ماكرون يؤكد عدم التخلي عن صيّادي فرنسا ويتعهد بحلّ الأزمة مع بريطانيا قريباً
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة، أن بلاده "لن تتخلى" عن صياديها، مؤكداً أنه سيتم اتخاذ موقف "قبل عيد الميلاد" من الخلاف مع المملكة المتحدة بشأن رخص الصيد البحري.
وقال ماكرون للصحافة في أولنوي أيميريس شمال فرنسا "العزم والحزم والدعم لصيادينا، هذه هي السياسة التي نتبعها منذ البداية ولن نتنازل عن أي شيء"، في وقت تتهم المعارضة الحكومة بالتخلي عن الصيادين.
ودعا مرة أخرى المفوضية الأوروبية إلى "أداء دورها" وتسوية الخلاف مع البريطانيين.
وأضاف في تصريحات بعد الظهر "سأستقبل صيادين من جميع المناطق المعنيّة بمجرد أن أحصل على ردّ من المفوضية".
وتابع "قبل عيد الميلاد، ستكون فرنسا قد اتخذت موقفاً"، موضحاً أنه لا يريد أن يجعل الملف "موضوعاً للرئاسة الفرنسية" للاتحاد الأوروبي التي تبدأ في الأول من كانون الثاني/يناير.
وأعرب عن أسفه لأن "على المفوضية أن تحمينا. يجب أن تمضي حتى النهاية، فالأمور تسير ببطءٍ شديدِ وتراخٍ"، محذراً من أنه "إذا لم تؤد المفوضية دورها، فإن فرنسا ستفعل ذلك."
وأقرّ متحدث باسم المفوضية في بروكسل بأن "العملية بطيئة للغاية"، مشيراً إلى أن "الموضوع يجب التعامل معه بشكل عاجل"، ووعد بأن يطلب من لندن "تكثيف المسار في غضون موعد نهائي محدد بوضوح".
وأضاف الرئيس الفرنسي "أرفض أن ندخل في حوار ثنائي" لأنه "ليس فقط موضوعاً بين فرنسا والبريطانيين، إنه موضوع احترام للالتزامات" الواردة في اتفاقات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين لندن وبروكسل، على حد قوله.
وشدد على أن "البريطانيين اليوم لا يحترمون" تلك الاتفاقات، مردفاً "قلت ذلك بوضوح لـرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون".
رغم ذلك، أكد إيمانويل ماكرون أنه في الأسابيع الأخيرة "تم إحراز تقدم، وصيادونا من هوت دو فرانس ونورماندي وبروتاني يعرفون ذلك، وقد تمكن البعض بالفعل من استئناف أنشطتهم لكننا لم نحصل على كل شيء... لا نفهم لماذا".
على صعيد متصل، رد الصيادون بغضب على تصريحات وزيرة البحار أنيك جيراردان التي تحدثت الخميس عن خطة تعويض للصيادين الذين فقدوا تراخيصهم في المياه البريطانية.
وأكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية الجمعة أن فرنسا "لم تتراجع" في ملف الصيد البحري ولا تزال تطالب لندن بـ"العدد نفسه" من التراخيص.
وأكد الرئيس ماكرون أن الحكومة ستواصل "دعم" الصيادين "ما دامت" المفاوضات مستمرة.
وكانت فرنسا قد احتجزت في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر سفينة صيد بريطانية دخلت مياهها الإقليمية من دون ترخيص للصيد، وأصدرت تحذيراً شفهياً لسفينة ثانية في ظل خلاف مرير بين البلدين بشأن حق دخول مناطق الصيد، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وغضبت باريس من رفض لندن منح الصيادين الفرنسيين العدد الكامل من تراخيص الصيد في المياه البريطانية، الذي تقول فرنسا إنه مكفول لها، مهدّدة بإجراءات عقابية ضد بريطانيا.
وطالبت بريطانيا، في أوائل الشهر الجاري تشرين الثاني/نوفمبر، فرنسا بالتراجع عن تهديداتها في الخلاف المتعلّق بحقوق الصيد خلال 48 ساعة، وإلا "فسوف تواجه إجراء قانونياً بموجب الاتفاق الذي أبرم لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وتتبادل باريس ولندن الاتهامات بانتهاك الاتفاق التجاري لما بعد "بريكست" والذي تم التوصل اليه نهاية العام الفائت، لجهة رخص الصيد في المياه البريطانية.