلاً من نشر هذه النتيجة، قام كبار مسؤولي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإخفائها، ثم فتحوا تحقيقاً مع مفتش متمرّس ليشكك في الرقابة".
وأضاف: "بدأ التلاعب عندما أصدرت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقريراً من 115 صفحة في حزيران/يونيو 2018. ولم يجد التقرير أي دليل على هجوم بالأسلحة الكيماوية في دوما".
وبحسب التحقيق، فإنّ هذا التقرير تمّ إخفاؤه، ليقوَض الهجوم كذريعة معلنة للضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على سوريا قبل شهرين، وأثار احتمال أن يكون المتمردون قد شنوا حادثة 7 نيسان/أبريل 2018 لتأطير الحكومة السورية".
كذلك، كشف التحقيق أنّه خلال بعثة فريق من "OPCW" للقاء عدد من علماء السموم في ألمانيا، تم التوصّل إلى أنّ البداية السريعة من الرغوة الغزيرة التي أظهرتها الفيديوهات التي قيل إنّها توثق ما حدث في دوماـ، لم تكن متوافقة مع التعرض للكلور السام".
وأضاف: "لم تنشر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ما تم التوصل إليه في ألمانيا، بل تركت التحقيق مفتوحاً للعديد من الاحتمالات، وبالتالي لم تترك فرصة لإكمال التحقيق".
كما اتهم التحقيق مدير عام المنظمة، فرناندو أرياس، بأنّه "كان يبعث برسالة واضحة إلى أيّ من المعارضين المحتملين للتحقيق الذي تقوم به المنظمة بصورة علنية، مفادها أن الخبرة في الأسلحة الكيماوية، عندما يتعلق الأمر بدوما، غير مرحب بها".
وذكر أنّه "عندما سُئل أرياس عن استبعاد نتائج علماء السموم من التقرير النهائي، أمام البرلمان الأوروبي، قدّم أعذاراً كاذبة حول سبب رفضه معالجة الاحتيال العلمي المزعوم في تحقيق دوما ومهاجمة المفتشين المعارضين".
يذكر أنّه في أيار/مايو الماضي، قال مراسل موقع "The Grayzone" آرون ماتي، خلال مقطع فيديو نشره في حسابه "تويتر"، أثناء زيارته لمدينة دوما السورية: "أنا في مكان ليس بعيد عن المكان حيث جرت واحدة من أكبر عمليات الخداع المؤيدة للحرب منذ حرب العراق".
وأضاف ماتي: "هذا هو المكان الذي جرى فيه في نيسان/أبريل 2018 تصوير عشرات الجثث داخل مبنى وزعم الأشخاص الذين قاموا بنشر هذا الفيديو أن الضحايا تعرضوا لهجوم بالسلاح الكيميائي نفذته الحكومة السورية".