مصادر الميادين: الحكومة اللبنانية في حالة شلل نصفي.. تعمل ولا تجتمع

مصادر الميادين تقول إن "الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء يعملون ويتابعون الملفات الخاصة بوزاراتهم، وهنالك لجان وزارية تجتمع، والوفد اللبناني للتفاوض مع صندوق النقد الدولي يقوم بالخطوات التمهيدية".
  • مصادر الميادين: وجهة نظر ميقاتي حيال الأزمة مع السعودية تقوم على سياسة سحب الذرائع من أمام الرياض


يعيش لبنان أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متوازية، أضيفت إليها "الأزمة مع الخليج"، لتؤدي إلى شللٍ نصفي حكومي، بعدما اصطدمت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأزماتٍ وألغامٍ سياسية داخلية وخارجية، كان أولها ملف "تحقيقات المرفأ" وما تفرع عنها من مجزرة دامية في "الطيونة"، أدت إلى مقاطعة "الثنائي الشيعي" وتيار المردة اجتماعات مجلس الوزراء إلى حين الاتفاق على صيغة تؤدي إلى كف يد المحقق العدلي في "قضية انفجار المرفأ" طارق البيطار.

الحكومة تعمل ولا تجتمع

تقول مصادر سياسية مطلعة في حوار مع الميادين نت إن "الأزمات التي تواجهها حكومة ميقاتي لم تؤدِّ إلى حالة شللٍ حكومي كامل، بل إلى شللٍ نصفي"، بحيث تقوم المعادلة حالياً على ما يلي: "رئيس الحكومة والوزراء يعملون ويتابعون الملفات الخاصة بوزاراتهم، وهنالك لجان وزارية تجتمع، والوفد اللبناني للتفاوض مع صندوق النقد الدولي يقوم بالخطوات التمهيدية، والاجتماعات مع الصندوق تسير بوتيرة طبيعية. وبالتالي فإن "الحكومة تعمل ولكنها لا تجتمع، وعدم اجتماعها هو قرار سياسي داخلي لعدم تفجيرها وتعريضها لاختبارات قاسية". 

وتضيف المصادر أن "الأمور مقفلة في الجانب السياسي، ومواقف الأطراف من الأزمات المطروحة لم تتغير، بحيث تحكم عودة الحكومة إلى الاجتماع لاءات كثيرة: لا استقالة لقرداحي، ولا إقالة ولا استقالة لميقاتي، ولا عودة للثنائي الشيعي من دون إيجاد حل يؤدي إلى تصحيح مسار التحقيق وتغيير المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ، ولا مقايضة بين البيطار وقرداحي لانتفاء العلاقة بين الملفين".

ميقاتي وسحب الذرائع

في تفنيدها لمواقف الأطراف تقول المصادر إن "وجهة نظر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيال الأزمة مع السعودية تقوم على سياسة سحب الذرائع من أمام الرياض، وذلك من خلال استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، حتى لو لم تؤدِّ إلى عودة العلاقات الطبيعية مع المملكة، لكنها بحسب رأي ميقاتي تريح جزءاً من دول الخليج، كالكويت وقطر والإمارات، المحرجة مع السعودية، والتي تطالب ميقاتي باتخاذ أي خطوة يمكن بعدها ترتيب الموقف مع السعودية، التي أصبحت في موقع من يحتاج إلى النزول عن الشجرة".

وتضيف المصادر أنه "من جهته يدعم حزب الله الموقف الذي يتخذه الوزير قرداحي ويرفض الضغوطات التي يتعرض لها للاستقالة، ولديه تصوّر مختلف لمقاربة الأزمة مع الرياض، بحيث يعتبر الخطوة السعودية متسرّعة وانفعالية وخارجة عن اللياقة والمألوف في العلاقات بين الدول، وليست مرتبطة بتصريحات قرداحي بقدر ما هي مرتبطة بموازين القوى في المنطقة ونتيجة حروب السنوات العشر من سوريا الى العراق الى اليمن". 

وتؤكد المصادر أن "حزب الله لا يريد قطيعة بين الدولة اللبنانية ودول الخليج، وعلى الرغم من الخصومات الحادة والعداوة التي يناصبها بعض هذه الدول لحركات المقاومة في المنطقة، لم ينقل الحزب الخلاف معها إلى داخل الصيغة اللبنانية، وكما يقوم بالتعايش السلبي مع الأميركيين ضمن التركيبة اللبنانية، كذلك الأمر بالنسبة إلى دول الخليج، ولا سيما المملكة السعودية".

الجامعة العربية

وعن زيارة موفد الجامعة العربية السفير حسام زكي لبيروت، الأسبوع الماضي، فإن المصادر تؤكد أن هذه الزيارة "لم تحمل أي مبادرة، ويمكن وصفها بأنها استطلاعية، إضافة إلى ما تحمله من رمزيات سياسية يمكن البناء عليها في عملية تقدير الموقف الإقليمي من الأزمة المفتعلة مع لبنان من قبل الرياض".

وتأتي أهمية الزيارة، بحسب المصادر، من أن "لبنان الرسمي ليس في قطيعة مع العرب ولا يعمل على قطيعة معهم، وهذا الموقف تعرفه الجامعة العربية، وكذلك القيادة المصرية التي تتضامن مع السعودية من جهة، ولكنها ترفض سياسة القطيعة مع لبنان وترك الساحة لمنافسين إقليميين آخرين".

وتضيف المصادر: "يتناغم الموقف المصري مع الموقف الأميركي _ الأوروبي لجهة عدم مجاراة السعودية في خطواتها التصعيدية ضد لبنان، وكذلك عدم إطاحة الحكومة وبما تبقى من الاستقرار وترك الساحة اللبنانية لفراغات ستتيح لدول مثل تركيا تعزيز حضورها في البلد على حساب الجانب العربي، كما جرى في ليبيا والشمال السوري".

وتختم بأن "أزمة لبنان لم تعد قابلة للحل داخلياً، وأكثر ما في وسع اللبنانيين القيام به هو إدارة الأزمة والتخفيف من حدتها"، وبالتالي فإن البلد "يحتاج إلى ما هو أكبر من تسويات محلية لكي تعود الأمور وتستقيم. وفي حين تبدو التفاهمات الإقليمية والدولية حتى الآن بعيدة وغير ناضجة، يراوح لبنان في أزمته بانتظار اكتمال مشهد المنطقة في ضوء الأولويات الأميركية الجديدة"، إضافة إلى خلط الأوراق الجاري من التحالف الإسرائيلي _ الخليجي، والتطورات الحاصلة في أزمات المنطقة؛  "وادي النيل" إلى "المغرب العربي" إلى "بلاد الشام".

المصدر: الميادين نت