بوتين: خفض التوتر العسكري السياسي من مصلحة كل أوروبا والعالم

خلال اجتماع موسَّع في الخارجية الروسية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدلي بسلسلة مواقف تجاه عدد من القضايا الدولية، ويتوعّد بردّ ملائم على "النشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي بالقرب من حدود البلاد".
  • الرئيس الروسي فلادمير بوتين

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إنّ "القاذفات الاستراتيجية لدول الناتو تحلق على مسافة 20 كم من حدود روسيا"، معتبراً أنّ "هذا يتجاوز الخط الأحمر".

وتوعَّد الرئيس الروسي، في اجتماع موسَّع في وزارة الخارجية الروسية، بردّ ملائم من روسيا على "النشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي بالقرب من حدود البلاد"، وقال إن "الناتو اتَّخذ مبادرته لكسر كل آليات الحوار".

ولفت بوتين إلى أنّ "الغرب يتخلى بسهولة عن أي اتفاقيات سابقة"، مضيفاً أنّه "يستخدم الوضع عند الحدود البيلاروسية البولندية للضغط على مينسك".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن حلف شمال الأطلسي يشير إلى "نيته التعاون مع روسيا، على الرغم من طرد الدبلوماسيين الروس من البعثة الروسية الدائمة لدى الناتو".

وشرح أنّهم "دفعوا ذلك من فراغ وطردوا الدبلوماسيين من دون إبداء أي سبب، وبعد ذلك شعروا بالإهانة لأننا أغلقنا مهمة (الناتو) في روسيا"، متسائلاً "لماذا شعروا بالإهانة؟ لقد كانت مبادرتهم. فعلوها بأيديهم، والآن يبحثون عن المذنبين".

وأردف "لا يريدون التعاون معنا. لا داعي إذاً. ونحن لم نُرِد ذلك أيضاً"، مضيفاً أنهم "يرسلون إشارات إلى التعاون كما لو كنا نمارس الرياضة وليس الدبلوماسية، لكنني أعتقد أنهم سيفعلون ذلك. فهم يقدمون فعلاً إشارات إلى أنهم يريدون التعاون".

وتابع أنّ "الوضع مشابه للعلاقات بالاتحاد الأوروبي، إن لم يكن أكثر كآبة. فالوضع آخذ في التطور مع حلف شمال الأطلسي، الذي يُظهر موقفاً تصادمياً على نحو قاطع، ويقترب بعناد من حدودنا".

العلاقات الروسية الأوروبية تواجه صعوبات خطيرة 

وبشأن العلاقة بالاتحاد الأوروبي، أكد الرئيس الروسي أن "روسيا مهتمة بالمحافظة على علاقات جيدة بالاتحاد، لكن كل شيء يعتمد على رغبة الأوروبيين المتبادلة في إقامة تعاون محترم".

وقال "يجب أن تفهم بروكسل أن خفض التوتر، عسكرياً وسياسياً، لا يلبي المصالح الروسية فحسب، بل أيضاً مصالح كل أوروبا والعالم"، مضيفاً أنّ "علينا أن نعلن بأسف أن فرص التعاون تتضاءل، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يظل شريكنا الرائد، تجارياً واقتصادياً".

ووفقاً له، فإن "التفاعلات المثمرة للغاية في السابق بين روسيا والاتحاد الأوروبي، تواجه صعوبات خطيرة في المرحلة الحالية".

وشرح بوتين أن "الاتحاد الأوروبي يواصل صدّ روسيا بالعقوبات والأعمال غير الودية والاتهامات التي لا أساس لها، متجاهلاً الفوائد الواضحة للتفاعل في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية"، مؤكداً اهتمام روسيا بـ"المحافظة على علاقات حسن الجوار البناءة مع الدول الأوروبية، لكن كل شيء يعتمد على الاستعداد المتبادل للشركاء لإقامة تعاون قائم على المساواة والاحترام، وتطويره".

