إيران وتركيا: تعاون استراتيجي على الرغم من الاختلافات السياسية

الجانبان الإيراني والتركي يؤكدان، خلال زيارة وزير الخارجية التركي لطهران، ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، من خلال وضع خريطة طريق شاملة وطويلة الأمد.
  • تهدف الزيارة إلى وضع رؤية استراتيجية، وتطوير خريطة طريقٍ شاملةٍ للتعاون بين البلدين

مباحثات إيرانية تركية، يُجريها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران صباح اليوم الاثنين، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ومع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تهدف إلى وضع رؤية استراتيجية، وتطوير خريطة طريقٍ شاملةٍ للتعاون بين البلدين، في القضايا الأمنية والإقليمية، بصورة خاصة.

فعلى الرغم من الاختلافات السياسية بين البلدين بشأن قضايا مركزية، وفي طليعتها سوريا، فإن هذا الانفتاح بين القوتين الإقليميتين الكبيرتين في الشرق الأوسط له دلالاته وتداعياته على المنطقة والإقليم، وتحديداً على كلٍّ من "إسرائيل" والسعودية.

في المؤتمر الصحافي المشترك، أكَّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أنَّ "علاقات إيران وتركيا علاقات تاريخية"، وأعلن "الاتفاق بشأن الدخول في مباحثات دبلوماسية من أجل التوصل إلى خريطة طريق طويلة الأمد لعلاقاتنا الثنائية"، آملاً في "توقيع الوثيقة خلال الزيارة المقبلة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لطهران".

وخلال استقباله أوغلو، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنَّ "المتوقَّع من إيران وتركيا العمل على وضع خريطة طريق للنهوض بالعلاقات إلى مستوى التعاون الشامل بين البلدين". وشدَّد على "حل مشاكل المنطقة بواسطة الدول الاقليمية ذاتها، ومن دون تدخل الأجانب".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن "العقوبات المفروضة على إيران ظالمة"، وأكد رغبة بلاده في تسريع وتيرة الجهود الهادفة الى توسيع العلاقات بإيران، أمنياً واقتصادياً، وخصوصاً في منطقة جنوبي القوقاز.

في هذا السياق، أكد أستاذ دراسات الشرق الاوسط في جامعة طهران، حسن أحمديان، للميادين، أنَّه "على الرغم من الاختلافات الكثيرة بين إيران وتركيا، فإن الدولتين حاولتا أن تحافظا على العلاقات الثنائية"، وأضاف أنه "مع تراجع واشنطن وفشلها في المنطقة، فإن الفرصة مؤاتية للقوى الإقليمية في أداء دورٍ في رأب الصدع".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وبيّن أحمديان أنَّ "هناك اليوم شيئاً من الاستقلال الاستراتيجي التركي، والذي لا تحبّذه واشنطن".

وأشار الأكاديمي الإيراني إلى أن "السعودية تبني موقفها استناداً إلى مسار مفاوضات فيينا".

بدوره، أوضح أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول، سمير صالحة، أن "اللقاء الإيراني التركي مهمٌّ، لكنَّ المفاجأة كان في المواقف والتصريحات المعلَنة من الوزيرين"، وأضاف أنَّ "هذه اللغة الجديدة مهمة، لكنَّ السؤال هو: هل ستكون في إطارٍ ثنائيٍّ، أم إقليميٍّ؟".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأشار صالحة إلى أنَّ "مراجعة السياسات الخارجية لأنقرة بدأت منذ أشهرٍ، وانطلقت في أكثر من اتجاه"، وتابع أنَّ "الإدارة الأميركية ماضيةٌ في محاصرة أنقرة"، وقال إنَّ " التقارب الإيراني التركي من المحتمل أن يساهم في تخفيف التوتر الإقليمي في ملفاتٍ كثيرةٍ".

من ناحية أخرى، أعلن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول "احتمال أن تكون زيارة أوغلو ضمن مبادرة تركية لتخفيف التوتر بين السعودية ولبنان"

من جهته، قال الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية، حسن لافي، إنَّ "الانسحاب الأميركي من المنطقة أدّى إلى وعيٍ لدى بعض القوى بشأن ضرورة إعادة التموضع"، مشيراً إلى أنَّه يوجد بين البلدين "نوعٌ من التوافق حتى حول أذربيجان، لأن "إسرائيل" تريد أن تستخدم تركيا لمشاغلة إيران".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

ورأى لافي أنَّ "تصريحات وزير خارجية تركيا تعكس موقفاً داعماً لإيران في محادثات فيينا"، مؤكِّداً أن "إسرائيل" هي "الأكثر تضرراً من التقارب الإيراني التركي"، كما أضاف أن "زمن الحروب انتهى، و"إسرائيل" غير قادرة على خوض حربٍ ضد قوةٍ إقليميةٍ كإيران".

ولفت إلى أنَّ "الشراكة الاقتصادية مهمةٌ جداً، وهي مدخلٌ حقيقيٌّ لفضّ الإشكاليات" بين البلدين. 

المصدر: الميادين نت