بولندا تتهم بيلاروسيا بمساعدة اللاجئين على عبور الحدود باعتماد وسائل جديدة
أفادت بولندا، اليوم السبت، بأنَّ بيلاروسيا "غيّرت تكتيكها في التعامل مع الأزمة الحدودية بين البلدين، فباتت توجّه مجموعاتٍ أصغر من المهاجرين في اتّجاه عدة نقاط على طول حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية".
وأعلن حراس الحدود البولنديون حدوث محاولات جديدة للعبور قامت بها عدة مجموعات مكوّنة من عشرات المهاجرين.
واتهم وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك، في حديثٍ إذاعيٍّ، أجهزةَ الدولة البيلاروسية بالقيام بـ"هجمات موجَّهة"، وهي الاتهامات نفسها التي يطلقها الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، نفت بيلاروسيا هذه الاتهامات، وانتقدت الاتحاد الأوروبي بسبب رفضه استقبال المهاجرين.
وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لشبكة "بي بي سي"، أمس الجمعة، إنّ "من المحتمل جداً" أن تكون قوّاته ساعدت الناس على العبور إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه نفى أن تكون مينسك رتّبت العملية.
مسيرة وجنازة
وظهرت مؤشراتٌ، الأسبوع الحالي، على أنّ حدَّة الأزمة بدأت تتراجع بعد أن أُعيد مئات المهاجرين إلى العراق، بينما انتقل 2000 مهاجرٍ غيرهم من مخيّم حدودي موقت إلى مستودعٍ قريب.
وقال حراس الحدود البولنديون إنّهم أصدروا أمراً لـ82 أجنبياً بمغادرة الأراضي البولندية، مشيرين إلى اعتقال مواطنين أوكرانيين ومواطن ألماني بسبب "مساعدة المهاجرين وتحريضهم".
ووصفت مفوّضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، دنيا مياتوفيتش، الوضع الإنساني عند الحدود بـ"المقلق". وطالبت بوضع حدٍّ لعمليات بولندا المثيرة للجدل من أجل إعادة المهاجرين إلى بيلاروسيا.
وقالت، في بيانٍ، إنّها استمعت إلى "شهادات مروّعة عن معاناة شديدة لأشخاص يشعرون باليأس، أمضوا أسابيع أو حتى أشهراً في ظروفٍ مزريةٍ وصعبةٍ للغاية في الغابات الباردة والرطبة جرّاء عمليات الإبعاد هذه"، داعيةً إلى وقف جميع عمليات الإبعاد "فوراً".
ومن المقرر أن تنظّم أمّهات بولنديات مسيرة دفاعاً عن حقوق المهاجرين، اليوم السبت، في بلدة هاينوفكا شرقي البلاد.
وذكرت وسائل إعلام بولندية أنّ 11 مهاجراً على الأقل لقوا حتفهم منذ بدء الأزمة خلال الصيف، آخرهم شاب عُثر على جثته الأسبوع الماضي في إحدى الغابات القريبة من الحدود.
وقبل أيام، حذّر وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، من أنّ "الوضع عند الحدود البولندية البيلاروسية لن يُحَلّ بسرعة، ويجب أن نستعدّ لأشهر، إن لم يكن سنوات".