منفتحون على الاتصالات بالولايات المتحدة والحوار البنّاء معها

أمّا بشأن العلاقات بواشنطن، فأوضح الرئيس الروسي أن "بلاده منفتحة على الاتصالات بالولايات المتحدة والحوار البنّاء معها، على الرغم من استمرار الخلافات والمشاكل لدى الدبلوماسيين الروس في أميركا".

وأردف بوتين أنّ "مصالحنا وتقييماتنا ومواقفنا متباينة، في الواقع، في عدد من القضايا الثنائية والدولية، والكل يعرف ذلك جيداً"، متابعاً أنّه "ومع ذلك، أريد أن أقول، مرة أخرى، إننا منفتحون على الاتصالات وتبادل الآراء والحوار البنّاء".

الدور الدبلوماسي الروسي "يتزايد" في تسوية الخلافات بين أذربيجان وأرمينيا

وعن حلّ النزاع الأرميني الأذربيجاني، أشار الرئيس الروسي إلى أنّه "مما لا شك فيه أن دور الدبلوماسية الروسية يتزايد في الجهود المستمرة من أجل تسوية النزاعات بين أذربيجان وأرمينيا، وفي إعادة العلاقات الاقتصادية في منطقة القوقاز، وفتح ممرات النقل".

وأشار بوتين إلى أنّ روسيا "أنشأت لجنة مشتركة بين الدول، على مستوى نواب رؤساء الوزراء"، معتبراً أنّ "الاحتمالات ليست سيئة"، مضيفاً أنّ "كل دول المنطقة، بما في ذلك روسيا، مهتمة بتسوية طويلة الأجَل للمشكلة".

وتابع أنّه "قبل عام، وبفضل جهود الوساطة الروسية النشطة ،توقَّف الصراع في كاراباخ"، مشيراً إلى أنّ "عمليات إطلاق النار الأخيرة عند الحدود الأرمنية الأذربيجانية أظهرت أن الوضع في هذه المنطقة لم يهدأ بعدُ بصورة كاملة".

بعض الأطراف الغربية يحاول دق إسفين بين موسكو وبكين

واعتبر الرئيس الروسي أنّ العلاقات بين روسيا والصين وصلت إلى "أعلى مستوى في تاريخها"، مشيراً إلى أنّ ذلك "لا يعجب البعض".

وشرح بوتين أنّه "تجمعنا بالصين علاقات شراكة استراتيجية مميزة وذات أفضلية"، لافتاً إلى أنّ "بعض الأطراف الغربية يحاول دق إسفين بين موسكو وبكين. نرى ذلك، ونتصدى له مع الصين من خلال توسيع التعاون الثنائي".

نواصل العمل في سبيل تطبيع علاقات سوريا بالدول العربية

وأكد الرئيس الروسي أنّ "بلاده ستستمرّ في بذل الجهود للتسوية في الشرق الأوسط وحلّ النزاعات في المنطقة"، مؤكداً "أنّنا سنعمل من أجل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية والتطبيع مع الدول العربية".

ولفت بوتين إلى أنّه "من خلال مشاركتنا المباشرة، تمّ الانتصار على الإرهاب الدولي في سوريا، والحؤول دون تفكّك الدولة"، مضيفاً أنّه "في إطار منصة أستانا، وبالتعاون مع إيران وتركيا، أطلقنا العملية السياسية في سوريا".

وتابع أنّ "على الدبلوماسية الروسية أن تواصل العمل في سبيل تطبيع علاقات سوريا مع الدول العربية وعودتها العاجلة إلى جامعة الدول العربية"، مضيفاً أنّه "يجب العمل من أجل جلب المساعدات الإنسانية لسوريا وإعادة إعمارها".

ولفت الرئيس الروسي إلى أنه "من أجل تطبيع الوضع في الشرق الأوسط، من المهم مبدئياً دفع عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية".

وقال "يجب إنجاز عمل متَّزن وهادف مع كل الأطراف الليبيين من أجل تسوية النزاع، وحثهم على ايجاد حلول وسط".

أمّا بشأن الأحداث في أفغانستان، فأكد أنّها "تُملي الحاجة إلى إجراءات أمنية إضافية عند الحدود، وتقديم المساعدة إلى حلفائنا".

المصدر: الميادين نت